• ×

السودان: انقسام بشأن نتائج لقاء البشير والترابي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية رغم الحفاوة التي قوبل بها اللقاء الذي جمع الرئيس السوداني عمر البشير مع حليفه السابق زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي الذي يعد الأول من نوعه منذ خمسة عشر عاماً، إلا أن آراء المراقبين تباينت بشأن انعكاساته على الحوار الوطني الذي دعت له القيادة السودانية.

وتزامن الاجتماع الذي جرى يوم الجمعة مع تزايد تململ قوى المعارضة مما وصفته ببطء خطوات الحكومة في دفع استحقاقات الحوار منذ إعلان الرئيس البشير عنه قبل نحو ستة أسابيع.

ففي حين راهن محللون على نجاح مخرجات هذا اللقاء في فك الاحتقان السياسي، وتسريع وثيقة الإصلاح التي أطلقها الرئيس البشير وتقضي بفتح حوار مع قوى المعارضة إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، اعتبر آخرون أن اللقاء سيزيد من حدة الاستقطاب، وأن الأزمة لن تحل إلا بقرارات وخطوات محددة من الرئيس. ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. حسن الساعوري فإن اللقاء فتح الباب أمام انطلاق حوار سياسي بين الحكومة ومعارضيها، «بعد أن انتزع الترابي من الرئيس البشير عدداً من التنازلات المهامة».

وأول هذه التنازلات، حسب الساعوري، أن تكون أجندة الحوار مفتوحة وليست قاصرة فقط على القضايا التي طرحها البشير في خطابه الأخير، وبالتالي أصبح بإمكان المعارضة تحديد جدول أعمال الحوار، ثم الاتفاق على ألا يدار عن طريق حزب المؤتمر الوطني، بل عبر آلية متفق عليها بين الجميع، وإضافة إلى ذلك مشاركة حاملي السلاح في الحوار.

واعتبر الساعوري في حديثه أن التنازلات الحكومية دليل على جدية الحكومة وعدم سعيها لشراء الوقت أو المناورة بهدف تقسيم القوى المعارضة.

ووصف المحلل السياسي الحديث عن سعي البشير والترابي لتوحيد الإسلاميين بأنه بلا جدوى، لأن الترابي دخل اللقاء بلسان المعارضة، و«لأن وحدة إسلاميي السودان لن تتحقق إلا إذا واجهوا عدواً قاهراً».

وفي نفس الاتجاه يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة اسماعيل الأزهري خالد محمد صالح أن اللقاء لم يخل من المكاسب السياسية، «لأن الاحتقان السياسي بلغ مداه في السودان بسبب تمسك الحكومة والمعارضة باشتراطات مسبقة كادت تنسف فكرة الحوار تماماً».

وتابع أن نتائج الاجتماعات خاطبت مطالب الأحزاب واشتراطاتها بشكل معقول، ما يجعل تقارب طرفي الحوار أمراً متوقعاً، وتوقع أن تقدم الحكومة على خطوات ملموسة على صعيد تهيئة المناخ توطئة لانطلاق عملية الحوار.
الامان


بواسطة : admin
 0  0  1201
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:10 صباحًا الأحد 12 مايو 2024.