• ×

(الفايننشال تايمز):مواطنو جنوب السودان إكتشفوا وحشية وفساد قادتهم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات الجنوب دولة فاشلة لم يسبق في أفريقيا أن تطورت وانتقلت بسلاسة حركة تحرر من العمل الثوري إلى العمل الحكومي، وفشلت فشلاً ذريعاً على ما حصل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بدولة جنوب السودان. وبحسب مقال نشرته صحيفة (الفايننشال تايمز) البريطانية أنه خلال السنوات الخمس التي تلت الاستقلال عن السودان، اكتشف مواطنو جنوب السودان أن حكامهم مستبدون في الوحشية والفساد. وتضيف الصحيفة البريطانية أنه حين أضرمت القوات الموالية للرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار - الذي يقود فصيلاً منشقاً عن (الحركة الشعبية) النار في اتفاق السلام الذي أبرم في أغسطس 2015م، وأجبرت الاشتباكات في جوبا (عاصمة جنوب السودان) عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار أو الاختباء في الكنائس ومجمعات الأمم المتحدة، وقتل مئات المواطنين. فيما تقف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة موقف المتفرج، مثلما فعلت في مناسبات كثيرة منذ اندلاع الحرب الأهلية بين القوات المتناحرة في 2013.. وما يحصل هو ذروة فشل قيادة جنوب السودان؛ وتقع لائمة الإخفاق على هذه القيادة وعدد من المعادين الأجانب لعملية السلام التي أدّت إلى الانفصال، وهو استقلال ما كان ليحصل لولا تدخل واشنطن ولندن ودول منطقة شرق أفريقيا، وإلزام الخرطوم التوقيع على اتفاق 2005 الذي مهّد الطريق لتقرير المصير، والدول التي ساهمت في إنهاء الحرب بين الشمال والجنوب، قاربت السلام الوجيز في الجنوب بنهج ساذج، واليوم تغض هذه الدول النظر عما يجري وكأنها غير معنية. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الغرب والجهات المانحة يشعرون بالعجز أمام معضلة هي من صنع أيديهم. ويبدو أن بلايين الدولارات التي بذلت لدعم الدولة الوليدة ذهبت هباءً، وهذه الدول مترددة في بذل مزيد من الأموال لإنقاذ جنوب السودان من نفسه. وفي غياب الدعم الخارجي، لا يستطيع قادة البلاد وزعماؤها تمويل قواتهم ومؤسسات الدولة، وجنوب السودان مفلس، وهبط إنتاج النفط الى النصف نتيجة القتال بين قبيلتي الدينكا والنوير. جزء كبير من الإنتاج بيع قبل هبوط الأسعار، وما تبقى من عائدات نفطية على الجنوب أن يتقاسمها مع الخرطوم، التي تمتلك خطوط أنابيب التصدير. والحقيقة المرة مفادها أن السلام في جنوب السودان يشترى بواسطة التمويل الخارجي؛ ولا شك في أن مبدأ الجزرة (المكافأة) هو جزء من الحلّ. بعض الجهات المنضوية في هذا الصراع متورطة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وينبغي أن تخضع للعقوبات. وتمسّ الحاجة الى إقرار الحظر على الأسلحة، الذي طال انتظاره ولكنه قيد النظر في مجلس الأمن. وفي وسع الاتحاد الأفريقي أن يأخذ زمام المبادرة، وأن يرسل قوات إضافية لحماية المدنيين، ويملك الاتحاد الأفريقي قوات احتياط لهذا النوع من الأزمات، فعدد قوات حفظ السلام الدولية (12.000) في جنوب السودان غير كاف .
الانتباهة


بواسطة : admin
 0  0  857
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:38 مساءً الجمعة 3 مايو 2024.