• ×

سنار .. السهر حتي الفجر للحصول علي (رغيف)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات من يصدق؟ يسهر البعض هنا ليله بطوله في سبيل الحصول على الخبز.. ثمة من يصلي الفجر ويذهب إلى المخبز ليجده مغلقاً، خاويا على عروشه، لا شيء فيه.. ويعزو النور محمد، وهو أحد مواطني سنار، هذه الأزمة إلى كمية الدقيق التي توزع على المخابز والتي لم تعد تكفي حاجة المواطن المغلوب على أمره، إضافة إلى ذلك حزام القرى التي تقع حول المدينة واعتمادها على مخابز المدينة في قوتها مثل ريبا، مهلة، الكجيرة، شرفت، بانت، طيبة البطاحين، دار السلام، دار النعيم والأبحاث، كل هذه محسوبة على قوت مواطن التقاطع الذي يصبح ويمسي وهو يلهث وراء الخبز.
وفي معظم أنحاء المدينة وضواحيها ثمة صفوف متراصة من المواطنين ومعاناة لا توصف من أجل الحصول على خبز يكفي لوجبة. ويقول أحد أصحاب المخابز بالولاية إن حصتهم كانت تترواح من (8-12) جوالا في اليوم ثم تقلصت هذه الحصة إلى (4-5)، وهذا يؤثر علينا من حيث الإنتاج الذي أصبح قليلاً بسبب تقلص الحصة، وهو بدوره لا يغطي مصاريف المخبز من عمال وتكاليف الإنتاج وإيجار المحل، وأفاد آخر بأن الكمية التي يحصلون عليها خلال اليوم قليلة لا تكفي لسد الحاجة بالأحياء السكنية، مشيراً إلى أن حصتهم تقلصت إلى عدد جوالين لليوم الواحد، وهذا لا يتناسب مع عدد المواطنين وحجم الأحياء السكنية وما بها من الطلاب في جميع المراحل، موظفين، عمال وغيرهم من شرائح المجتمع الأخرى.
ويتحدث لـ(اليوم التالي) أحد مواطني المدينة وقد بدا في حيرة من أمر الخبز بعد عناء دوامه اليومي، قائلا: أصبح المواطن بين (شقي الرحى)، انعدام الخبز والبحث عنه، يذهب المواطن إلى سنار المدينة ليشتري الخبز فيجد صفوف متراصة، يتجه إلى سنار التقاطع ويجد الحال كما في المدينة.
ويعبر أبو القاسم حسن يوسف من مواطني دار السلام عن معاناتهم في الحصول على الخبز وما يكفي لسد رمقهم، قائلا: كان الخبز يباع أربع خبزات مقابل الجنيه إلا أنه تقلص إلى ثلاث مع زيادة الوزن والذي صار سبعين جراما للخبزة الواحدة، لكن وبكل أسف أصبح الوزن يتناقص من يوم إلى آخر إلى أن وصل إلى وزنه السابق رغم صعوبة الحصول عليه، وأضاف: الحصول على خبز من خارج المخبز يكلف الكثير، إذ يوجد من يبيعه مع تقليص العدد إلى (2 بجنيه والـ9 بخمسة جنيهات)، ويختلف الحجم من مكان إلى آخر.
ويعود محدثي في المفتتح، النور محمد، ليشكو من تقلص حجم الخبز هو أيضاً حال الحصول عليه: في السابق كان العدد معقولا، وشكل الخبز مقبولا إلى حد ما أما الآن فحدث ولا حرج، تراجع إلى وزنه الأول في برهة من الزمن.
وفي السياق يقول مواطن يسكن قرية ريبا عن وضع الخبز بمنطقته قائلا: الخبز أصبح مرتبطاً بصلاة الفجر، والكمية محدودة جدا وهي لا تكفي إلا لجزء قليل من المصلين، علماً بأن القرية بها حوالي ثلاثة مخابز، وأصبح الاعتماد على واحد فقط، والذي يواجه نفس المشاكل في الاستمرار وتلبية حاجة المواطن من قوت يومه، مما يضطر المواطن للاتجاه إلى فكرة بديلة أو الهجرة إلى المناطق التي تقع حولهم.
بالنسبة لأحمد عكاشة فيتضجر من الأزمات المتتالية التي تقع على كاهل المواطن، ويرى صعوبة في تقبل هذا الوضع، حتى أن المواطن أصبح في حالة من الخوف والهلع، ويقضي جل يومه في البحث عن الخبز، الذي أدى إلى انتشار عدد من أفراد الأسرة على مخابز الأحياء، وذكر قائلا: بعض المخابز أصبحت تفرض على المواطن كمية محددة من الخبز لا تتجاوز قيمتها الخمسة جنيهات.
ويبدي العاقب إبراهيم، الذي فاجأته هذه الأزمة حين وصوله إلى المدينة، وجهة نظره، بشيء من الدهشة والاستغراب للوضع الذي لم يصادفه في عدد من الولايات التي يتجول بها حسب مهنته كـ(سائق) عبر الولايات.. بعض المواطنين لجأوا إلى حلول أخرى مثل (الكسرة) وغيرها، إلا أن الكثير منهم يواجه صعوبة في الحصول عليها من الأسواق كما أنها أعلى تكلفة، هذا من جانب ومن جانب آخر أصبح الاعتماد عليها في الوجبة قليلاً، ومع هذا فمعظم المواطنين عادوا إليها كبديل، والبعض لا يعرفون لها سبيلا.
ابوذر علي فرحات ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1704
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:14 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.