• ×

سهير عبد الرحيم تكتب : السودانيون يريدونها مختونة ..!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات شهد واحد من أرقى أحياء العاصمة عودة عروس إلى بيت أهلها بعد أقل من أسبوع من سفرها إلى زوجها ، همهمات الجيران والأهل لم يغادرها سوء الظن؛ ونظرات الأهل كانت معبأة بقوارير الشك والريبة ؛ وظل السؤال الغبي عن (عذرية) الفتاة حاضراً وبقوة "!!


ماحدث أنه وبعد إكمال مراسم الزفاف سافرت العروس إلى زوجها المغترب والذي لم يكن موجوداً بالسودان، سافرت وهي تحلم بالمودة والرحمة والسكن والاطمئنان، سافرت وفي مخيلتها أن الزواج مؤانسة وود وتلاطف ومسؤولية مشتركة؛ ولكن العريس الساذج والذي لم يغادر فهمه للزواج محطة المتعة ولا يعرف عن قيمة المرأة في الحياة غير أنها فراش يستريح عليه؛ رفض فكرة أن تكون عروسه فتاة (غير مختونة )؛ وقام من فوره بأرجاعها لأهلها ليعدلوا مما رآه إعوجاجاً بائنا في مستقبل حياته الزوجية.



يوم أمس الأول اوردت صحيفة التيار في صدر صفحتها الأولى تقريراً تحدث عن ارتفاع معدلات الختان في السودان، التقرير أشار إلى أن نسبة النساء المختونات في عموم السودان حوالى 80% مع انخفاض داخل ولاية الخرطوم بما نسبته 63% .


النسبة بصفة عامة لم تراوح مكانها القديم كثيراً؛ ومجهودات منظمات المجتمع المدني ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل تضيع هباء" مع سيطرة العادات والتقاليد على مفهوم تكوين الأسرة .



في كل الورش التي شاركت فيها أو اطلعت على جزء منها كان الحديث دوماً عن الآثار السلبية الصحية على المرأة جراء الختان سواء كان في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو عند الزواج ، ولكن على مدار تلك الورش لم يتم التطرق إلى عقلية بعض الرجال في السودان والذين يفضلونها (مختونة ).



ولعمري أن هذا هو أس البلاء ، فإذا لم نعمل أولاً على الارتقاء بفهم الكثير من الرجال ومحاربة (السادية ) في السلوك الجنسي لديهم والذي يجعلهم دوماً لا يفكرون في المرأة إلا بأعتبارها تنورة مغلقة من كل الجوانب .....إذا لم تتم معالجة الفهم التقليدي لبعض الرجال وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن ماهية المتعة .....ستظل أزمة الختان في السودان قائمة والنساء وحدهن من يدفعن الثمن .



إحدى النساء خاطبت إبنها بأن يسرع في الزواج ليلحق بركب المختونات ..... وهي تستدرك بأن الجيل الجديد شبه خال من المختونات .......أحياناً وفي ظل سعي المرأة السودانية للحصول علي رضا الرجل تصبح عدوة لنفسها مع سبق الإصرار .

خارج السور :


حينما تنشغل الشعوب بإعادة حياكة منافذ الجنس لديها ......تصبح نهضتها وتقدمها رهينة بنوع الحياكة .
التيار


بواسطة : admin
 0  0  4304
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:03 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.