• ×

مسلسل (وتر حساس) محاولة إرضاء الراعي علي حساب المشاهد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ عاطف عبدون

دائما ما كنت اتحاشي الكتابة في شأن الدراما التلفزيونية لأسباب لا مجال لذكرها الآن ، لكن ( القلم ليهو رافع ) وعلي غير العادة تابعت هذا العام عدد من المسلسلات التلفزيونية التي عرضت ضمن البرمجة الرمضانية وكان مسلسل (وتر حساس) ضمن ما تابعت*.


مبكرا ومنذ الحلقات الاولي للمسلسل كان يبدو واضحا أن المسلسل كان يحاول جاهدا إرضاء (الراعي) علي حساب المشاهد الذي يجب أن يكون هو الأساس في أي عمل إبداعي ، فمدة الحلقة التي لم تتجاوز 20 دقيقة كانت مؤشرا واضحا أن أن هذا المسلسل بأكمله كان يجب أن يأتي علي نصف عدد حلقاته أو ربما ثلثها، بالإضافة إلي محاولة المخرج لاقحام مشاهير وخلق مشاهد وإضافة أماكن لا تضيف لنصه الدرامي بعدا ابداعيا بقدر ما هي موجهة لدغدغة مشاعر ( الرعاة ) لترضي ذوقهم التجاري البحت .


فـ علي سبيل المثال لم يك لظهور شخصيات مثل كمال ترباس أو هلين الأثيوبية اي ضرورة ولم تخدم تلك المشاهد النص الدرامي . وذلك ينسحب علي المشاهد التي تم تصويرها في كل من دبي وإثيوبيا تحديدا ، بالاضافة لمحاولة المخرج لإطالة زمن الحلقة عبر نهج (اغنية لكل حلقة) ولا يخفي علي المشاهد أن عدد كبيرا من الاغنيات أقمحمت اقحاما في عدد من الحلقات .


وفي اعتقادي ان فكرة المسلسل كانت جيدة لكن السيناريو كان أضعف حلقات المسلسل حيث آتي بشكل أقرب بأن يكون ارتجاليا في معظم المشاهد مما أضعف المسلسل بأكمله خاصة مشاهد دبي وفرنسا وتلك المشاهد التي جمعت بين (نور وكمون) *.

(Drone) *واري ان المخرج *وقع في أكثر من فخ فافراطه في استخدام الكاميرا الطائرة *
*لم يكن له أي مبرر، فـ تصوير أي موقع من الأعلي دائما ما يكون لربط المشاهد بالمكان والإشارة أن هذا الحدث يدور في هذا المكان ودائما ما تستخدم هذه الطريقه في الحلقات الاولي في المسلسلات او في المشاهد الاولي للافلام *لكن المخرج استخدم (الدورن) *بافراط مخل لدرجة انك تستشف اعجابه المطلق بالتصوير من أعلي لدرجة ان المخرج استخدم ( الدرون) في مشهد بالحلقة الاخيره دون تحديد المكان الذي يدور فيه الحدث*
ولا يخفي علي احد *أن (كوالتي) التصوير عبر (الدرون) كان دون المستوي وغالبا ما يعود ذلك لنوعية الكاميرا .

*بجانب أن *التصوير في مجمله كان متواضعا علي مستواه الابداعي من حيث اختيار الزوايا وحركة الكاميرا واختيار الكادر واللوكيشن المناسب حتي ان المخرج لم يحاول ان يستفيد من الامكانيات الهائلة لبرامج المونتاج في الجمع بين (نور وبشير) في مشاهد* بشكل مباشر* وذلك امر في غاية البساطة لأي مونتير محترف،* وفي ما يتعلق بالإضاءة كان هنالك* قصور واضح* وظهر ذلك جليا في المشاهد الليلية ( نزول نور من السيارة في مشهد ما قبل الاوبريت نموذجا ) *.

كما انه لا يخفي علي اي مخرج ان اي مشهد يجب ان تكون هناك فكرة ما وراءه، واكثر الأشياء التي لفتت انتباهي هي تكرار المخرج للفكرة الواحدة في أكثر من مشهد فعلي سبيل المثال أستطيع أن أحصي أكثر من عشرة مشاهد عن*(تعلق الطفله أمل بنور ) ومثلها عن قناعة (البروف ورئيس *التحرير بأن نور فنان مميز) وعشرات المشاهد المكرره عن فكرة واحده دون اي اضافة علي مدار المسلسل أو في إطار الحلقة الواحدة وذلك امر يتعارض مع اهم القواعد السينمائية التي تقول الاقل اكثر تعبيرا * (( Less Is More )) .* ف تكرار فكرة واحدة في عدة مشاهد بشكل مبالغ فيه هو تشكيل في ذكاء المتلقي أو ف لنقل استخفاف بقدرته علي الاستيعاب .* * * *

لكن في اعتقادي أن أكبر مصيدتين وقع فيهما العمل*تمحورا حول محاولة المخرج**لإرضاء ذوق ( الراعي) ثم خلط السيناريست في لا وعيه بين ( نور الممثل وطه سليمان المغني المجتهد والنجم المعروف**) .

*
*علي مستوي الأداء كان جيدا في اعتقادي*عدا ان البروف ورئيس التحرير الذان كانا (Over)
*بالاضافة الي ان طه سليمان كان بحاجة لتوجيه من المخرج لاعادة اتقان مشاهد عديده مثل بعض مشاهد باريس ودبي نموذجا.

في المقابل*يحمد للعمل انه سلط الضوء علي عدة محاور هامة*كانت اهمها قضية*سرطان الاطفال**ويحمد لطه محاولته الجادة واجتهاده الدؤوب*لغزو أراضي إبداعية جديدة .
حظا سعيدا لفريق العمل ومزيدا من التقدم والاتقان للدراما السودانية . * **


بواسطة : admin
 0  0  1788
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:11 صباحًا الخميس 9 مايو 2024.