• ×

الحكومة السودانية تطلب من بريطانيا الإعتذار عن قتل 14 ألف سودانياً في معركة كرري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ طلبت الحكومة السودانية من الحكومة البريطانية تقديم اعتذار عن مقتل 14 ألف سوداني في معركة «كرري» الشهيرة، التي وقعت في 2 سبتمبر (أيلول) 1898، بين قوات ثوار المهدي السودانية والقوات البريطانية، شمال أم درمان عاصمة الدولة المهدية، والتي جاءت للثأر لمقتل الحاكم العام البريطاني الجنرال تشارلس جورج غوردن، الحاكم العام على السودان في الفترة الاستعمارية، على يد ثوار المهدي في قصره بالعاصمة الخرطوم، نهاية القرن التاسع عشر.

وقال أحمد بلال عثمان، المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام في الخرطوم، أمس أثناء تدشين الحملة الإعلامية للخطة الوطنية لتنفيذ الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، إن الشراكة من أجل التنمية ستظل ناقصة، ما لم يسهم الذين تسببوا في الاختلالات التنموية في الجنوب أثناء الاستعمار التقليدي والحديث الذي مارسته الدول الغربية تجاه دول الجنوب. وأضاف: «علينا الجهر بالقول إن الذين أثروا على حسابنا، وتسببوا في اختلالات المسيرة العالمية ككل، لم يقوموا بدورهم كاملاً، وأعني بذلك دول الغرب وأميركا».

وأوضح بلال أن الاحتلال لا يزال قائمًا، وأن البلاد التي استعمرت بلدان الجنوب 3 قرون بنت نهضتها على حساب ثروات هذه البلاد، وقال: «ما لم يعدل
هذا الاختلال سيظل الفقير فقيرًا والغني غنيًا». وطالب بلال باعتذار بريطاني عن مقتل 14 ألف ثائر سوداني، لقوا حتفهم خلال معركة استمرت 3 ساعات فقط خلال الفترة الاستعمارية، والتي قال إنها كانت تسعى للانتقام للحاكم العام البريطاني تشارلس غوردن، والذي قتله رجال الثورة المهدية السودانيون، مشيرًا بذلك إلى «معركة كرري» الشهيرة بين السودانيين بأسلحتهم التقليدية في مواجهة الجيش البريطاني المدجج بالأسلحة الحديثة، التي فتكت بهم في غضون 3 ساعات، وقتلت أكثر من 14 ألفا منهم، واحتلت السودان.

وطالب بلال بتخصيص ما نسبته 1 في المائة من دخول بلدان الجنوب للعالم الثالث، تكفيرًا عن الاستغلال الذي تم في المرحلة الاستعمارية، وقال: «نطالب بـ1 في المائة من دخول هذه الدول للعالم الثالث، ويجب أن يشاركوا في معالجة الاختلال الحالي». وحمل بلال البلدان الغربية المسؤولية عما أسماه «الفساد في البر والبحر»، وقال: «هم أقاموا المصانع وأحدثوا ثقب الأوزون، ونحن ندفع الثمن بالتصحر والفيضانات، لماذا لا يساهمون مساهمة كبيرة في إعادة استزراع المناطق التي أصابها التصحر». وأضاف أن الغرب مسؤول أيضًا عن استشراء العنف والحروب وموجات الهجرة غير الشرعية، وأن على الغرب تحمل مسؤولياته تجاه ما فعلت أيديهم، قائلاً: «هذا يجعلنا نطالبهم بمراجعة الشراكة بقوة، وأن يعيدوا
جزءا مما أخذوه خلال 3 قرون»، وتابع: «نحن لا نزال نحاول الاستقلال، لكنهم يوجهوننا بالمقاومة وفرض الحصار والعقوبات»، في إشارة للعقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على السودان.

وأضاف: «ما لم يعالج الاختلال بشكل موضوعي وعاجل، سيظل الفقر في الجنوب والثراء في الشمال، ولن تتوقف موجات الهجرة غير الشرعية والعنف والحروب». وحذر بلال من ازدياد حركات التمرد والعنف والإرهاب بسبب هذا الظلم، بقوله: «نحن لا نؤيد الإرهاب وحركات التمرد، لكن غياب العدالة يؤدي لما نراه اليوم من اضطراب في عالمنا».

ودعا بلال لرفع الحصار الاقتصادي والعقوبات الأميركية الأحادية المفروضة على السودان، موضحًا أن حكومته لا ترعى أو تأوي الإرهاب ولا تصدره، وقال:
«هم يعلمون أن السودان لا يصنع إرهابًا، ومع هذا يفرضون عليه العقوبات». وانتقد بلال السياسات الأميركية تجاه السودان، وحملها المسؤولية عن تعطيل التنمية في البلاد وزيادة آلام من أسماهم المستضعفين، وقال: «هذه مناسبة لننبه لما تقوم به أميركا، وهي ترفع شعار حقوق الإنسان، لكنها تنتهك حقوق إنسان السودان بالحصار».

وكان وزير الإعلام يتحدث بالخرطوم أمس، خلال تدشين ورشة الحملة الإعلامية التي أطلقتها الأمانة العامة للمجلس القومي للسكان، والذي يعد نقطة ارتكاز وطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). وتهدف الخطة التي تبنتها الأمم المتحدة لإنفاذ وثيقة (تحويل عالمنا: خطة التنمية 2030)، وتتضمن 17 هدفًا و60 غاية لتحقيق الرفاهية والازدهار والعدالة الاجتماعية، والحفاظ على كوكب الأرض، مع الاحترام الكامل لسيادة الدول. والتي أعلن السودان تبنيها وتنفيذها واتخاذ التدابير اللازمة بشأنها.
احمد يونس ـ الشرق الاوسط


بواسطة : admin
 1  0  3771
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    08-21-2016 04:40 مساءً خالد حلفا :
    ..أحرى بكم أنتم أن تعتذروا للشعب السوداني الذي لم يكن خياراً لكم في يوم من الأيام تعملون من أجل رفاهيته حتى*جعلتموه أن يتمنى عودة الإستعمار ..
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:32 صباحًا الأربعاء 1 مايو 2024.