• ×

الصراع يهدّد بتمزيق جنوب السودان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
(السودانية ) ـ ا ـ ف ـ ب تتفاقم الأزمة الإنسانية يومياً في جنوب السودان في ظل تعطل الحوار بين طرفي النزاع، وفي إحدى مظاهر تدهور الوضع في البلاد، لجأ حوالى مئة سوداني جنوبي من إتنية النوير إلى قاعدة الأمم المتحدة في رمبيك، خوفاً من أن يقتلهم مَن كانوا بالأمس جيرانهم وزملائهم من «الدينكا» الإتنية المنافسة لهم.

وتشكّل قبائل «الدينكا» غالبية سكان ولاية البحيرات وعاصمتها رمبيك (وسط)، وهم أكبر إتنية في جنوب السودان وينتمي إليهم الرئيس سلفاكير ميارديت، في حين ينتمي نائبه السابق رياك مشار إلى النوير. وتتواجه القوات الموالية للرجلين منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي في ما بينها.

وكان ديفيد كويش شرطياً في بلدة صغير على حدود ولاية واراب المجاورة، لكن زملاءه الذين ينتمون إلى الدينكا انقلبوا عليه مع اندلاع المعارك في 15 كانون الأول في جوبا في صفوف الجيش بين عناصر الدينكا وآخرين من النوير.

ويذكر الشرطي أنهم «قالوا انتم (النوير) جميعكم متمردون. ما حصل في جوبا انقلاب دبره رياك مشار وانتم تدعمونه. وبدأوا بإطلاق النار علينا»، ما أدى إلى مقتل أربعة شرطيين.

وهرب كويش مع زملاء له واختبأوا في غابة كانت لجأت إليها نساء وأطفال في حالة هلع، إلى أن جاء مسؤول من البلدية ينتمي إلى الدينكا وقام باقتيادهم إلى قاعدة الأمم المتحدة.

وقال كويش إن قادة جنوب السودان قضوا على هذه الأمة الفتية التي ولدت قبل أقل من 3 سنوات عل أنقاض حرب أهلية في السودان أدت إلى تفاقم الانقسامات الإتنية.

وقال: «لا أمل لي في المستقبل. أصبح الفرد موضع شبهة لمجرد انتمائه الإثني وهذا تهديد حقيقي».

أما صموئيل لام، فكان يدرس الاقتصاد في جامعة رمبيك عندما بدأ مسلحون بتهديد النوير، وخاصةً النساء. وقال: «رُبطت سيدة على كرسي ووضعت في السوق لساعات وقام مدنيون وبعدهم الشرطة باستجوابها، لذلك لم يعد لدي خيار سوى اللجوء إلى قاعدة الأمم المتحدة».

وأضاف: «نشعر بالخوف من السكان الدينكا».

ولم تعد هتافات «أحرار أخيراً» التي دوت في البلاد يوم الاستقلال في التاسع من تموز (يوليو) 2011، وفي نظر الشابة نياكوما وور (24 سنة) سوى كلمات جوفاء.



بواسطة : admin
 0  0  914
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:14 مساءً السبت 18 مايو 2024.