• ×

زيادة أسعار الصحف السودانية الورقية ..هل تعني نهايتها ..!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية الخرطوم ـ عبء جديد يضاف لقارئ الصحف السودانية اعتبارا من اليوم حيث قرر الناشرون زيادة سعر الصحيفة من جنيهن لثلاثة جنيهات. وبرر الناشرون هذه الزيادة بارتفاع مدخلات صناعة الصحف، وسبقت صحيفة «التيار» الصحف الأخرى في هذه الزيادة.
ويرى الصحافي علي ميرغني أن هذه الخطوة تؤكد بأن المستقبل القريب جدا سيكون للصحافة الإلكترونية. ويقول إن العد التنازلي للصحافة الورقية سيبدأ في نهاية هذا العام. ويشير إلى أن ارتفاع سعر الصحف له ما يبرره في ظل تواصل ارتفاع سعر الدولار في متوالية هندسية، لكنه يطالب بأن يتزامن معه تطوير في العمل الصحافي والارتفاع بجودة الصحف، وهو ما ينقص الصحافة السودان الآن على حد تعبيره.
ويضيف: «لا بد أن تعلم هيئات التحرير أن الزمن تغيير كثيرا، وان عهد الصحافة الخبرية من مصادر الأخبار المفتوحة قد ولى إلى غير رجعة «. ويؤكد ميرغني أن الخبر لن ينتظر الصحف لتنشره في الصباح، مع وجود الفضائيات والإنترنت حيث يتم تحديث المحتوى على مدار الساعة.
ويرى علي ميرغني أن الصحف لا بد أن تقوم بإجراء تعديلات واسعة على مفهوم التحرير وطبيعة المواد المنشورة، و إذا لم يحدث ذلك فإنه يتوقع ان تنهار الصحافة السودانية قريبا جدا.
ويضيف أن في السودان 18 مليونا يستخدمون الموبايلات، وأكثر من نصف هذا العدد يستخدمون الإنترنت. ويشير إلى أن الأخبار والتعليقات والآراء ستكون في متناول يد الجميع.
ويضيف أن الكثيرين يحتاجون للثلاثة جنيهات «التي حددت للسعر الجديد للصحيفة» لأشياء أهم من الصحف.
وتعتبر هذه الزيادة هي الثانية خلال اربعة أعوام، حيث أصدر ناشرو الصحف السودانية قرارا بزيادة سعر الصحيفة من جنيه إلى جنيهين وكانت تلك الزيادة بنسبة ٪100 الأمر الذي رآه بعض الصحافيين إشارة واضحة إلى بداية نهاية الصحافة الورقية في السودان.
وشهد الأسبوع الماضي تعليق صدور صحيفة «التغيير» السودانية من قبل إدارتها بعد أن تمت مصادرتها مرتين في اسبوع واحد بواسطة جهاز الأمن والمخابرات بعد اكتمال طباعتها. ويقول الناشرون إن مصادرة الصحيفة بعد الطباعة توقع خسائر مادية كبيرة وتحرمها من الإعلانات مستقبلا. ويقول الصحافي أيمن مستور معلقا على رفع سعر الصحيفة إلى ثلاثة جنيهات إن أهمية الصحافة للناس لا تقل عن الأكل والشرب بل ربما تتعدى ذلك لأنه و من خلال وجود الصحافة الحرة والفاعلة يتم توفير كل الخدمات الأساسية والضرورية لحياة الناس. ويرى أن وجود الصحافة «في متناول يد الجميع» يمثل ركنا مهما من أركان الحياة الديمقراطية.
ويضيف «للصحافة دور فعال ومهم جدآ في التعبير عن آراء الأفراد والمواطنين في كل القضايا التي تهم حياتهم. وفي عرض المقترحات والحلول لكل ما يتعلق بشوؤن مجتمعهم إلى السلطة وإلى الجماهير ايضا، ورغم المضايقات التي تعاني منها الصحافة السودانية فإنها تؤدي دورا مهما ويحرص الناس على شرائها خاصة الصحف المستقلة، لكن زيادة سعرها سوف تؤثر بشكل كبير على معدلات التوزيع وبالتالي الإعلان الذي يشكل وجوده النسبة الأكبر في استمرارية صدور الصحف».
وتشجع الحكومة السودانية الصحف على دمج بعضها البعض لتصبح مؤسسات ضخمة، لكن الناشرين يعارضون هذا الاتجاه بقوة. ويبلغ عدد الصحف السودانية 55 صحيفة منها 30 سياسية، 17 رياضية، وسبع صحف اجتماعية، لكن الصحف التي تصدر الآن 42 صحيفة منها 20 سياسية ،عشر صحف رياضية وخمس اجتماعية.
ويعاني الصحافيون من ضعف رواتبهم وعدم انتظامها وضياع حقهم في التأمين الاجتماعي، إضافة للأعباء الكبيرة التي يقومون بها طوال الأربع والعشرين ساعة دون حصولهم على أجر إضافي، ويعتمد كثير من الصحف على المتدربين في تغطية النقص العددي. وقامت صحف عديدة بتقليص عدد المحررين لأقصى حد توفيرا للمال.
وتعاني الصحافة في السودان، إضافة للعوامل الاقتصادية من قمع الحريات رغم أن تاريخها يزيد على القرن، حيث بدأ بصدور صحيفة «السودان» في سنة 1903،إذ لا يوجد قانون يحمي الحريات بصورة واضحة لا لبس فيها. ويعاني الصحافيون في السودان من تعدد منافذ عقابهم بتعدد القوانين الموجودة، فهم يخضعون للقانون العام، قانون الصحافة، قانون الأمن، إضافة لعدم تمكنهم من الحصول على المعلومات، ويستغل ذلك التعدد في الكثير من الأحيان للتشفي والانتقام وتكميم الأفواه.
ويتعرض الصحافيون لتحقيقات أمنية بسبب نشرهم للعديد من الموضوعات.
صلاح الدين مصطفي ـ «القدس العربي»


بواسطة : admin
 0  0  972
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:43 صباحًا الأحد 5 مايو 2024.