• ×

اسحق الحلنقي : الشامة في خد القمر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * لم أكن أعلم أن الراحلة ليلى المغربي تكتب الشعر الغنائي، ولكني بعد أن أستمعت إلى أغنية كتبتها لحنها الموسيقار أحمد شاويش شعرت أن في كلماتها شاعرة أخذت من رقة إسماعيل حسن ومن تأوهات حسين بازرعة ومن حنية عبد الرحمن الريح، فسألت نفسي ترى من أين جاءت نجمة الأماسي الملكية بهذا الإبداع، إلا أنني تذكرت فجأة أن النجمة تولد بنورها والفراشة تولد بألوانها، كذلك ليلى ولدت والإبداع على جبينها.
* ما نستمع له هذه الأيام من العدد الكبير من الأصوات الجديدة ، يذكرني عندما رفضت لجنة الأصوات بالإذاعة إجازة صوت الفنان أحمد الجابري باعتبار أنه صوت لا يصلح للغناء، قرار اللجنة لم يكن صائباً في حق الفنان الكبير، لكنه كان يحس في أعماق أعماقه أنهم ربما عدلوا عن رأيهم يوماً، فواصل النحت على الصخر دون يأس، ذات مساء وأثناء مرور مدير عام الإذاعة بأعضاء لجنة الأصوات، استمع لصوت الجابري وهو يغني أمامهم للمرة السابعة فخاطب أعضاء اللجنة منبهراً: ما أعذب هذا الصوت، وجد أعضاء اللجنة أنفسهم أمام مدير عام مغرم بصوت الجابري، فتمت إجازة صوته بامتياز.
* الانتشار الذي حققته أغنيتي (لون المنقة) الذي ظل نضارها يقاوم السنين مثل صوت بلابلها، أزعجت كلماتها أخي الشاعر الكبير محمد يوسف موسى إلى درجة دفعت به أن يوجه لي نقداً قاسياً على صفحات صحيفة (الأيام) التي كان يعمل بها محرراً فنياً آنذاك، حيث كتب تحت عنوان رئيسي (الحلنقي جعل من الإذاعة السودانية سوقاً للفواكه) ، وبما أنني أؤمن بالسماح، وأرفض تماماً مقاومة الجرح بالجرح، خاصة بين أصدقائي هاتفته قائلاً: عفواً صاحب (فات الأوان) لو أن منقتي مست غرورك.
* أعلنت مجموعة من المضيفات العاملات في إحدى الخطوط الجوية الأوروبية إضراباً عن الابتسامة لكل المسافرين على متن طائرات تلك الخطوط، بعد أن امتنع المدير العام لهذه الشركة عن زيادة أجورهن، وقال لهن مستهزئاً: إن عليكن أن تشربن من البحر، إلا أنه وبعد أسابيع من امتناع الوجوه الجميلة عن تقديم الابتسامة للمسافرين لاحظ المدير العام أن أعداد المسافرين قد بدأت في التقلص، لأن التكشيرة الحادة على وجوه المضيفات حلت محل الابتسامة، مما أدى إلى هروب الكثير من المسافرين إلى شركات أخرى، فاضطر مرغماً على زيادة أجورهن، فعادت الابتسامة إلى وجوه المسافرين على تلك الخطوط.
* استلت الهجرة السوداء خنجراً غرزته في كبدي وأنا أجاهد لألقى فرصة المغادرة على أول طائرة تقلني إلى السودان حتى أتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على وجه والدي، ولكن الأقدار أرادت غير ذلك، فعدت وأنا أجر أقدامي باكياً إلى منزلي في مدينة العين، وهأنا الآن وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً على وفاة الوالد عليه الرحمة لم يزل هذا البكاء يسكنني فلا نامت للمغتربين عيون.
هدية البستان
أنا مستعد أبدا السفر أقطع معاك ألفين بحر
ولازم أصل في يوم أنا للشامة في خد القمر.
اخر لحظة


بواسطة : admin
 0  0  1214
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:06 صباحًا السبت 4 مايو 2024.