• ×

صلاح كرار :لقب (صلاح دولار) عبارة غير مؤدبة،لا اطرب للحوت،اشجع الهلال

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية نعيش مع الوجه الآخر لعدد من الشخصيات بمختلف ميولها الفكري ولونها السياسي لنبحر معهم في سياحة رمضانية نكشف من خلالها الكثير من الأسرار الشخصية في إطار المسموح به ونغوص معهم وبهم في مجتمع أبعدتهم عنه ظروف العمل لنكشف عن مهارات أخرى لسياسيين عاشوا ولا زالوا بوجههم السياسي المعروف بيننا.. وفي المساحة التالية نلتقي برجل ملأ الدنيا وشغل الناس وقتئذ إبان تفجر الثورة، واشتهر بعبارته (لو ماجينا كان الدولار أصبح بـ 20 ج)، اليوم مرت مياه كثيرة تحت جسر الإنقاذ.. إنه العميد بحري (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس قيادة الثورة السابق وعضو مجلس الولايات الحالي، فماذا قال "للصيحة"؟ إلى مضابط الحوار ......

*..................؟

- بطاقتي التعريفية تقول إن اسمي صلاح الدين محمد أحمد كرار من مواليد العام 1947 من مواليد جزيرة "مقرات" بأبوحمد بولاية نهر النيل، وأنا متزوج ولي خمسة من الأبناء ثلاثة من البنين واثنتين من البنات.

*..................؟

- أنا درست متنقلاً بين عدد من المناطق والمدارس في العام 1954 تقريبا درست في حلفا القديمة درست عاماً واحداً وكملته في مدرسة القضارف الأميرية الابتدائية ثم أكملت الأولية في جزيرة مقرات بمدرسة "مقرات" الأولية وهي من اقدم المدارس في السودان وأسست عام 1918 ثم بعد ذلك انتقلت إلى بورتسودان المرحلة المتوسطة ثم الثانوي ومن ثم إلتحقت بالكلية الحربية وبعدها والقوات البحرية في العام 1969 وذهبت إلى يوغسلافيا لدراسة البحرية لمدة خمسة أعوام وتخرجت في نهاية العام 1974, وأحمل ماجستير في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم.

*..................؟

- زواجي كان تقليدياً وجيلنا يؤمن بأنك إذا تعلمت تعليماً رفيعاً ووجدت مستوى اجتماعيا أو وظيفيا عاليا تحرص على الزواج من الأسرة حتى ترفع شأنها، وأنا تزوجت ابنة خالتي في العام 1978 وفي ذلك الوقت كان قد تم انتدابي إلى دولة الإمارات, ومن حسنات مجتمعنا مجتمع "الشمالية" أنك تحرص على أن تتزوج من الأسرة حتى ترفع شأنها لأن بعد ذلك سيكون معك عدد كبير من الأسرة الممتدة ويفترض أنك تأويهم في منزلك وتساعدهم سواء كانوا أبناء أخواتك أو إخوانك طلاب وطالبات يفترض عليك أن تقدم لهم كل أنواع المساعدة، وهذه العادات مبنية على قيم، وكان من الممكن أن اتزوج من أي مكان آخر، ولكن حرصت على الزواج من الأسرة لأن الزواج من الأسرة له حسنة لأنك تعرف كل تفاصيل الزوجة، وهذا يعتبر زواجا آمنا لأن الزواج من غريبة ربما يبعدك عن الأسرة باعتبار أن الزوجة غريبة عليهم، وبذلك تصبح شخصا معزولا ويكون هنالك حاجزاً نفسياً بينك وبين الأسرة لأن الزوجة لا تربطها علاقة بأهلك.

*..................؟

- في ذاك الزمان لم يكن هنالك مانع طالما الأسرة معروفة والبنت معروفة، ولكن الأسرة تفضل أن تتزوج من داخلها، وفي ذلك الزمان عندما امتحنت الشهادة السودانية كان عدد الطلاب في كل السودان فقط خمسة آلاف طالب فقط في كل أنحاء السودان وكان التعليم قليلا جداً لذلك كان الناس يفضلون الزواج من الأسرة لرفعة شأنها ومساعدة الوالد وتربية إخوانك الأصغر، وكان هنالك مسؤولية اجتماعية كبيرة تجاه الأسرة الكبيرة والصغيرة.

