• ×

يورو 2016 :العقدة لم تكسر .. لكن ألمانيا تعبر إيطاليا إلى نصف النهائي وتقترب من اللقب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات وليد جودة

قمة الإثارة والتشويق في النهائي المبكر ليورو 2016 حضرت بعد ال120 دقيقة، في ضربات الترجيح التي شهدت تقلبات دراماتيكية غير عادية، قبل أن تبتسم في النهاية في وجه المانشافت الألماني، الذي كان الأكثر سعياً نحو الانتصار في الأشواط الأربعة، لكنه لم يتمكن من كسر العقدة، وبقي بدون أي انتصار رسمي على حساب الطليان، مكتفياً بالعبور بفضل ركلات الترجيح.

فارق الإمكانيات الفنية والحلول في أرض الميدان كان ظاهراً لمصلحة الألمان، إيطاليا صمدت بفضل الغرينتا المعتادة، لكنها افتقدت كثيراً لخدمات دي روسي وموتا وكاندريفا على مستوى البناء الهجومي وصنع المرتدات، فظهر الآزوري بوجهه الدفاعي المعتاد بدون الشق الآخر اللازم لكتابة معادلة الانتصار، إيطاليا لم تكن قادرة على الهجوم.

المدرب الألماني خواكيم لوف قرأ نظيره الإيطالي بشكل جيد، فكان قرار الدفع بكيميتش وهوفيديس على الجهة اليمنى للقضاء على الأمل الأخير للهجوم الإيطالي عبر جياكيريني، ونجح في ذلك بشكل كبير، لكن هذا القرار كان له أثر واضح لأنه جاء على حساب الاستغناء عن مفتاح هجومي مؤثر هو جوليان دراكسلر.

كونتي الذي يستحق بكل جدارة لقب المدرب الأفضل في هذه البطولة لما صنعه مع هذا الفريق المتواضع من ناحية الأسماء الكبير من ناحية الأداء، يمكن أن يلام على تأخره في التغييرات خصوصاً في الناحية الهجومية، نزول انسيني جاء متأخراً على الرغم من ظهور علامات الإرهاق البدني على إيدير مبكراً، وتغييره الأخير لسيموني زازا من أجل ركلات الترجيح جاء عكسياً بعد أن أطاح مهاجم اليوفنتوس بركلته في سماء بوردو.

كل هذه المعطيات والقرارت أنتجت لنا لقاءً مغلقاً دارت معظم أحداثه في منتصف الملعب الإيطالي ما بين تمريرات ألمانية باحثة عن ثغرات وما بين دفاع إيطالي عالي الجودة، والهدف الألماني جاء من كرة تغير اتجاهها فخدعت الطليان ووجدت أوزيل الذي أودعها الشباك، ويبدو بأن الطليان لم يكونوا قادرين على التسجيل إلا بالخطأ الساذج لواحد من أبرز نجوم اللقاء والبطولة بشكل عام جيروم بواتنغ، الذي منح ركلة جزاء مجانية ترجمها بونوتشي لهدف التعادل.

إيطاليا خرجت من البطولة مرفوعة الرأس، بجيل وصف بأنه الأسوء في تاريخها نجحت في قهر الإسبان والصمود أمام أبطال العالم، ونجحوا في عدم الانحناء ورفضوا أن تكسر العقدة الألمانية أمامهم، فالسجلات الرسمية ستحتفظ بنتيجة اللقاء كتعادل بهدف لمثله، أما ركلات الترجيح فلا تدخل في الحسابات، لتبقى ألمانيا بلا انتصار على حساب إيطاليا في المباريات الرسمية ال9 التي جمعتهما عبر التاريخ في كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.

إجماع كبير قبل اللقاء على أن الفريق المتأهل سيكون صاحب الحظ الأوفر في الحصول على البطولة، فعلى الرغم من أن الخصم المنتظر في نصف النهائي سيكون فرنسا على الأغلب، إلا أن مشوار البطولة أظهر بلا جدال أن ألمانيا وإيطاليا هم الفريقان الأقوى والأجدر باللقب حتى الآن، في النهاية فازت ألمانيا ويبقى أن يكتمل السيناريو، بدون أن نغفل حقيقة مهمة في كرة القدم، وهي أنها بدون مسلمات ولا تخضع للتوقعات والمنطق.

ألمانيا بجيل ذهبي على أعتاب مجد جديد، فرصة ذهبية لتحقيق لقب اليورو لتجمه بلقب كأس العالم الذي خطفته في 2014، لقب سيكون الرابع في تاريخ المانشافت في اليورو لتفك الارتباط مع إسبانيا التي تشاركها القمة بثلاث ألقاب، ويبقى السؤال الأهم: من سيقدر على الألمان ويمنعهم من كل ذلك ؟!



نقطة نظام:

- ألمانيا تعاني كثيراً بدون رأس حربة صريح، في البدايات عانت بدون غوميز واستعادت بريقها بدخوله أساسياً، واليوم بعد خروجه مصاباً عادت المعاناة، نقطة مهمة بحاجة إلى حل في نصف النهائي وما بعده إن كتب لها التأهل.

- إيطاليا العظيمة في هذه البطولة خسرت حجر الأساس في وجهها البطولي التي ظهرت به، أنتونيو كونتي سيغادر الآزوري نحو تدريب تشلسي، ومعضلة كبيرة ستواجه الطليان في الحصول على مدرب قادر على تعويضه وقيادة كوكبة عادية من اللاعبين وتحويلهم إلى جنود في أرض الميدان كما فعل كونتي.

نجم الليلة:

المباراة المغلقة التي شاهدناها لم تسمح للأفراد بالظهور، الجماعية والتركيز كانت السمة الأبرز، لكن أحد أبرز الركائز في نجاح اللقاء ووصوله إلى بر الأمان كان الحكم المجري فيكتور كاساي، الذي تحمل عبئ لقاء بهذا الحجم ونجح في خروجه بدون أي أخطاء تذكر خلال 120 دقيقة.
دنيا الوطن


بواسطة : admin
 0  0  1152
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:45 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.