• ×

شمائل النور : برلمان الصفقة ..!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية لو كان هناك نواب عدول داخل هذا البرلمان، لظلوا يشكرون الصحافة آناء الليل وأطراف النهار، وأعني هنا، الزملاء الصحفيون الذين يغطون أنشطة البرلمان، هؤلاء الزملاء يعانون مر المعاناة من تنقيح وتشذيب "خزعبلات" بعض النواب الذين لا يفرقون بين وزارات القطاع الاقتصادي ووزارات القطاع الخدمي، وبعضهم يضحك على حديث بعضهم، لو تعلمون أن الواجب هو شُكر صحفيي البرلمان الذين يرهقون أذهانهم ويعصرون "خزعبلات" النواب لتخرج حديثاً معقولاً..باختصار هذا البرلمان يكفيه فقط، أن السلطة التنفيذية نفسها والذي هو منها لا تعترف به، والوزراء لا يستجيبون للاستدعاءات في أحايين كثيرة.

أول من أمس، تفرغ بعض نواب البرلمان لخوض معركة مع الصحافة، النواب وجدوا أن الموجة العامة ضد الصحافة، فقرروا الركوب، أحدهم صنفها بأنها العدو الأول للدولة، للدولة وليس للحكومة، لأنها تقوم بما تعجز عنه الحركات المسلحة، أي يعني ذلك، صحافة مسلحة، تستحق قوة من الدعم السريع لردعها أو لمسحها. ومضى بعض النواب أكثر من ذلك، حيث طالبوا بقيام هيئة مستقلة لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، لكن جيد أن تكون مستقلة! والحملة على الصحافة لا تقتصر على البرلمان فقط، هي أصبحت توجه دولة وطالما أن البرلمان ظل يؤدي دور "المصفق" على الدوام فالأمر يبدو طبيعي، ولابد من زيادة خير.

لو أن هؤلاء النواب تركوا الصحافة في حالها، واجتهدوا قليلاً مع المواطن الذي وصلوا إلى هذه الكراسي بإسمه، لكفاهم ذلك "شرور" الصحافة و"شياطينها"...ما يفعله نواب البرلمان الذين غرقوا في مطالبتهم بتحسين امتيازاتهم وحوافزهم ورواتبهم وسياراتهم و "مشاويهم" ثم تصفيقهم بعد أي قرار يلهب ظهر المواطن، تجاوز المسميات الموضوعية، ما يفعله هؤلاء النواب هو "قوة العين" بعينها، البرلمان في نسختيه منذ الانفصال، لا يجيد فعل شيء سوى إثارة القضايا الانصرافية..نواب البرلمان الذين يستعرضون عضلاتهم في وجه الصحفيين، ماهو موقفهم من قضايا الفساد التي طفحت..نواب البرلمان غضوا الطرف عن كل مشكلات التعليم المتجذرة، وصبوا غضبهم في المناهج الأجنبية..النواب الذين طالبوا بوقف برنامج منوعات غنائي أجازوا القروض الربوية بالإجماع..النواب الذين أوقفوا حفلاً غنائياً لمطربة عربية، صمتوا عن دخول الجيش الشعبي لهجليج..النواب الذين لم يستفزهم حال الصحة وضعف ميزانيتها، صبوا غضبهم في انتشار الواقي الذكري..نواب البرلمان الذين صفقوا لقرارات رفع الدعم في سبتمبر 2013م لم يجدوا حرجاً في المطالبة بالحافز الموعود، هذا هو برلمان دولة فيها ما يقرب 100 حزب..على أقل تقدير، ينبغي أن يبلع هؤلاء النواب ألسنتهم ويصمتوا ليتركوا الصحافة تقوم بدورها طالما أن البرلمان عاجز عن أداء دوره، هذا على أقل تقدير.


بواسطة : admin
 0  0  1852
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:47 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.