*..................؟

- لي من الأبناء ثلاثة، اثنان منهما مهندسين والثالث هو خريج تقنية معلومات، ولي ابنتان واحدة مهندسة تحمل ماجستير في الإدارة العامة، والبنت الأصغر صيدلانية وتعمل ماجستير في الصيدلة السريرية.

*..................؟

- ليست لي طقوس معينة في الصيام ولكن احرص دائماً على أن يكون رمضان شهراً مختلفا عن بقية العام ولا احرص فيه على مشاهدة التلفزيون وأنام مبكراً واستيقظ مبكراً، ولا احرص على الإفطارات الخارجية الكثيرة خارج المنزل وأفضل الإفطار في المنزل مع الأسرة واستقبال الضيوف للإفطار معي في المنزل، ودائماً اعتذر عن تلبية الدعوات العامة لأنك تجد كثيرا من المؤسسات تقيم إفطارات بمبالغ طائلة كان من الممكن الاستفادة منها لإفطار المحتاجين، وحتى عندما كنت وزيراً كنت ارفض إقامة الإفطارات داخل المؤسسات.

*..................؟

- زمان كنت افطر بالشارع ولكن الآن لي فترة متوقف منها، ولكن الآن بعض أفراد أسرتي يخرجون للإفطار بالشارع مع الجيران ومع من يسكنون معنا في الحي دون أسرهم.

*..................؟

- في رمضان اقلل جداً من الأكل، والوجبة الأساسية عندي هي وجبة الإفطار وأفضل أن يكون فيه فول ولا آكل العيش وقليل من البليلة والطعمية وأفضل القراصة، وفي حالة عدم وجودها اتناول من العصيدة، وسلطة الروب، وأفضل شراب الليمون أو البرتقال المخلوط.

*..................؟

- أنا طبعاً عشت في قرى وكان الإفطار جماعياً ولا أحد يفطر في منزله وكان الفطور جماعياً في "البرش" ومازال منزل أسرتي حتى الآن في الكلاكلة به "برش" أمام المنزل للإفطار ويجتمع حوله الجيران، وطبعاً الآن رمضان أصبح يختلف عن الماضي والناس أصبحوا مشغولين ومنغلقين أكثر، بالرغم من المجهودات الكبيرة للمحافظة على العادات والتقاليد في إفطار الشوارع.

*..................؟

- أنا درست في يوغسلافيا وصمت فيها وكنا أقلية عدد بسيط وفينا الصائم وغير الصائم، وكانوا يستبدلون لنا وجبة الغداء بالإفطار ويضيفون عليها بعض الأشياء التي نطلبها وكانوا يعدون لنا العشاء بالرغم من أن يوغسلافيا دولة شيوعية ولكنها تحترم الأديان والمعتقدات، وكانوا يحاولون تلبية طلباتنا في شهر رمضان، وصمت ايضاً في دولة الإمارات وهي دولة عربية وإسلامية وليس هنالك فرق كبير بينها وبين السودان غير محدودية الحركة لأن ليس هنالك عزومات أو إفطارات في الخارج، وكذلك عشت في الهند عام ونصف صادفت فيها رمضانين وكان معي اتنين من البنغلاديش وكنا ننسق سويا مع الفارق في الأكل وهم كانوا يحبون الأرز وأنا لا احبه وكنا نحاول أن نوفق في الوجبة الجماعية التي نتناولها مع بعض، وأنا صمت في البحرين كسفير، والبحرين اقرب إلى السودان وعندهم مجالس رمضانية بعد التراويح والأسر الكبيرة بتعمل مجالس رمضانية للمؤانسة وعندهم شي يسمونه "الغبقة" وهي عبارة عن سحور وونسة ويتناولون فيه الأكلات الدسمة وهم لا يعزمونك إفطار ولكن يعزمونك "غبقة" والبحرين رمضان فيها مختلف عن كل دول الخليج التي صمت فيها.

*..................؟

- في الماضي كنت اقرأ الشعر والأدب، والآن منذ فترة أصبحت حريصاً على قراءة ومتابعة التاريخ، خاصة التاريخ العسكري وتاريخ الحروب العالمية والحضارات، واستمتع جداً بقراءة التاريخ وأحبه جداً.

*..................؟

- في المجال البحري معجب "بالادميلار مليسون" والادميلار هي الرتب البحرية، والادميلار ميلسون هو قائد مقتدر هزم الالمان في معركة الطرف الاغر وهي منطقة بعد مضيق جبل طارق، وأنا اعتبر أن مونتغمري هو من انجح القادة في المجال البري.

