• ×

مستشفي الضعين في الرمق الآخير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات عندما تسمع بالحديث عن التنمية والخدمات والصحة، يتملكك الإحساس بأن الاهتمام بها دون غيرها هو الأولى، ولكن عندما تلامس الواقع حولها تجد أن كل ما يقال لا يصل الحد الأدنى لتجويد هذه الخدمات وتطويرها. فمستشفى الضعين هي إحدى هذه المؤسسات التي لم تلامسها أيادي التنمية وعطاءات السلطة الإقليمية لدارفور، طالما هي واحدة من المستشفيات التي تتبع لإحدى ولايات دارفور. فالناظر لمستشفى الضعين يكاد يجزم أن هذه المستشفى لم تنل من الصحة إلا اسم مستشفى، بينما تتجاهلها أعين السلطات والمسؤولين في ولاية تعاني الكثير من الإشكالات والحروب، ليظل المواطن في ولاية شرق دارفور، يعاني الويلين بين رداءة الخدمة الصحية بالمستشفى أو تحمل نفقات السفر والترحال لتلقي الخدمة العلاجية بالعاصمة. وهو ما يزيد عناء المرضى ويضخم الجراح والأوجاع، فحالة المستشفى تتجسد في أكوام من المرافقين هنا وهناك بأسرتهم وكامل أمتعتهم ينامون تحت الأشجار، يطبخون ويغسلون ملابسهم غير مبالين لما يحدث لمريضهم، بينما الأوساخ والقاذورات تملأ الأماكن، وحمامات امتلأت أطرافها بغائط المرضى والمرافقين الذين يقضون حاجتهم في فناء المستشفى. والمؤسف في الأمر أن هذه الحمامات إما داخل العنابر أو بالقرب منها. «عناقريب» في العنبر إحدى المسؤولات عن عنبر الأطفال، هدية آدم حماد سألتها بعد أن وجدت عنبر الأطفال في حالة متأخرة من الاهتمام والنظافة والتهوية، فلا مجال بين السرير والآخر. المكان مملوء عن آخره، طفلان أو ثلاثة في سرير واحد، بينما الأطفال حديثي الولادة تتزاحم أمهات الأطفال في أسرة العنبر الذي في العادة يحمل طفلين. حيث قالت مشرفة عنبر الأطفال إن عدد الأطفال في العنبر يصل إلى «52» طفلاً مما يجعل ازدحام الأطفال في السرير الواحد بين ثلاثة وأربعة أطفال. وقالت هادية في بعض الأحيان نقوم بإدخال «عناقريب» وسط العنبر لمقابلة الزيادة في عدد المرضى، حيث كان هناك مقترح بتغيير العنبر إلى آخر أكبر مساحة أو بناء عنبر جديد، ولكن حتى اللحظة لم يحدث اي شيء بخصوص عنبر الأطفال، أما بخصوص أدوية الطوارئ فلا توجد اية أدوية للطوارئ حيث يتم كتابة الأدوية في روشتة عادية يتم صرفها عبر الصيدلية الخارجية. وأضافت هادية ان اكثر الحالات الموجودة الآن هي حالات التهاب الدم، حيث وصلت الى أكثر من ثماني حالات كلها لأطفال حديثي الولادة. مرحلة صفرية المدير الطبي للمستشفى الدكتور بدر الدين عبدالنبي ضو البيت، قال إن الخدمات في المستشفى مزرية ومتردية جداً، وان هذا التردي ناتج من عدم الاهتمام الحكومي بالمستشفى، كما ان هناك بعض العنابر وبالأخص عنبر النساء والولادة فهو من العنابر التي نصف حالتها بالمتأخرة والمتردية جداً. وأضاف بدر الدين، ان المستشفى لا تمتلك أي مصادر للدخل تستطيع من خلاله تسيير أوضاعها إلا قلة من الخيرين وفاعلي الخير ممن يسهمون في تسيير الأوضاع بالمستشفى بالشيء القليل. وأكد بدر الدين ان