• ×

مهنة غير مرغوبة في إثيوبيا ..وصاحبها منبوذ ،تعرف عليها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات العديد من المهن والوظائف في إثيوبيا كان المجتمع الإثيوبي يرفضها خاصة العاملين فيها، كان المجتمع يرفض مصاهرتهم والتزاوج معهم، بل كانت وظائف دائما ما ينظر إليها المجتمع بأنها وظائف دنيا أو دون المستوى أو مهن غير مرغوب فيها، فنجد الشماني وهم النساجون الذين ينسجون الملابس الشعبية التقليدية وخاصة الملابس الوطنية التي تسمى محلياً (حبشا لبس)، وهي ملابس بيضاء اللون وتصنع يدوياً وتحاك من القطن المحلي، ويغلب عليها اللون الأبيض، والآن أصبحت تصنع وتساير الموضة.
مهنة ما بين الفن والتقليد في المجتمع
بالرغم من أن هذ المهنة يراها البعض بأنها فن وإبداع إلا أن المجتمع كان يرفض التزاوج والتصاهر معهم، وكانت مهنة الشماني أو النساج مرفوضة جدا في المجتمع الإثيوبي بالرغم أنهم يفضلون أن يلبسوا من صنع يده وتُعدُّ ملابسه الأغلى حتى من المستوردة لما تحتويه من فن وتطريز وحياكة وفنون، إلا أنه - أي الشماني - ظل لفترة طويلة شخصاً معزولاً عن المجتمع إلا في الأفراح والأسواق التي غالب إما لبيع ملابسه أو لطلب الملابس منه.
مهنة تعكس التراث الثقافي للبلاد
والشماني يصنع ملابسه التي يبعيها لزبائنه يدويا التي تمر بمراحل من حياكة الخيط من القطن ومرورا لصنع القماش وتطريز الرسومات والتي تحتوي الآثار والفنون والمعتقدات الثقافية والدينية في المجتمع الإثيوبي، وغالبا ما تكون الرسومات والألوان التي يتم تطريزها تحمل المعتقدات الدينية الإثيوبية مسيحية كانت أم إسلامية أم رموزاً ثقافية مثل العلم الإثيوبي، وبعض الرموز الموجودة في إثيوبيا مثل الآثار.
بيتو أبباو يقول: أعمل في هذه المهنة منذ فترة طويلة يقول كانت مهنة الشماني مرفوضة في السابق، خاصة من المجتمع، وكانت في الماضي تتوارث عبر الأسر ومن جيل لآخر والآن تغير المفهوم، وأصبح ينظر إليها بأنها فن وهنالك من يقومون بدراستها، والآن هنالك شباب بدأوا يمتهنونها، وهناك تعديلات أصبحت تدخل على المهنة التي كانت تقليدية، وخاصة مع دخول البيوت العالمية، التي تتحدث عن الموضة.
حسب الطلب
السيد حسن محمود يعمل في تشكيل وتلوين الملبوسات وتطريز الأشكال، يقول: كانت المهنة في السابق مرفوضة، وكانت أسر محددة هي التي تعمل في هذه المهنة، وكانت مهنة متوارثة والآن تغير الوضع، وهناك معاهد تقوم بتدريس هذه المهنة وأصبح للمتعلمين دور كبير في تغيير هذه المفاهيم حول مهنة الشماني (النساجون) وأنا أعمل فيها لفترة طويلة وفقط في التلوين والتطريز ورسم الأشكال حسب الطلب الذي يقوم الزبائن بطلبه من التجار.
وكان للشماني مجتمعهم الخاص بهم، وهم يتزاوجون فيما بينهم، ولا يسمح لهم المجتمع بالتزاوج من أسر أخرى من خارجهم بيئتهم ولا يتزوجون منهم، وكانت هذه الفئة دوما ما تجدهم يعيشون في مجتمعات قريبين من بعضهم البعض، وكانت لهم أحياء ومناطق خاصة بهم في بعض المدن، بالرغم من أنهم يرون بأنهم فنانون إلا أن هذه المهنة لا تزال ما بين القبول والرفض لدى البعض.
مهنة تتطور
الشماني في السابق كان شخصا لا يتعامل معه إلا النساء الآن أصبح له دور كبير كفنان ومحترف لمهنة لابد منها، وأصبحت المهنة دخيلة من كل الفئات كعمل فني، وهنالك زبائن ومعارض تقام في مختلف الأماكن في البلاد لعرض آخر الصيحات من الملابس من البيوتات المحترفة والتصاميم التي تضاهي أجمل التصاميم العالمة، وأدخلت الآن الآلات الحديثة في هذه المهنة بما يتواكب مع الطلب والكمية وخاصة التصدير للخارج.
لا يكمن الاستغناء عن الشماني في المجتمع
لا يمكن أن يستغني المجتمع الإثيوبي عن الشماني، وخاصة في جميع المناسبات والأعياد إذ تعد هذه الحرفة رغم رفض المجتمع لها مهمة في كل المحافل الوطنية والدينية إذ لا يمكن لأي إثيوبي أن يشارك في أي مناسبة بدون زي وطني يمثل انتماءه، وتعد واجهة لكل الإثيوبيين وصورة تميزهم عن غيرهم.
أصبحت للشماني الآن اتحادات تتحدث نيابة عنهم، وتطالب بحقوقهم ويوجدون في جميع الأسواق في البلاد، ودوما ما يكون لهم ركن خاص أو مجمع خاص بهم في كل الأسواق المحلية والمعارض، لأنهم يعملون في مواقع بيع الملابس، ودائماً ما تجد المكان مؤهل لبيع والعمل في آن واحد ولهم مواقع في كل الأسواق.
أنور إبراهيم ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1511
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:01 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.