• ×

عبد الباقي الظافر يكتب :تحسسوا قلوبكم !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات مدير مؤسسة ناجح كان يحكي قصته مع صاحب المخبز المجاور..عنوان الحكاية يمكن للدرس ان يأتيك من حيث لا تحتسب.. اوللحكمة اكثر من عنوان..صاحب المخبز راي اصحاب الحاجة يترددون اليه سرا وعلانية..يبحثون عن خبز جاف او تالف..تحرك عقله برفقة قلبه الحنون..وضع لافتة صغيرة مكتوب عليها اشتري خبز لك ولغيرك..المدير الناجح استفاد من درس (الفران) بات يوميا يشتري خبزا بسبعة جنيهات يوقف ثلثه في سبيل الله..ومثل المدير جاء نفر كثير..الفقراء المتعففون يقفون بعيدا حتى تنجلي الجموع وكل يأخذ بغيته وصاحب المخبز يراقب من بعيد..وذاك الحي الامدرماني يحقق الاكتفاء الذاتي عبر فكرة بسيطة من رجل نصف متعلم.
شعرت بالقشعريرة وزير العدل عوض الحسن النور يتحدث في مؤتمر صحفي عن اوضاع نزلاء السجون..الوزير يقول ان هنالك ثلاثة آلاف مواطن من المعسرين ..هؤلاء كتب عليهم البقاء في السجون الى حين السداد او الممات..نحو ثلث هؤلاء مديونياتهم تقل عن عشرين الف جنيه..بل ان احدهم حكم عليه بالسجن في مبلغ اقل من أربعين دولارا..هؤلاء يكلفون الدولة شهريا نحو ثمانمائة مليون جنيه (بالقديم).
لكن المفارقة حملتها صحيفة الصيحة قبل ايام..اوردت الصيحة في صفحتها الاخيرة ان مدانين في قضية شهيرة يعيشون في احد السجون حياة السعداء ..القطط السمان ياكلون ما تشتهي الانفس من الطيبات ..الأهم من ذلك انهم يديرون أعمالهم من (فنادقهم ) اقصد مساجنهم ..انتظرنا نفيا رسميا ولكن ذلك لم يحدث مما يوحى ان الواقعة صحيحة..هذا يعني ان الشريف حين يسرق يجد منزلة خاصة ..اما الضعفاء فحالهم يماثل ما رواه وزير العدل نفسه وفي بعض الأحوال اسوا من ذلك بكثير.
لا ادري كيف تنام السيدة وزيرة الرعاية الاجتماعية وهذا العدد الكبير في عداد الطاقات الحبيسة ..اين ديوان الزكاة ..واين ولاة الأمور في هذه البلاد..قبل كل ذلك اين الخيرين في هذه البلاد..راس (السوط) يلحق اجهزة الاعلام التي لم تسلط اضواء كافية على هذه القضية الانسانية..كيف يحبس مواطن لحين السداد في مبلغ خمسمائة جنيه لا تكفي لوجبة عشاء لمجموعة تنشد اللهو البريء في مطعم شعبي.
ليس المطلوب دوما ان نلعن الظلام ..شهر رمضان المعظم شهر فيه الخيرات والبركات..اقترح قيام جمعية طوعية عنوانها ( اذهبوا انتم الطلقاء ).. يترأسها مولانا دفع الله الحاج يوسف رئيس القضاء الأسبق ويرعاها السيد النائب الاول شخصيا ..تتعهد هذه الجمعية بإخراج كل معسر تقل مديونيته عن العشرين ألف جنيه ومكث في السجن ما يزيد عن العام..بعدها تتجه هذه الجمعية لاصلاح التشريعات تحت قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
بصراحة.. لا ادري لماذا نغضب حينما نوصف باننا بلد لا يحترم حقوق الانسان..اليس من الإجحاف ان تنفق الحكومة شهريا مايقارب المليار جنيه لحبس مواطنين فقراء ومعدمين.. اللهم قد بلغت.


بواسطة : admin
 0  0  1367
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:43 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.