• ×

(دهب) تموت واقفة في عرض البحر !!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات في ساحل البحر وعلى رصيف الميناء الجنوبي ببورتسودان، تسود حالة من الحزن وسط بحارة شركة الخطوط البحرية السودانية، وبين كل العاملين في الشركة، بعد أن انطفأت الأنوار في الباخرة (دهب)، أشهر بواخر الشركة، وبحسب إفادات بحارة، فإن الباخرة انطفأت أنوارها لأكثر من أسبوعين، وهو في عرف البحارة أمر لا يمكن حدوثه، ويقول البحار كمال لـ(اليوم التالي): "عندما تترك شركة باخرتها في عرض البحر، في حالة إظلام وتتوقف ماكيناتها، فهذا يعني أن الشركة انتهت"، وتعود تفاصيل الحادث إلى أن طاقم الباخرة طلب ميزانية للوقود حتى تبقى الباخرة مضاءة وماكيناتها تعمل، إلا أن الجهة المسؤولة منحتهم ما يوفر لهم (15) طن وقود، ولما طلبوا ميزانية أخرى تجاهلتهم الشركة، والجهة المسؤولة لا تعلم أن هذا التصرف مضر بسمعة الشركة أولا، وقد يتسبب في أضرار بالغة حال ارتطمت بها باخرة أخرى وهي مظلمة.
المهم أن في بقاء (دهب) في عرض البحر بلا إنارة، مؤشرا بأن الجهة المسؤولة فشلت في تسيير الشركة إلى حين الأجل المحتوم.
ولكن ما هي الجهة المسؤولة؟ هي إدارة الخصخصة والتخلص من الفائض، وقد آلت لها إدارة الشركة بعد الشروع في تنفيذ توجيه رئيس الجمهورية في مطلع يونيو 2015، واشتمل على ثلاث نقاط هي أن تحل وتصفى شركة الخطوط البحرية السودانية، أما النقطة الثالثة والأهم، فهي إنشاء شركة جديدة بدلا عن الشركة القديمة، ولإنفاذ التوجيه، توجه وزير النقل مكاوي محمد عوض إلى الصين للتعاقد على بواخر جديدة. وتردد في وسائل الإعلام أنه وقع مبدئيا على ذلك، وبعدها لم يحدث شيء.
رئيس نقابة العاملين في الخطوط البحرية يعقوب أكد أن شبح الضياع يخيم على الخطوط البحرية السودانية، فهي تعيش منذ عام أوضاعا غير مفهومة، وكل ذلك جراء الطريقة التي يتم بها تنفيذ توجيه رئيس الجمهورية.
في نوفمبر الماضي بدأت التصفية الفعلية، بعد أن جمد القرار (7) أشهر، إلا أنهم وبحسب يعقوب شرعوا في تنفيذه بالمقلوب، وكان الأولى تأسيس الشركة الجديدة ثم يتم التخلص من الخطوط البحرية السودانية، وقال يعقوب: "كيف لبلد لديه (700) كم من السواحل المهمة ولا تكون لديه خطوط بحرية ولا ناقل وطني؟" وأشار إلى أن أهداف شركة الخطوط البحرية السودانية ظلت استراتيجية واقتصادية وأمنية وأخيرا ربحية، وقال: "العام الماضي أنقذنا موسم الحج رغم أننا لم نكن ضمن الشركات الحائزة على عطاء نقل الحجاج"، والمفارقة أن شركة الخطوط البحرية، خلال الفترة التي أعقبت توجيه الرئيس ظلت الإدارات الخدمية فيها تعمل (الشحن والتفريغ وتوكيلات التخليص)، وقال مصدر من ميناء بورتسودان: "في عام 2015 رغم التوجيه قمنا بتفريغ (637.28000) طن وفي الربع الأول من 2016 أفرغنا أكثر (154.318) طنا". المواد التي أفرغت كانت عبارة عن قمح ودقيق وأدوية تتبع للأمم المتحدة والمخزون الاستراتيجي.
العاملون في الخطوط البحرية السودانية، يسألون عن البرلمان ولجنة النقل فيه قبل أن تنطفئ كل القناديل في الشركة التي تجري تصفيتها
شوقي عبد العظيم ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  2570
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:36 صباحًا الخميس 9 مايو 2024.