• ×

وسط جدل كبير.. مساجد مصر تبدأ اليوم أول خطبة جمعة موحدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات وسط جدل كبير، تبدأ مساجد مصر اليوم الجمعة في تنفيذ قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تطبيق أول خطبة جمعة مكتوبة وموحدة.

وأعلنت وزارة الأوقاف تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة، بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، مع الاستمرار في توحيدها وتعميمها مكتوبة.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه تم الاتفاق على بدء تنفيذ الخطبة المكتوبة، وسيبدأها بنفسه، مضيفا أن الهدف منها ليس سياسيا، وليس فيها مخالفة شرعية، وإنما تهدف لصياغة الفكر والفهم المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وقال إن خطبة الجمعة الموحدة ستكون في مستوى غالبية المواطنين، خاصة البسطاء منهم، كاشفا أن لجنة من كبار العلماء وخبراء علم النفس والاجتماع حددت الأسس التي يجب أن تحتوي عليها الخطبة، حيث سيتم التركيز على الجانب الدعوي وتسليط الضوء على أهم الرسائل والمفاهيم والمضامين التي نحتاج إلى تصحيحها.

وخلال اجتماع للوزير ظهر اليوم الخميس مع بعض الأئمة وأساتذة الجامعة لشرح ودراسة آليات تنفيذ الخطبة المكتوبة، أكد الحاضرون قناعاتهم التامة بالفكرة، حيث تعهد أحمد عوض إمام مسجد السيدة زينب في القاهرة، وأبو بكر سليمان إمام مسجد الأحمدي بطنطا، وهما من أكبر المساجد في مصر بتطبيق الفكرة من الغد، مؤكدين أن القرار تأخر خمس سنوات كاملة.

وأكد عبدالحكم صالح سلامة، مستشار رئيس جامعة الأزهر، دعمه لتعميم الخطبة المكتوبة، مؤكدا أن ذلك سيسهم في ضبط الخطاب الدعوي وصياغة الفكر المستنير بعيدا عن التطرف والغلو.

على الجانب الآخر، انتقد عدد كبير من الأئمة الفكرة، وأكدوا أنها ستحولهم لمجرد ملقنين يلقون بما تمليه عليهم الوزارة للمواطنين، وستقتل الإبداع والتفكير، وتعوق التواصل بينهم وبين جماهيرهم.

ودشن الأئمة هاشتاغ تحت عنوان "لا للخطبة المكتوبة" على مواقع التواصل، رافضين فيه قرار الوزارة، ومؤكدين أنه يجعل المتلقي كأنه يستمع نشرة مفروضة عليه، أو لمقال في صحيفة، وقد يمل منها ولا يتقبلها، فضلا عن أنها قد تدور حول موضوع لا يتناسب مع طبيعة مشكلاته وظروفه الحياتية.

من جانبها، قالت د. أمنة نصير، عضو مجلس النواب، إن الفكرة عقيمة ومملة، وتدفع للجمود الفكري والديني، ولا تخلق حالة من الإبداع لدى الأئمة، بل تجعلهم كمن يلقون نشرة الأخبار في الإذاعة المدرسية.

وقالت لـ"العربية.نت" إنها لا توافق على القرار، لأن المساجد لها دور اجتماعي وإنساني وأخلاقي، فالمواطن يلجأ للإمام أو الداعية لإلقاء مظلمته وشكواه ومضرته، ويستمع لرأي الإمام فيها، كما أن موضوع الخطبة يختلف من بيئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى، فالمواطن المقيم في أرقى المناطق السكنية ستلقى عليه نفس الخطبة التي ستلقى على المواطن المقيم في المناطق الفقيرة والعشوائيات، ومن هنا تفقد الخطبة قيمتها والهدف منها، فهي اجتماع لتعريف الناس بأمور دينهم ودنياهم، ومثل هذه الأمور فيها المتغير والثابت، ولا يصح أن نجعل إزاها الخطبة ثابتة.

وقالت إنها ستتقدم بطلب إحاطة لوزير الأوقاف في البرلمان، وستناقشه في الهدف من القرار وفلسفته، وتعرض عليه عيوبه ومشكلاته، مؤكدة أن مواجهة التطرف والغلو والتشدد لا تكون من خلال ورقة لخطبة موحدة يقوم الأئمة بإلقائها على المواطنين، بل بالنقاش والحوار والمقارعة.


بواسطة : admin
 0  0  1025
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:31 مساءً الخميس 2 مايو 2024.