• ×

الحزب في جيب الرئيس ..دار حزب الامة ملك شخصي للمهدي ..الميرغني طالب بخزن المجوهرات

عبد الباقي الظافر يكتب :

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) 

فوجيء قيادي بارز ونافذ في الإنقاذ (وقتها) بطلب عاجل من مكتب مولانا الميرغني.. فحوى الطلب اجتماع طارئ لم تحدد أجندته ..القيادي الانقاذي كان يتوقع اي شيء من الاجتماع المباغت ..شيء على شاكلة مبادرة صلح .. او عرض مشاركة في الحكم.. مولانا فاجأ الرجل بطلب تعويضات عن الاموال المصادرة بعد انقلاب الإنقاذ.. وقبل ان يرد الانقاذي أنكم أخذتم كل التعويضات كان الميرغني يرد " كانت بعض الخزن تحوي مجوهرات وصور نادرة ومقتنيات شخصية لا تقدر بثمن".. في ذاك الاجتماع كانت الإنقاذ تستجيب للابتزاز وتفتح ملفا جديدا للتعويضات تحت بند مقتنيات شخصية ضائعة.

في اجتماع مضي الى ما بعد منتصف الليل كان حزب المؤتمر الوطني يوزع مناصب على الاعضاء الكرام.. جعل الحزب أمانة لشئون امريكا وأخري تختص بالشأن الآسيوي.. ومن بين الامانانات الجديدة أمانة للعمل الطوعي وأخرى للمنظمات وثالثة لتزكية المجتمع..أمانة واحدة كانت غائبة او مغيبة.. تلك أمانة شئون المال والاستثمار..الحزب الحاكم مترف وغارق في المال يرضع من حيثما تيسر.. استثماراته تغطي عين الشمس.. رغم ذلك لا توجد أمانة مالية ولا حساب مصرفي يطلع عليه المراجع العام او حتى مسجل الاحزاب.

في لقاء مع الراي العام قبل ايام تحدث الامام الصادق المهدي بصراحة انه شايل حزب الامة.. والصراحة تقتضي ان يقول الامام ورئيس الحزب "الحزب في جيبي"..هل تصدقون ان دار حزب الامة التي تملا وتفيض بجموع الأنصار ملك شخصي للإمام الصادق..بل ان المكتب السياسي للحزب يحتشد بأبناء وإصهار الامام.. الوضع ليس غريبا وشاذا لرجل جلس على عرش الحزب نحو نصف قرن من الزمان.. لا احد يستطيع ان يسال الامام عن الأموال التي وصلته ذات ليل من دار الحزب الحاكم تحت بند تعويضات ومحفزات لخوض الانتخابات.

حسنا.. هنالك اخبار جيدة ..اسماعيل حسين رئيس كتلة نواب المؤتمر الشعبي في البرلمان اكد ان الترابي سيتنحى من منصب الأمين العام حال حدوث انفراج في الساحة السياسية..الامام الصادق بعد ان شتم من يطالبونه بالاعتزال والانصراف واصفا إياهم ب( الحاسدين وأصحاب المصلحة) .. عاد الامام بعد ان لعن شيطان السلطة وقال انه نصح الرئيس البشير بضرورة تنحي القيادات الحالية بعد الوثبة القادمة،

حتى الحزب الشيوعي ما كان للتغيير ان يتخذ اليه سبيلا لو وفاة الاستاذ محمد ابراهيم نقد.. قيادات المؤتمر الوطني التي شملها كشف الصالح العام مؤخرا مازالت كامنة في انتظار الفرصة التاريخية للعودة للمناصب العامة..لم نسمع بالاستاذ علي عثمان يعود لسوق المحاماة.. ولا دكتور نافع ينفض الغبار عن مكتبه القديم بكلية الزراعة بجامعة الخرطوم..مولانا الميرغني زهد في كل الشهوات الا السلطة التي مازال يحيطها بعنايته الشخصية.

(الكنكشة) افرزت مؤسسات حزبية ضعيفة..بات الحزب في جيب الرئيس.. من يرفض ذاك الواقع ليس له الا ان يشق عصا الطاعة وينشيء حزبا جديدا..النتيجة تتكاثر الاحزاب والكيانات حتى يحتاج المراقب ان ينسب كل كيان لمؤسسه حتى لا يتشابه عليه البقر.

بصراحة الشعب يريد رحيل كل الجيل القابض على مفاصل الحياة السياسية منذ الستينات ويشمل ذلك محسوبي الخدمة السياسية المتواصلة في عهد الإنقاذ.


بواسطة : admin
 0  0  1324
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:56 صباحًا السبت 18 مايو 2024.