• ×

زهير السراج يكتب :بلادنا وبلاد الكفر !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات * حتى الأطفال الرضع ومن هم دون سن الخامسة تريد الحكومة أن تُحمّلهم عبء فشلها وعجز ميزانيتها والترف الذى ترفل فيه!!
* هل يمكن لاحد أن يصدق أن تحرم أية حكومة محترمة، مهما كانت قاسية القلب أو عديمة الضمير، أطفالاً دون سن الخامسة من العلاج المجاني بمستشفيات الدولة وتحصره في أصناف محددة.. والله لا يفعل ذلك الملحد الفاسق، دعك من حكومة تقول انها جاءت لتطبيق شرع الله، وتحقيق مجتمع العدل والرحمة وهي من اسماء الله الذى كتب على نفسه الرحمة شفقةً ورحمةً بالعباد .. أما حكومتنا المؤمنة بقرارها هذا كتبت على نفسها القسوة وتعذيب الأطفال وقتلهم بدم بارد بحرمانهم من العلاج .. إذا كانت إمرأة قد دخلت النار في هرة، حبستها ولم تطعمها، كما حدثنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، فما بالك بحكومة تحرم رعيتها وأطفالهم من العلاج، بينما يتعالج منسوبيها من أبسط الأمراض في أرقى مستشفيات العالم!!
* حملت الأنباء أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم وجهت بإيقاف العلاج المجانى للأطفال دون سن الخامسة الذين إستثناهم قرار رئاسى سابق من تكلفة العلاج بمستشفيات الدولة، وحسب الخبر الذى أوردته صحيفتنا أمس بقلم زميلتنا (لبنى عبدالله)، فإن القرار يشمل معظم أنواع الدواء .. تخيلوا كم هو جائر هذا القرار الغريب الذي يستهدف الفقراء من عامة الشعب، فالاثرياء لا يرتادون مستشفيات الحكومة،ولم يكن بقية المواطنين مضطرين لما ألقوا بأنفسهموأطفالهم في غياهبها، وهم يعلمون أنهم لن يجدوا فيها سوى الابتزاز المستمر ووجع القلب!!
في أي بلد من بلاد الكفر (كما تطلق علىها حكومتنا) .. فالعلاج لكل المواطنين والتعلىم العام حتى نهاية التعلىم الثانوى مجانى بالكامل، ما عدا تكلفة الدواء خارج المستشفي التي يتحملها الذين لديهم وظائف ثابتة، أما العاطلون وأصحاب الأعمال المؤقتة، فتتحملها الحكومة نيابة عنهم، بالإضافة الى نفقات معيشتهم، وتدفع الحكومة لكل طفل منذ ولادته وحتى إكماله الثامنة عشر من العمر معونة اطفال (تبلغ في كندا حوالى 500 دولار شهرياً) تذهب الى حساب أمه أو عائله في البنك بشكل تلقائى، كما تتكفل المدارس بوجبة إفطار مجانية للتلاميذ من الروضة وحتى نهاية الثانوى، بالاضافة الى التعلىم المجاني!!
* بعد إكمال التعلىم العام، تدفع الحكومة قرضاً للطالب طيلة فترة دراسته الجامعية يشمل مصاريف الدراسة والكتب والمعيشة والسكن والمواصلات، يسدده الطالب بأقساط مريحة بعد أن يتخرج ويحصل على وظيفة، وتدرس الحكومة الحالية في كندا تحويل القرض إلى منحة لطلاب الاسر الفقيرة التى لا تستطيع التوفير بعد تغطية احتياجاتها الاساسية، أو التي تحصل على المعونة الحكومية، علماً بأن هنالك برامج حكومية وخاصة تحفز الاسر والافراد على التوفير، وعلى سبيل المثال فإن الحكومة تساعد الأسر في تحمل عبء نفقات التعلىم الجامعى لمن لا يريد أبناؤها الاعتماد على القروض الحكومية عند قبولهم بالجامعات، وذلك بالمساهمة في صندوق توفير للطالب منذ سن ثمانية اعوام بثلاثة اضعاف ما تساهم به اسرة الطفل حتى يصل الى مرحلة الدراسة الجامعية، أضف الى ذلك التسهيلات الحياتية الأخرى مثل القروض الميسرة وحسابات التوفير ذات الميزات العالية التى تمنحها البنوك، بالإضافة الى بطاقات الإئتمان التى تعطى صاحبها ميزة السحب والتسوق على حساب البنوك والشركات المالية والتسديد على اقساط مريحة في بداية كل شهر، وترتفع قيمة المبلغ المودع في بطاقة الإئتمان كل ستة أشهر إذا كان العميل منتظماً في تسديد الأقساط!!
* يحدث ذلك في بلاد الكفر، أما في دولة المشروع الحضاري، دولة الزهد والعدل والرحمة .. يُحرم الاطفال (حتى من هم دون سن الخامسة) من العلاج والحياة وكل شيء، بينما يرفل السادة في الحرير المنسوج من عظام الشعب!!
الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  1340
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:10 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.