• ×

وجود رئيس بمواصفات طه سليمان يوطن دولة المؤسسات في السودان

الكاتب عبد الباقي الظافر :من يثني ؟!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية عبدالباقي الظافر

(تعلمون يا شعبي انني لم اتلقي تعليما جامعيا ولكنني أؤمن ان رئيس الجمهورية يقوم بمهام اكثر مما يشغل وظيفة.)..بتلك الكلمات العميقة اعلن الموسيقار والشاعر يوسو أندور ترشحه لمنصب رئيس جمهورية السنغال..أندور لم يكن حديث عهد بالحياة السياسية إذ سبق ان شغل منصب وزيرً الثقافة والسياحة في بلده الذي لم يشهد انقلابا عسكريا في تاريخه..لم يتمكن أندور من إصابة المنصب السامي بسبب فشله في جمع التوقيعات الشعبية المطلوبة وفقا لقانون الانتخابات ..المطرب الشهير ساهم في إنزال هزيمة ساحقة بالرئيس عبدالله واد الذي خالف روح الدستور وترشح للمرة الثالثة..عبر الأجيال الجديدة التي جذبها وجود شخصيات مؤثرة مثل المغني أندور انتصرت إرادة التغيير بفوز الرئيس الشاب مكي سال في انتخابات 2012..ولم يجد الشيخ واد غير ان يهني خصمه بعد ساعتين من اعلان نتيجة الانتخابات.

في عددها الاول حملت لنا (الصيحة) عزم الفنان طه سليمان الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة..ربما استنكرعدد كبير من القراء إيراد الخبر على ذاك النحو..وربما اعتبر عدد مقدر ان الامر مجرد مزحة سياسية تستهدف الإثارة..من يظن خيرا بالمطرب الشاب سيضع الخبر في سياق حكاية كيجاب والانتخابات ..فقد ظل السباح كيجاب يفسد عدد من الجولات الانتخابية بولوجه ساحة التنافس بشكل غير جاد يستهدف لفت الأنظار.

بداية ما الذي ينقص الفنان المحبوب طه سليمان ليصبح رئيساً في دولة كالسودان ..الفنان طه يملك شعبية كبيرة وسط الشباب..شعبيته عابرة للولايات وتتجاوز كثير من الحواجز العرقية والاجتماعية ..اغلب السياسيون الذين ينتظرون دورهم في الوصول الى القصر او المطالبين بالتمديد لن تستطيع برامجهم السياسية استقطاب الاجيال الجديدة التي جعلت من يوم وفاة الفنان محمود عبدالعزيز يوما وطنيا للحزن.

هنالك زاوية اخرى لمرشح يحمل مواصفات المطرب طه سليمان ..طه وامثاله لهم من الإمكانات المادية ما يجعلهم *قادرين على إدارة حملة انتخابية دون ان ينظروا *الى خزينة الدولة.. عبر عدد من المناشط الفنية وجلسات جمع التبرعات واستنادا على بريق النجومية يستطيع طه سليمان تمويل حملة انتخابية منظمة ..فيما معظم الزعماء المخضرمين يرنون الى دعم خارجي من الأصدقاء او ينتظرون دعما من الدولة الفقيرة.*

اغلب الظن ان الشاب طه يفتقر الى الخبرة السياسية التي تجعله يدير بلدا ينوء ظهره بالكوارث.. هنا أيضاً نقطة إيجابية تحسب للفنان الشاب..بمعنى ان تاريخه خال من المخالفات السياسية التي تجعل نصف الشعب يقف ضده..البرنامج السياسي مسالة سهلة ..كل السودانيين يطلبون وطنا معافا من الحروب وخال من الفساد ومستقر اقتصاديا ..اي رئيس جديد يجب ان يستعين بمؤسسات تساعده في اتخاذ القرار الصائب..وجود رئيس بمواصفات طه سليمان يوطن دولة المؤسسات في السودان.

للأسف لن يتمكن طه سليمان من تحقيق حلمه السياسي بسبب ان الدستور الحالي يضع *بلوغ الأربعين كشرط أساسي لمن تحدثه نفسه في خدمة الناس عبر الوظيفة العامة..بصراحة الدستور كتبه شيوخ يظنون ان طه سليمان وجيله مجرد عيال.

عزيزي القاري اغمض عينيك وتخيل سليمان طه رئيساً..الان ربما أدركت الفرق بين الشاب طه سليمان والشيخ سليمان طه.. اللهم لا تحاسبنا بما فعل الشيوخ منا وفينا.



بواسطة : admin
 0  0  1297
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:54 مساءً الثلاثاء 7 مايو 2024.