• ×

زهير السراج يكتب : البلياتشو الذي ادخلنا الإسلام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * على ذمة الزميلة (اليوم التالى)، فإن الاستاذ أمين حسن عمر (بدون أن تذكر الصحيفة المناسبة والزمان والمكان) هاجم المسابقات الرمضانية التلفزيونية واعتبرها ضرباً من الميسر، واتهم الفضائيات بأنها تقدم خدمة رديئة لا تحض على القيم الإيجابية، ودافع عن تجربة الحركة الاسلامية فى الحكم، وقال ان 70 % من المعارضين للنظام الحالي هم إسلاميون، وإنه يكفي لانتصار الحركة الإسلامية أن الشيوعيين لا يستطيعون الآن محاكمتها إلا بمعيار إسلامي.

* وزاد، إن المجتمع الآن أكثر تديناً، حيث كان الناس في الستينيات والسبعينيات يقفون للعاهرات بالصفوف، وكانت الخمور متاحة في بيوت الأعراس، وطالبات جامعة الخرطوم حاسرات الرؤوس ويرتدين ملابس فاضحة، بينما لا تجرؤ طالبة الآن على ارتداء الميني جيب حتى وإن كانت ملحدة!!

* وهاجم المؤسسات الصحافية، وقال إن الصحف بوضعها الراهن ليس لها مستقبل، وهي عبارة عن دكاكين لم تطور قدراتها الفنية ولا تفي بحقوق الصحافيين، وطالب بتشريع قانون لتنظيم وتجويد الخدمة الصحافية، وإقامة مؤسسات كبيرة للمساهمة العامة، ووصف الناشرين بأنهم رجال أعمال عايزين يتجملوا، أو أفراد عايزين يعملوا مغامرة إعلامية" انتهى الخبر.

* عندما قرأت هذا الخبر فركتُ عينى أكثر من مرة حتى أتأكد من اسم الشخص الذى يهاجم تلفزيونات الدولة، وعندما تأكدت انه أمين حسن عمر القيادى بالحركة الاسلامية التى تحكم البلاد، أصبتُ بالحيرة .. فالفضائيات التى يتهمها بنشر الميسر والبعد عن القيم الايجابية، هى تلفزيونات الدولة التى تحكمها الحركة الاسلامية، فلماذا تترك الدولة الاسلامية هذه القنوات تنشر الميسر والقيم السالبة، خاصة أن الاستاذ أمين كان قبل بضعة اعوام وزير الدولة للثقافة والاعلام ورئيس الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون التى كانت قنواتها الفضائية تبث وقتذاك نفس مسابقات الميسر وتقدم نفس الخدمة الرديئة التى تقدمها الآن، فلماذا لم يغيّرها الرجل الصالح الطاهر أمين عندما كانت بيده السلطة، أم انه كان مجرد خيال مآتة، أو مصابا بعمى ألوان من بريق السلطة، وعندما فقد المناصب البراقة ارتد إليه البصر خاسئا فرأى الميسر والمظاهر السلبية؟!

* والغريب ان نفس الشخص الذى يتهم تلفزيونات الحركة الاسلامية بالفساد، يدافع عن هذه الحركة بأنها هى التى ادخلت الاسلام فى السودان، بدليل ان 70 % من معارضى النظام الحاكم الآن اسلاميون، وأن الشيوعيين عاجزون عن محاكمتها الا بمعايير اسلامية، وهو بالطبع هراء غير مستغرب من المفكر العبقرى امين وأمثاله، فتاريخ السودان يبدأ بالنسبة إليهم فى 30 يونيو، 1989، غير ان الذى يدعو للاستغراب بالفعل أن يرى الاستاذ امين الميسر والقمار، ولا يرى الفساد والتحلل والمخدرات التى تنتشر انتشارالنار فى الدولة الاسلامية، أم أن الفساد والتحلل والمخدرات حلال فى الدولة الاسلامية، والميسر فقط هو الحرام، كما أنه يعجز عن رؤية الانهيار الذى اصاب الدولة حتى صارت تتسول قيمة ايجار مقراتها الحكومية فى الخرطوم من الدول الاخرى!!

* وكعادة السيد امين، فإنه يحاول أن يزيّف التاريخ ويزعم أن اختفاء صفوف الرذيلة، والخمور من بيوت الافراح والملابس القصيرة، وانتشار التدين يعود الى وصول الحركة الاسلامية الى الحكم، بينما يعرف الكل متى وكيف اختفت هذه المظاهر، وهل هى اختفت بالفعل، وما هو نوع التدين الذى ينتشر الآن والذى أخشى أن يكون تدين التحلل والأبراج التى كان ساكنوها يفترشون العراء قبل أن تأتى بهم الحركة الاسلامية الى الحكم!!

* أما الصحف، فإن أفضل من يحدثنا كيف تحولت الى دكاكين مثل كل اجهزة الدولة الأخرى، فهو رئيس مجلس ادارة الدار الوطنية للاعلام ووزير الدولة للاعلام السابق والقيادى الحالى فى الحزب الحاكم والحركة الاسلامية الاستاذ امين حسن عمر !!
الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  1428
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:40 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.