• ×

محمد وداعة يكتب :تقرير مجلس الصحافة.. مفارقات انتشار الصحف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ في السابق كان التحقق من الانتشار وظيفة مستقلة حسب اللائحة، وتقوم به لجنة من خارج الإطار الوظيفي للمجلس، تضم في عضويتها أساتذة وخبراء، وبفضل هذه اللجنة تم إدخال الأسلوب الإحصائي وإعداد البيانات وتصنيفها وتحليلها، بعد اطلاعي على ملخص تقرير التحقق من الانتشار، أصبت بالصدمة من الملخص شكلاً وموضوعاً،. والأمر في ظني لا يعود لإلغاء اللجنة واستبدالها بإدارة تابعة للمجلس، ولعله يرجع أساساً إلى ضعف التقرير وقناعة خجولة من واضع البيانات وإقراره بأنها هزيلة ولا يسندها واقع، وربما أن جهة ما أرادت تكريس الاعتقاد السائد بأن صناعة الصحافة إلى انهيار قريب.
أنني أعلم وآخرون غيري يعلمون أن التقرير احتوى على أرقام متدنية لصحف توزيعها ضعف ما ذكره التقرير، التقرير اتبع أسلوباً غريباً في تصنيف الصحف، والأكثر غرابة هو وضعها في مجموعات على أساس تكرار النسب لكل مجموعة من مجموعات التوزيع اليومي، يتضح هذا في الصحف التي أورد التقرير وأفاد بأنها توزع ما بين (12_14) ألف نسخة يومياً، المتغير 2000 نسخة يعتبر رقماً كبيراً، خاصة والتقرير نفسه أدرج (11) صحيفة توزع أقل من 2000 نسخة، واضع التقرير حافظ على المتغير 2000 لكل الصحف عدا صحيفة السوداني وصحيفة الانتباهة، ففي هذه الحالة اعتمد المتغير 1000 نسخة، وهو رقم يعادل نصف المتغير لبقية الصحف كلها وعددها (24) صحيفة، كذلك أورد التقرير عدد أيام الصدور دون وضع تصور لها في النتيجة النهائية، ولا أدري ما الذي أدخل صحيفة عالم النجوم بين الصحف السياسية،
قامت فلسفة إيجاد آليات للتحقق من الانتشار واعتمدت في ذلك معايير دقيقة، كعدد الصفحات، شريحة القراء، التأثير في الرأي العام، وكانت الكميات تدقق وفقاً للمخصص الضريبي والقيمة المضافة، وكانت اللجنة تضع في أهدافها مساعدة الصحف على تحسين وضعها في السوق وإصلاح هياكلها التحريرية والمالية، وإعطاء المعلن معلومات عن انتشار الصحف ليختار من بينها وفقاً للمعايير التسويقية الحديثة، هذا على أساس أن الإعلان هو جزء من جهد الترويج والتسويق لسلعة أو خدمة، واضعين في الاعتبار خدمة المعلن والمستهلك، ورفع الوعي العام والذوق الاستهلاكي بما يخدم اتجاه تطور النمط المخطط أو المرغوب اقتصادياً.
نظرة واحدة للصحف التي صنفها التقرير بالأدنى توزيعاً، تجدها من أكثر الصحف حصولاً على الإعلان الحكومي، ذلك أن الدولة باعتبارها أكبر معلن تصنف بعض الصحف الأفضل توزيعاً بأنها معادية وتعاقبها بحرمانها من الإعلان، ولأسباب معروفة تصنف غالبية الصحف الأقل توزيعا بأنها موالية وأغدق عليها الإعلان، إذاً ما فائدة تقرير التحقق من الانتشار، بغض النظر عن دقته، أو عدالته ومهنيته،الحكومة تخالف قانون الشراء والتعاقد، الحكومة تخالف الدستور، وتحاول خنق الصحف بطرق مختلفة وملتوية وعديل كده.
الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  1253
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:17 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.