• ×

فياغرا ...أحموا اولادكم ..هم امانة في أعناقكم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ سهير عبد الرحيم بينما كنت أقف في انتظار دوري لشراء دواء من إحدى الصيدليات إذا بصبي في حوالي التاسعة عشر من عمره يقف إلى جانبي ويتحدث بصوت هامس إلى الصيدلانية، دار حديث قصير بينهما انتهى بتناوله ما طلب بعد دفع القيمة.
الموقف كان قصيراً وسريعاً ولكن مالفت نظري أولاً حالة الصبي وهيئته فقد كان شاحب اللون يتصبب عرقاً ولا يقوى على الوقوف كما توحي حالته أيضاً بأنه مهتز نفسياً أو هكذا يبدو.

أما الأمر الآخر فكانت نظرات الصيدلانية التي مسحته طولاً وعرضاً كما الأشعة السينية بل حملت تلك النظرات شيئاً من الإزدراء والسخرية.
فضول الصحفي داخلي كان حاضراً فطفقت أسأل عن الصبي ونوع العقار الذي تناوله وكانت المفاجأة أنه طلب (الفياغرا) .. عقدت الدهشة لساني وانزوت أفكاري في مكان قصي وهي تتجنب الاصطدام بحديث الصيدلانية.

كيف لصبي في مقتبل العمر أن يتناول عقاراً مثل هذا ولماذا وكيف ومتى وأين ؟؟؟؟ !!!! إن الجميع يعلم ماهي الفياغرا أو دواعي إستعمالها وأي فئة عمرية من الرجال يمكن أن تكون (الفياغرا) عقارهم.
بدأت الصيدلانية تحكي لي عن زبائن الفياغرا، قالت إن غالبيتهم من الفئة العمرية مابين 18 سنة و 35 سنة أما ما فوق الأربعين والخمسين فعددهم قليل مقارنة بالشباب.

تذكرت حينها وإن لم تخني الذاكرة تحقيقاً صحفياً في صحيفة (حكايات) كان يتحدث عن دخول (4 ملايين حبة فياغرا السودان).
ولست هنا بصدد الحديث عن إيجابيات وسلبيات الحبة الزرقاء، ولكني أتحدث عن مآلات استعمال صغار السن للمنشطات الجنسية. وما يترتب على هذا من تجاوزات أخلاقية وحوادث تحرش واغتصاب وما فيديو الواتس اب لمجموعة الأطفال أو قل الصبية إلا دليل يفضح غياب الأسرة التام.

فالأم مشغولة بترديد الحناء أكثر من مرة حتى تصبح (سوداء) وهناك (شراب الجبنة) و النميمة في زواج فلان وطلاق فلانة وآخر صيحات الثياب والمجوهرات والأثاث .. بينما الأب منهمك في إتمام صفقة أو توقيع شيكات بدون رصيد أو الفشخرة بالسيارة الجديدة وعلى أسوأ الفروض (الحفر والدفن) للموظف الجديد.
كيف لمؤسسة أسرية تدار بنجاح أن ينزلق ابنها في طريق المنشطات وربما تعاطي المخدرات بعد قليل.

السادة الآباء الأخوات الأمهات حينما قررتم أن تنجبوا طفلاً لم تشاوروا هذا الطفل بل اتخذتم قراركم ومن ثم خرج إلى الحياة.
ابناؤكم أمانة في أعناقكم. أنتم لستم مسؤولين عن طعامهم وشرابهم ولباسهم وعلاجهم وتعليمهم فقط بل أنتم مسؤولون عن سعادتهم أولاً وحمايتهم ثانياً و ثالثاً.






















بواسطة : admin
 0  0  1374
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:42 مساءً السبت 4 مايو 2024.