• ×

المؤتمر الشعبي منذ 17 عاماً بلا مؤتمر عام ..رؤية مقربة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ــ متابعات فجأة خرج المحبوب عبد السلام على الناس ليقول إن حزب المؤتمر الشعبي نشأ في ظروف غير طبيعية وانفصل عن المؤتمر الوطني ليستمر لأكثر من عقد ونصف بنفس الوضع غير الطبيعي ، وأوضح المحبوب بأنه كان من الأولى أن يعقد المؤتمر العام للحزب وكان ينبغي أن يُعقد المؤتمر العام للحزب وأن تُنتخب قيادة جديدة للحزب وتتجدد السياسات وهذا لم يحدث، وبالتالي وأنا أرى أن القيادة الموجودة حالياً هي قيادة مُرضية لأعضاء الحزب ولكنها ليست شرعية بالنسبة لمسجل الأحزاب. الذي كتب رسالة للحزب يطلب منهم فيها عقد مؤتمرهم العام. حديث المحبوب في هذا التوقيت أثار الكثير من الأسئلة في فضاء الشعبيين خاصة وأهل السياسة عامة .. لماذا خرج المحبوب الآن ليقول مثل هذا الحديث .. وهل هو صحيح أصلاً.. وهل يمكن للترابي الرجل الضليع في القانون أن (يخرق القانون).. أسئلة شتى وضعها المحبوب في فضاء السياسة والصحافة والقانون.

مرافعة قانونية

في العام 2000 تأسس المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة الشهيرة 1999 التي أفرزت (فريقين) أحدهما في القصر، والثاني في المنشية، واليوم يكمل المؤتمر الشعبي سبعة عشر عاماً لم يقِم فيها مؤتمراً عاماً.. وهو الأمر الذي دعا المحبوب عبد السلام لأن يقول في حواره مع الصيحة أن أجهزة الحزب غير شرعية.. ولكن البعض يرى أن المحبوب لا يعلم شيئاً عن أجهزة الحزب الداخلية.. ولو كان المحبوب داخل أجهزة الحزب لما قال مثل هذا الحديث .. خاصة وأن المحبوب من المقربين جداً للشيخ حسن الترابي. وفي هذا يقول عبد الماجد عبد الحميد القيادي السابق في المؤتمر الشعبي إنه مستغرب جداً لحديث المحبوب، مشيراً الى أن المحبوب عندما خرج من المؤتمر الشعبي لم يخرج لإشكالات تنظيمية وإنما خرج نتيجة لخلافات شخصية بحتة.. ويؤكد عبد الماجد أن الترابي لابد من أنه يستند على رافعة قانونية لتأجيل أي استحقاق قانوني داخل حزبه، خاصة وقد عرف عنه حرصه الشديد على تقنين أوضاع العمل العام والخاص.. عبر القانون.

المحبوب قيادة تاريخية

عندما حاولنا الحديث مع بعض قيادات المؤتمر الشعبي حول حديث المحبوب رفض معظمهم التعقيب علىه.. هذا الأمر شرحه لنا القيادي أبوبكر عبد الرازق عندما قال إن المحبوب من قيادات الحركة الاسلامية التاريخية منذ أن كان طالباً بجامعة القاهرة وهو رئيس لاتحاد الطلاب في العام 1981.. ويضيف عبد الرازق بأن المحبوب ألف كتاب تحرير المرأة في الثمانينات وهو ما زال طالبًا وقد كتب مقدمة التفسير التوحيدية للشيخ حسن الترابي ليس هذا فقط بل هو من أشرف على طباعة معظم كتب الشيخ.. ويقول عبد الرازق أن المحبوب عبد السلام وعلي الحاج قدما خدمة جليلة للمؤتمر الشعبي وحافظا على وجوده و(كفكفة) كل تخطيطات الحكومة لإقصاء المؤتمر الشعبي من الساحة، خاصة في المحاولتين الانقلابيتين، وشرح عبد الرازق الأمر قائلاً إنه عندما تم اعتقال القيادات بذريعة المحاولات الانقلابية، ظهر المحبوب والحاج بكثافة في كل أجهزة الإعلام العالمية لا سيما المحبوب الذي استغل علاقاته عندما كان رئيساً للإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والاعلام.. ودافع عن المؤتمر الشعبي وحجّم كل الخطط التي رسمها المؤتمر الوطني لإقصاء الشعبي.. تلك الخدمات – يقول عبد الرازق – تكاد توازي الحزب تماماً.

مبرر قسري

في النظام الأساسي للمؤتمر الشعبي- يقول عبد الرازق - هناك مواد تتحدث عن الظروف الطارئة والاستثنائية حيث ظل الحزب منذ تأسيسه في فبراير 2000 محاصرًا ما بين الاعتقالات والملاحقات والتضييق، وما بين الترهيب والترغيب، وكان الحزب طوال هذه الفترة غير مستقر في أجهزته التنظيمية، وأوضح عبد الرازق قائلا: ما إن ينشط جهاز تنظيمي حتى تقوم الأجهزة الأمنية باعتقال الذين يتولون المسؤولية في الجهاز التنظيمي ويمكثون في المعتقل، وعند خروجهم يتم اعتقال الذين تولوا المسؤولية من بعدهم، وهكذا ظلت الأجهزة التنظيمية غير مستقرة أصلاً ولا يوجد عمل علني وبالتالي كان هناك مبرر قسري هو الذي منع قيام المؤتمرات في الفترة الماضية مما جعلنا نمضي بنظرية الطوارئ ولقد خرجنا من نصوص الطوارئ والظروف الاستثنائية إلى الحوار مباشرة ، فأصبح الحوار في هذه المرحلة هو القضية الأولية المقدمة من أجل إقامة نظام ديمقراطي مستقر حتى تتم المؤتمرات على ضوئه والأمين العام الموجود الآن هو من فوضناه لابتدار قضية الحوار مع المؤتمر الوطني وبمجرد انتهاء الحوار سيقوم المؤتمر العام؟.
عطاف عبد الوهاب


بواسطة : admin
 0  0  1140
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:23 صباحًا الإثنين 29 أبريل 2024.