• ×

مشاهير إمتنعوا عن الزواج من أجل الإبداع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات أجاب الفيلسوف الألماني الشهير (إيمانويل كانت) عن سؤال طرح عليه أكثر من مرة يتعلق بعدم زواجه، فرد ساخراً "عندما كنت في حاجة إلى زوجة لم أكن قادراً على إطعامها، وعندما أصبحت قادراً على إطعام زوجة لم أعد في حاجة إليها"، بهذه العبارة وضع (كانت) مسلكاً سار عليه من بعده مبدعون في ضروب عديدة في حقب زمنية مختلفة، إذ تشابهت حياتهم على اختلاف أعراقهم وأديانهم ومجتمعاتهم.
الأمثلة تتجاوز حدود الحصر والسبب يكاد يكون واحداً، فعدم زواج المشاهير ليس نشازاً في المجتمعات كلها كما أسلفنا، والسودان واحد من المجموعات التي أصيبت بهذا العرض - لو جاز وصفها بهذه التوصيف - وهنا نلقي لمحة على حكاية مبدعين لم يقترنوا بزواجات حتى رحيلهم.
محمدية.. التشبث بالكمان
المبدع الراحل محمد عبد الله محمد أبكر الشهير بـ (محمدية) يعد أحد أبرز عازفي الكمان في السودان، ومنذ بداياته أطل كمدوزن للألحان، حيث قدم كل شيء للموسيقى، وإن لم تقدم له شيئاً غير حب الناس، موهبته الفذة في مداعبة آلة الكمان جعلته من أشهر من داعبوا تلك الآلة الوترية، ولو أنها كانت تنطق لنطقت بفضل ريشته التي تداعبها بموهبة يحسد عليها، كرس محمدية كل وقته للفن وقدم أجمل المقطوعات الموسيقية وعاصر أجيالاً مختلفة من الفنانين، كان يتحاشى الأسئلة الصعبة التي تتعلق بحياته الشخصية ومواعيد زواجه الذي لم يتم إلى أن ودع الفانية.
عكس التيار
الشاعر صلاح أحمد إبراهيم لم يكن استثناءً من القائمة، حيث لم يتزوج طوال حياته رغم أن مسيرته الإبداعية تؤكد أنه رجل محب وحساس ومرهف وهو ما يظهر بوضوح في أعماله الشعرية، أعمال صلاح الإبداعية تذهب بالكثيرين إلى المنابيع الصافية في العشق والهوى، لكنها ومع أحاسيسه المرهفة مقارنة بعد طرقه باب الزواج تبرهن أن إبداعه يسبح عكس التيار الذي انتهجه في أعماله.
المساح.. (وا حسرة شبابي)
تطول قائمة المبدعين الذين نالوا لقب (أعذب) طوال حياتهم رغم أن الكثير منهم كانت كل المعطيات أمامه متوافرة كي يتزوج أجمل الحسان، وإلى جانب النجومية والشهرة فإن المال كان متوفراً والحياة سهلة ورغيدة. وفي رحلتنا عن حياة المبدعين الذين تزوجوا إبداعهم، نختم تقريرنا هذا بالشاعر المبدع علي المساح الذي كتب أجمل القصائد والأشعار، ونهل من معينه عمالقة الفن في السودان، ورغم أن قصائد المساح تمضي باتجاه العشق علاوة على مقدرته الكبيرة في سرد أفضل القصص التي تصور علاقاته ومغامراته العاطفية البريئة، إلا أنها جعلت منه راهبا في محراب الحب حتى مماته، فهو لم يتزوج غير أنه عبر عن أسفه في إحدى أروع الأغنيات (الشاغلين فؤادي) عن فقده لحياة الأسرة والأبناء عندما قال (وا حسرة شبابي الما لقيت لي وجيع).
نصائح لمن فاتهم القطار
وفي السياق، يقول الاختصاصي النفسي محمد الختيم لـ (اليوم التالي): الطموح يختلف من شخص لآخر على حسب البيئة التي يعيش فيها الفرد. فكتاب الحياة تختلف إصداراته من بلد إلى آخر. ويضيف: غالبية المبدعين على مر الأزمان لديهم اعتقاد سائد بأن الزواج قد يكون عائقاً كبيراً للإبداع والطموح، لذا يلجأون للتضحية بحياتهم من أجل تقديم منتوج إبداعي مميز كل حسب مضماره. وأردف: بكل تأكيد عندما يريد شخصاً ما أن يصبح شيئاً في هذه الحياة حتى يشار إليه بالبنان، فلابد أن يدرك أن هناك ضريبة مؤلمة لابد أن يدفعها، لكن بالمقابل يجب أن لا يبالغ في ذلك، وعليه أن يكتفي بالوصول إلى مرحلة النجومية، وبعدها يتزوج ويواصل في مشوار إبداعه. وأشار إلى أن من فاتهم قطار الزواج لم ينتبهوا لحياتهم ولم يدركوا بأن هذا القطار عندما يذهب قد لا يعود، وساعتها لن تنفعهم أسماؤهم وإبداعاتهم
عثمان الاسباط ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1666
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:09 صباحًا الإثنين 13 مايو 2024.