• ×

داخل صالات المناسبات في الخرطوم... (رقيص عروس) تحت حماية (الشرطة)..!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ محاسن أحمد عبد الله 
قدمت لي الدعوة من إحدى الصديقات المقربات للأسرة لحضور حفل (رقيص العروس) فكان لا بد من تلبية الدعوة خوفاً من اللوم وإرضاءً لفضولي.. وصلت إلى مكان المناسبة وولج جميع المعازيم من النسوة إلى الداخل حيث الصالة التي يقام فيها الحفل فيما حرصت الاسرة صاحبة المناسبة على أن يكون جميع المدعوين للحفل يحملون معهم (كرت) الدخول المخصص لحضور الحفل الخاص.. امتلأت الصالة المخصصة للمناسبة بعدد كبير من النساء والفتيات مع غياب كامل للأطفال وذلك وفق ما كتب على كرت الدعوة.. بدا الجميع في كامل أناقتهم وبعض منهم يرتدي أزياء لا تكاد تستر سوى أجزاء بسيطة من الجسد المتعري، كل منهن تتسابقن لاستعراض مفاتنها بصورة مستفزة، وقبل بدء حفل (رقيص العروس) بسطت (الشرطة النسائية) هيبتها داخل الصالة وهي تحذر وتمنع أصحاب الكاميرات والهواتف الذكية من التصوير فارضة رقابتها الصارمة على الجميع بدون فرز..! تلك الواقعة التي أكدت أن موضوع (رقيص العروس) ربما سيشهد تطورات مثيرة في المستقبل القريب، وذلك بعد أن أصبحت تتم الاستعانة بالشرطة لحماية العروس والمعازيم من خطر التكنولوجيا وعدسات الهواتف الجوالة!.

موقف سابق:
وقبيل فترة، شهد زواج ابنة الفنانة الكبيرة حنان بلوبلو والذي تمت مراسمه بإحدى الصالات الكبرى بأمدرمان ذات الشيء، حيث كان الدخول إلى الحفل بواسطة الكرت المخصص، بينما منع تماماً أي تصوير للأمسية، وانتشرت عدد من (الشرطيات) داخل الصالة لمتابعة ذلك المنع وللوقوف بشدة ضد أي بادرة تصوير أو خلافها، وذلك ضمن عنوان عريض وهو: (لا يحق لأحد التصوير لأن المناسبة خاصة جداً لا ينبغي أن يطّلع عليها غير المدعوين بها الآن)!!.
الشرطة ضرورية:
وعن انتقال رقيص العروس ليصل إلى الإقامة تحت حماية الشرطة، قمنا بسؤال عدد من المواطنين من مختلف الشرائح، وفي مقدمتهم الموظف صابر الهادي الذي قال: "أصبح أمر (رقيص العروس) تحت حماية الشرطة أمرا ضروريا وأكثر من عادي نسبة لتخوف بعض الأسر من تداول تلك الصور بين أناس آخرين قد يوظفونها لمآرب أخرى سيئة لأن العروس ترتدي فيه ملابس خاصة بالرقص لا ينبغي أن تظهر بها إلا وسط أهلها من النساء وصديقاتها"..!!

رسائل خاصة:
الحاجة بدرية إسماعيل تحدثت عن موضوع رقيص العروس وقالت لـ(فلاشات): (هو عادة قديمة ابتدعنها النسوة في الماضي وذلك لإيصال مجموعة من الرسائل المبطنة في مقدمتها التفاخر بجسد ابنتهم وجمالها، إلى جانب محاولات الأسر في السابق للتأكيد على مبدأ الفرح بأشكال مختلفة باتت تتناقص الآن بفعل التطور الكبير الذي طرأ على العصر)، وتواصل الحاجة بدرية: (قديماً لم تكن هنالك جوالات ولا اتصالات.. كان رقيص العروس يتم في حوش صغير تحيط به مجموعة من النساء.. وكان اقتراب أي رجل من ذلك المكان عيباً كبيراً ربما يقود لنتائج كارثية.. أما اليوم فالوضع اختلف لذلك لا أرى أي مبرر لإقامة رقيص العروس في هذا الزمان).

الضمان.. أمان:
وتتفق معه في ذات الرأي المهندسة منال الفاضل التي كانت لها تجربة خاصة في هذا الموضوع حيث قالت: (لقد تم زواجي قبل عامين.. وأقيم خلاله حفل خاص للرقص في إحدى الصالات الشهيرة بالخرطوم، وقدمت من خلالها الدعوة لعدد كبير من صديقاتي، وحرصت على أن تكون الشرطة النسائية حضورا لمنع التصوير بوضع الهواتف في مكان مخصص بعيدا عن متناول أيديهم على الرغم من استنكار بعض الأقارب للفكرة لكنها كانت من الضروريات حتى لا أتعرض للقيل والقال وتمت المناسبة بسلام والآن انقضى على زواجنا عامان ولم تحدث أية مشكلات)..!

قصة مأساوية:
الطبيبة (هـ.ع) كانت لها تجربة مغايرة مصحوبة ببعض الحسرة والألم جراء هذا الموضوع الذي عصف بحياتها الزوجية.. لنطالع ما ورد على لسان المطلقة (هـ.ع) والتي قالت: (تسببت لقطات من حفل الرقيص الخاص بي في توتر العلاقة بين وبين زوجي وذلك بعد أن أقمت حفل رقيص العروس في إحدى الصالات وحرصنا على عدم وجود غرباء في المناسبة ولكن بعد عودتنا من شهر العسل تفاجأ زوجي بصور خاصة لذلك اليوم وأنا في قمة الاندياح رقصاً وزيّاً، وقد وصله ذلك المقطع من خلال أحد الأشخاص المجهولين، ولم ينتهِ الأمر بذلك الحد، بل قام ذات الشخص بعرضها على عدد كبير من أصدقاء زوجي مما زاد من حدة الأمر وتوتر الأجواء بيننا، وحاولت تبرئة نفسي كثيراً دون جدوى قبل أن يتطور الموضوع ويصل لتبادل الاتهامات ثم الطلاق). وتضيف (هـ): (إذا أتيحت لي فرصة الزواج مرة أخرى فلن أقيم أية مباهج للفرح سوى عقد القران وتناول وجبة الغداء والسلام)..!

ما في داعي:
آخر الإفادات حول هذا الموضوع كانت للطالبة الجامعية فدوى الطاهر والتي تحدثت بشيء من الحدة قائلة: (أولاً أنا ضد فكرة رقيص العروس من الأصل، لأن فيها الكثير من التعري سواء كان للعروس أو الفتيات والنساء المدعوات للحفل اللاتي يظهرن بصورة غير محترمة، لأنه ليس هنالك من يضمن لهم عدم تسريب بعض الصور وبثها للآخرين في وقت أصبحت فيه وسائل الميديا أكثر حداثة. واستغلال تلك الصور لنوايا سيئة يضر الجانبين)، وتواصل: (عن نفسي إذا حدث وتزوجت لن أقيم أي حفل للرقيص حتى وإن قيل بأني متخلفة لأنني لا أملك غير سمعتي التي لا أخاطر بها على الإطلاق)..!!
السوداني


بواسطة : admin
 0  0  5267
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:09 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2024.