*..................؟

-هتلر كشخص لا يمكن أن تُعجب به لأنه شخص دموي وعنصري، لأنه كان يتحدث عن سيادة عرق على الأعراق الأخرى، وكان يعتقد أن العنصر الالماني هو السايد على كل الأجناس، وهتلر رجل دكتاتور ودموي، ولو كنت معجباً كان من الممكن أن اكون معجباً بتشرشل رئيس وزراء بريطانيا وهو قائد وخلفيته عسكرية.

*..................؟

-أنا حقيقة أصبحت مقل جد جداً في الفترة الأخيرة في قراءة الصحف، واعتمد على النت لمعرفة الأخبار والسبب في ذلك أن ليس هنالك جديد في الصحف وإضافة إلى ذلك أصبحت الصحف كثيرة جداً.

*..................؟

- أنا في حياتي لم اقطع تذكرة للدخول لدار الرياضة لمشاهدة كرة القدم، برغم من أنني عشت في مدينة بورتسودان وهي مدينة بها أندية كبيرة وكثيرة لكرة القدم، ولكن ليس لدى طاقة لمتابعة الكرة تتحول من قدم شخص لآخر، ولكن افرح لانتصارات فرقنا خارجياً بالرغم من أنني لا اتابعها ولكن اسمع بها.

*..................؟

- اميل لتشجيع الهلال وإذا لعب المريخ خارجياً اشجعه ولكني لست متعصباً، ولا اعرف اللاعبين واظني اعرف فقط جكسا من جيل الستينيات ومن جيل الهلال الجديد اللاعب هيثم مصطفى.

*..................؟

- اعرفها فقط بالمدن اعرف أن برشلونة في أسبانيا ومدريد في مدريد واعرف اسم الفرق ببلدانها وأسمائها.

*..................؟

- نعم استمع ولكن لا استسيغ الفن الجديد، ولا اريد أن ازعل الحواتة ولكني لا اطرب لمحمود عبد العزيز وكل الفنانين الذين يتغنون باستايل محمود عبد العزيز، واطرب للشفيع وللتاج مصطفى وللفنانات القدام ولسيد خليفة وعثمان حسين، والآن عندما ارغب في سماع احد الفنانين ادخل لليوتيوب واستمع إلى من اريد.

*..................؟

- (صلاح دولار) لقب ليس له قيمة ورديت عليه كثيرا وأنا اعتبرها كلمة غير "مؤدبة" ومن باب الكيد السياسي ولا اهتم لها لأن ليس لها معنى.

*..................؟

- تصاعد الدولار مقابل الجنيه السوداني خلل وهو نتيجة لعدم قدرة الدولة على الموازنة بين العرض والطلب، والدولة غير راغبة ولكنها تستطيع وأن لم نوازن بين العرض لن تحل المشكلة فإذا كان تحصيلك حوالي 4 مليارات وشوية والطلب والاستيرد 9 مليارات فهذا خلل، والحلول موجودة ونحن في بداية الإنقاذ كل حصيلة النقد الأجنبي مليار وكنا محتاجين إلى مليار وثمانمائة، فاشتغلنا على المليار وحافظنا على سعر الصرف الثابت أو تحركه بسياسة ولكن لا تتركه لتجار العملة، والآن في الخرطوم عندنا اكثر من الف سيارة مستوردة شهريا وهذا ضغط على الدولار، وعندنا كميات من السلع الكمالية التي غالبية أهل السودان لا يعرفونها ولا يرغبون فيها ولماذا نستوردها، ويقولون لك سنرفع جماركها لتحصيل الإيرادات ولكن في الآخر هو ضغط على العملة الأجنبية وحتى الوقود لهذه السيارات نستوردها لأن إنتاجنا ضعيف من البترول وكله ضغط.

*..................؟

- نعم أنا احرم البعض من استيراد السيارات لأجل المصلحة العامة وأنت لابد من أن تكون بها عدالة اجتماعية، إذا أنا بشتري الدواء من التأمين الصحي وأول ما يرتفع سعر الصرف سيضطر التأمين الصحي الذي كان يشتري الدولار بـ ()12 جنيها الى شرائه بـ 15(جنيها) وهذا سيترتب عليه ارتفاع تكلفة التأمين أو ارتفاع سعره لي متلقي الخدمة أو خروج عدد من الأدوية من الخدمة.
محمد أبو زيد ـ الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  2182
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:14 مساءً الجمعة 3 مايو 2024.