• ×

تردي البيئة بام درمان ..رعي الأغنام في الشوارع وفائدتها (براءة إختراع)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية _ متابعات كأنها أرادت أن تضع أولى خطوتها على عتبة العام الجديد، وهي في أبشع صورة لها.. ودون القطع بأنها تتعمد تجاهل نظافة البيئة والتجميل برمته، لكن الذي لا شك فيه أن النظافة وترقية البيئة في الوقت الحالي ليست من أولويات محلية أم درمان التي تشهد هذه الأيام تردياً غير مسبوق في خدمات صحة البيئة والنظافة عموماً كما تبين الصور المرفقة.
# وصمة
ظل السوق الشعبي بأم درمان يمثل وصمة في جبين العاصمة الوطنية لسنوات طويلة جراء ضعف خدمات النظافة والتنظيم فيه.. وتجنباً للكدر اليومي كان مواطنو المحلية يتجنبونه في فصل الخريف وفي مواسم الأعياد والاحتفالات القومية المخلتفة.. ولازال السوق الشعبي على حاله بعد أن فشلت عدة محاولات سابقاً للارتقاء به لمستوى يحفظ ماء وجه مدينة بعراقة أم درمان. أما اليوم تساوت الأكتاف- كما يقال- في كل مناطق محلية أم درمان في سوء نظافة البيئة وصار الناس لا ينظرون للشعبي بمعزل عن مواقع أخرى أشد حاجة للنظافة والتنظيم منه..يعني أن أم درمان رغم عراقتها أمست سوقاً شعبياً كبيراً بحسب "محمد طه" أحد سكان حي المربعات الذي ألمح إلى أن النظافة أصبحت شيئاً ثانوياً في المحلية.. وبمعني أدق أنها احتلت ذيل الأولويات في الأشهر الستة الماضية ـ على حد وصفه، وتراجعت بصورة لافتة.
# المصائب فوائد
شكوى السكان من التردي المريع للبيئة وانتشار (كوش) ومكبات الأوساخ وسط الأحياء لا يهز شعر في رأس (س،ع) الذي يمتلك قطيعاً من الماعز.. فهو لا ينظر لأكوام النفايات في الميادين وأمام المنازل بأنها شر يجب التخلص منه، إنما يعمل على الاستفادة منها بتمزيق أكياسها وإفراغ جوالاتها لأغنامه لتأكل بقايا الطعام والخضروات وحتى أوراق الكراسات والصحف الموجودة داخلها ويعتبرها مفيدة للماعز وهو يردد (مصائب قوم عند قوم فوائد).. وألمح(س،ع) وابتسامة ساخرة تغطي جانباً من فمه أن الولاية حولت المراعي والأراضي الزراعية لأراضٍ سكنية قامت عليها الغابات الأسمنتية ولا سبيل أمام من يملك حيوانات غير أن يرعى بها في وسط الأحياء مهما كان الأمر مرفوضاً بالنسبة للسكان.. وأضاف: "الرعى وسط الأحياء مفيد للأغنام لأنها تجد ما تأكله في أكياس النفايات المتراكمة لأيام وللعلم أن وجودها وسط الأحياء بالنسبة لي ليس مضراً بل مفيداً قليلاً لأن أغنامي كما ذكرت تأكل منها".
# رتابة التنظيم
وعودة ظهور الأغنام في الخرطوم برمتها وفى أم ردمان على وجه الخصوص لا ينفك من ضعف ضوابط وقوانينها المنظمة لحياتها في جوانب البيئة والصحة العامة كما يصفها مبارك من الفتيحاب.. هكذا فضل أن يكتب تسمه فقط دون اسم والده، حيث أشار لعدة مخاطر معروفة للجميع تتسبب فيها النفايات المتراكمة لأيام وسط الحى المعني، وأن السكان أصبحوا لا يضعونها أمام منازلهم بل يذهبون بها للميادين العامة مباشرة لأنهم تأكدوا أن محلية أم درمان قضت الطرف عن النظافة بالكامل وكأنها استعاضة عنها بالأغنام لتلتقط النفايات المتناثرة في كل حي وهذا ما جعل السكان يشاهدون وبعد سنوات طويلة عودة الأغنام والرعاة لوسط الأحياء مما فتح كوة للدهشة والاستغراب لدى البعض، إلا أنه عاد وأكد أن جهد الأغنام في نظافة المدينة يجب أن يسجل كبراعة إختراع لمحلية أم درمان.
محمد عبد الباقي _ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1535
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:21 صباحًا الأربعاء 8 مايو 2024.