• ×

إنقسام في تحالف قوي المستقبل بسبب الموقف من الحركات والحوار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية باعد الموقف من الحركات المسلحة الشقة بين طرفي تحالف قوى المستقبل للتغيير التي تعرضت لانقسام قبل أيام بسبب المشاركة في الحوار الوطني، ولم يمضي على التحالف الوليد تسعة أشهر حتى تفرقت أحزابه أيدي سبأ.

وأصدر التحالف بقيادة غازي صلاح الدين الثلاثاء الماضي، قرارا بإسقاط عضوية الطيب مصطفى، لإخلاله بأهداف التحالف وواجباته والإضرار بمصالحه ووحدته، وفي اليوم التالي انقلبت مجموعة التحالف بقيادة الطيب وأعلنت الإطاحة بغازي، من رئاسة التحالف وتنصيب الطيب بدلا عنه.

وعزا جناحا التحالف الانشقاق إلى الموقف من المشاركة في الحوار الوطني، لكن تبدى سبب رئيسي آخر يبدو أنه أكثر عمقا من ادعاء قيادات الطرفين أن سبب المفاصلة عائد إلى المشاركة في عملية الحوار من عدمها.

ويقول أسامة توفيق رئيس دائرة الإعلام في تحالف قوى المستقبل ـ جناح غازي، لـ "سودان تربيون" إن وجود الطيب مصطفى ضمن التحالف مثّل عائقا من إقامة علاقات مع الحركات المسلحة.

وتوقع توفيق تنشيط وتحسن العلاقات بين التحالف بقيادة غازي والحركات المسلحة لما يتمتع به غازي من ثقة في أوساط الحركات المسلحة والاتحاد الأفريقي، قائلا "موضوع الطيب مصطفى انتهى.. البيان الذي أصدرناه كان لإسقاط عضويته لوحده، لكن الباب سيظل مفتوحا للآخرين".

ويقر ناجي الكرشابي عضو التحالف ـ جناح الطيب مصطفى ـ بأن وجود منبر السلام العادل ضمن قوى المستقبل جعل قوى "نداء السودان" التي تضم الحركات المسلحة، حريصة على عدم وجود أي علاقة مع التحالف.

ويشير إلى أن موقف منبر السلام المناهض لمشروع السودان الجديد الذي تتبناه الحركات المسلحة يجعل من الصعب قبول قوى "نداء السودان" بالمنبر رغم أن التحالف حاول أكثر من مرة في أوقات سابقة خلق تواصل بين الطرفين بلا جدوى.

وقاد منبر السلام العادل بقيادة الطيب مصطفى وصحيفته "الانتباهة" حملة إنفصالية في شمال السودان لفصل جنوب السودان، بعد اتفاقية نيفاشا 2005 وهو ما تحقق في يوليو 2011.

ويؤكد الكرشابي أن غازي ومجموعته يبحثون عن رضا "نداء السودان" على عكس جناح الطيب مصطفى الذي يبحث عن حل مشاكل السودان بغض النظر عن رضا أو رفض الحركات المسلحة ـ بحسب قوله ـ.

وعصفت الخلافات بالتحالف الأسبوع الماضي بسبب تباين المواقف من الحوار، حيث أيدت مجموعة يقودها رئيس منبر السلام العادل الحوار وشاركت في مؤتمره العام، بينما قاطعت مجموعة أخرى الحوار بقيادة حركة "الإصلاح الآن".

وبحسب أسامة توفيق فإن الطيب مصطفى، بحكم صلة قرابته مع رئيس البلاد عمر البشير، أبدى مع مجموعته "رغبة جارفة" للإنضمام إلى الحوار الوطني، مبينا "أن من ضمن أحزاب التحالف مشاركين سابقين في الحكومة تضألت نسبتهم في السلطة فانضموا للتحالف لزيادة (كيكتهم) وها هم يعودون إلى السلطة من بوابة الحوار".

ويبين توفيق أن الطيب مصطفى رمى اتفاق الثمانية نقاط مع آلية الحوار قبيل انعقاد الجمعية العمومية للحوار في 10 أكتوبر الحالي، وراء ظهره وشارك باسم التحالف في الجمعية من دون أن يفاوض على انفاذ النقاط الثمانية المتعلقة ببحث ما تم تنفيذه من خارطة الطريق 2014 واتفاق أديس أبابا سبتمبر 2014 وخارطة الطريق الأفريقية مارس 2016.

لكن الكرشابي يقول إن آلية "7+7" وافقت على جميع بنود مذكرة التفاهم الثمانية بما فيها استيعاب التحالف في هياكل الحوار، ولم يكن أمام قوى المستقبل من بد إلا المشاركة في الحوار الوطني لمعالجة قضايا السودان المتمثلة في وقف الحرب وتحقيق السلام.

ويضيف أن قوى في التحالف سارعت ابتداءا إلى تجميد عضويتها مثل الحركة الاتحادية والحزب الديمقراطي الليبرالي فور تأكدها من مشاركة التحالف في الحوار.

وتقر قيادات في قوى المستقبل بأن التشكيل الهلامي للتحالف مرده إلى أن غالبية مكوناته مجرد أشخاص أو فعاليات، بينما الأحزاب المسجلة المنضوية تحت لواء التحالف بشقيه لا تتجاوز الـ 9 أحزاب.

وبحسب الكرشابي فإن أحزابا رئيسية تؤيد الجناح تشمل "منبر السلام العادل، وحدة وادي النيل، الشرق للعدالة والتنمية، الوسط الإسلامي والحركة المنشقة من مني أركو مناوي بقيادة مبارك دربين"، بينما يؤيد جناح غازي أحزاب "حركة الإصلاح الآن، الديمقراطي الليبرالي، الحركة الاتحادية، والاشتراكي القومي".

ويقول: "إن بقية الكيانات مجرد أشخاص وفعاليات، مثل فرح العقار تحت لافتة منبر النيل الأزرق".


بواسطة : admin
 0  0  855
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:50 مساءً السبت 4 مايو 2024.