• ×

زهير السراج يكتب:المقامة السينية فى حُب الرعية!! (منع من النشر)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * يقول لكم والى المستوطنين فى الخرطوم، حفظه الله وأكرمه ونَعّمه وأطال عمره وأمد فى ايامه، بأن الخرطوم كانت ستغرق لولا السدود العشرة القديمة التى حجزت منها الماء، وصرفت عنها البلاء !!


* وقال واليكم، والاه الله بالعافية وحماه من الابتلاء، وجَنبّه الفقر وشر الداء، وجعل اقواله فى ميزان حسناته يوم القيامة باذن الله، بأن الولاية سـ(تمضى) قُدماً فى تعلية السدود، وإنشاء سدود جديدة، تخلب العقول وتحمى من السيول، وتخزن الماء وتكون لنا عوناً فى زراعة الحقول، فافرحوا يا مواطنى الخرطوم، فالوالى الفريق ركن طيار مهندس ركب الهليكوبتر وطار، وصعد الى السماء، ورآكم غرقى فى الطين، وما هان عليه أن يترككم بلا أمل ولا رجاء، وهاهو يعدكم بالخير والنماء، ويبشركم بالوعود، ويبادركم بالقول الفصل الحَسّن سـ(نمضى) قدما فى بناء السدود، وكأن القديمة بناها معاليه، بارك الله فيه !!


* وحرف السين عند السادة، أيها الأفاضل، ليس لاستدبار الماضى واستشراف المستقبل، كما يدعّى علماء اللغة الفطاحل، وانما حرف توكيد ونصب، القصد منه توكيد الفعل وتأكيد النصب، والنصب ليس مقصوداً به الخداع، كما فهم بعض الاحباب، وإنما البناء والتشييد، مِن نصب ينصب نُصبا (بضم النون)، لا نصب ينصب نَصباً (بفتحها) .. ألم تسمعوا بالنُصب التذكارى الذى يُقام للموتى ليتذكرهم الاحياء، فهاهو الوالى يعدكم بنصب السدود حتى يتذكركم، فهل فهمتم .. لا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم ؟!


* لقد شرف الوالى، واللهِ، سماء الخرطوم، الذى يعج بالغيوم، غير خائف ولا مهموم، ومن أين تأتى الهموم لوالٍ له ربع قرن متوالى وجالس فى العلالى، أم ظننتم أنه مثلكم يعانى، كفاه الله حسدكم، وجعل كيدكم فى وحلكم !!


* صعد الوالى الى السماء، ليتفقد أحوالكم أيها الاعزاء، رغم سوء الاحوال وعظم البلاء واشتداد الاهوال، وما هان عليه ان يترككم فى مصيبتكم بدون ان يتفرج عليكم، ثم يقول لكم بكل بلاغة لسان وثبات جنان، سـ(نمضىى) قدما فى بناء السدود ــ بالسين ــ دليلا على الهمة والكرم والمحبة لكم، وذلك بعد أكثر من سبعة وعشرين سنة فى الحُكم .. ويا له من كرم، فمن يقضِ مثل هذا الزمن الطويل جالسا على كرسيه، يجهر نور السلطة عينيه، فيظن انه أحكم من لقمان، وأبلغ من سيبويه، ولا يمكن ان يغامر ويصعد الى السماء واضعا هموم الرعية على كاهليه، ولكن والينا عليه بركات من الله، فعلها بجرأة واقتدار رغم الأخطار والجو الماطر والاعصار، وكان يكفِه فخرا ان يتفرج عليكم من فوق الكرسى الذى يجلس عليه وانتم توحلون، ولكنه الحب والاخلاص والحرص عليكم حتى وانتم تموتون !!


* بل، وجناب الوالى ومن ذلك المكان العالى، يعدكم بحرف السين إنه سـ(يمضى ) قدما فى بناء السدود، كى تقيكم الأخطار وتحميكم من الأمطار، وتخزن لكم الماء الذى يمنع عنكم البلاء ويحقق الخير والنماء .. وعلى رأى مطربنا العزيز الراحل ابوداؤود (فى حب يا أخوانا أكتر من كده؟) .. دمت لنا يا حامى الحدود، وكلنا ثقة أنك سـ(تحفظ) العهود، وسـ(تمضى) قُدما فى بناء السدود، وجعلنا الله من المنتظرين المحتسبين، وحمانا من الوحل والطين، ان شاء الله القوى المتين !!


بواسطة : admin
 0  0  1198
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:40 مساءً الأربعاء 1 مايو 2024.