هذا المستشفى هو المستشفى الوحيد بالولاية الذي يقدم خدمات افضل من غيره لاستقبال كل الحالات، أما البقية فعبارة عن مراكز تدار بواسطة المساعدين الطبيين، كما ان كل الخدمات من كهرباء ومياه تقوم بتحمل نفقاتها المستشفى، أما بوابتها فهي في السابق مفتوحة يدخل من خلالها اي شخص متى ما شاء فلا رقيب ولا حسيب، ودخولها مجاناً، ولكن تم وضع برنامج جديد للاستفادة من الإيرادات لمواجهة بعض الإشكالات، ففاتورة كهرباء المستشفى في الشهر تبلغ 120 ألف جنيه بالقديم، بينما تصل حوافز المتطوعين الى 130 ألف جنيه، مع ذلك كل الذي يأتينا من الحكومة عبارة عن المرتب الأساسي فقط. وزاد بدر الدين، ان جملة دخل المستشفى لا يتعدى مصروفات المياه والكهرباء إضافة لجزء من حوافز العاملين، كما ان المستشفى الآن في مرحلة «الصفر» ونحاول ألا ندخل «السالب». أما وزارة الصحة فهي تكتفي بموقفها الإشرافي فقط. دخول مجاني اللواء هاشم سليمان الوقيع، وزير الصحة ولاية شرق دارفور، قال عندما جاء وزيراً للصحة وجد أن هناك اشكالات كبيرة بمستشفى الضعين أولها أن بوابة المستشفى كانت مفتوحة على مصراعيها يدخل عبرها اي شخص في اي وقت، كما توجد لافتة أمام مدخل المستشفى مكتوب عليها الدخول مجاناً. في العام 2015م أغلقنا البوابة، وأصبح الدخول للمستشفى عبر التذاكر الأمر الذي من خلاله استطعنا توفير بعض الموارد للمستشفى وصلت الى مبلغ 42 ألف جنيه في الشهر، أما المشكلة الاخرى كانت في كهرباء المستشفى كان بها خط واحد للكهرباء أصبح الآن بها خطان، فالآن كهرباء المستشفى تعمل 24 ساعة. وأضاف الوقيع، إن قلة الكوادر كانت واحدة من الإشكالات فبدلاً من أربعة اختصاصيين الآن أصبح هناك 10 اختصاصيين، اثنان في النساء والولادة واثنان في الجراحة. ولأول مرة بالضعين بعض التخصصات الطبية مثل جراحة المسالك البولية وجراحة العظام، هذه التخصصات لم تكن متوفرة من قبل في المستشفى، كما ان هنالك بعض الأجهزة الطبية مثل اجهزة التنفس. وقال الوقيع توجد بعض الأجهزة الحديثة كأجهزة مناظير المسالك البولية.. بيئة المستشفى متردية من جانب آخر قال وزير الصحة بالضعين ان بيئة المستشفى كانت متردية أكثر من ذلك، وما زالت الإشكالات بالمستشفى موجودة وكثيرة من توفير كوادر ومعدات وإصحاح للبيئة التي ما زالت تواجهها بعض العوائق مثل توفير عربة نفايات وتوفير محرقة للنفايات الطبية والعادية، كما ان مركز غسيل الكلى الآن تتوافر فيه كل المعدات والأجهزة ولكنه يفتقد للكادر المؤهل. وبرر وزير الصحة، ان وزارته الآن تساعد المستشفى «عشان تقيف على حيلا». وقال ان مستشفى الضعين كانت تكلف الوزارة مبالغ كبيرة، وهو يحتاج الى إمكانات كبيرة لمواجهة الضغط، والآن يوجد فارق في ميزانية المستشفى بما يقارب 40 ألف جنيه شهرياً، كما أن المستشفيات عادة لا بد أن تدير نفسها بنفسها.
النزير دفع الله ـ الانتباهة


بواسطة : admin
 0  0  902
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:13 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.