• ×

د.عمر الحاج موسي:أسست المؤتمر الوطني.معجب بنزار قباني .أعدت وردي للغناء في الإذاعة بعد منعه

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية _ متابعات ** أحد الرموز السياسية والإعلامية في البلاد، شغل المنصب الوزاري وعمره لم يتجاوز الثلاثين عاماً، في عهد حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري. وضع بصمة واضحة في كثير من المواقع التي عمل فيها، جمع بين السياسة والقانون والصحافة والتدريس.. له مجموعة من المؤلفات في الأدب والقانون، عركته الحياة السياسية ومزج بين الحداثة والأدب الصوفي.. قلبنا مع إسماعيل الحاج موسى صفحات من حياته، وخرجنا بالآتي:
* إسماعيل الحاج موسى؛ السيرة والمسيرة ونقاط التحول.. في نقاط..
- حياتي مليئة بالمفاجآت، فمنذ طفولتي حدثت لي أشياء مختلفة عن أقراني، وأنا درست بمدرسة القبة الأساسية بالأبيض، ومفترض أن التحق بعدها بواحدة من مدارس المدينة المتوسطة، ولكني انتقلت لدراسة بأم روابة، ودرست الثانوي بحنتوب، وعندما التحقت بالجامعة حدث لي شيء غريب، حيث توليت رئاسة اتحاد الطلاب، وكان عملاً كبيراً.. كونا الجبهة الاشتراكية مع بعض الإخوان واخترقنا سيطرة الإخوان المسلمين والشيوعيين على الاتحاد، وعلى عكس الفهم السائد بابتعاث طلاب جامعة الخرطوم إلى انجلترا أو ايرلندا أنا ذهبت إلى فرنسا، لذلك هذه كلها نقاط تحول في حياتي، وأيضا أعتقد أن كوني أصبحت وزيراً في عمر صغير تعد من نقاط التحول في حياتي.
* حسناً، ربما كانت النقطة الأخيرة أكثر ما نعرفه ونتداوله حول إسماعيل الحاج موسى.. أصغر وزير..
- أفتكر أنها كانت ثقة كبيرة من الرئيس جعفر نميري الذي يعدني ممثل الشباب في الحكومة، أنا أفتخر بتلك الفترة، لأننا عملنا مهرجان الثقافة الأول الذي خرَّج كثيراً من النجوم في الساحة، تركت بصمات في الوزارة حينها، ولم تواجهني مشاكل في الوزارة.
* ثم جاءت الإنقاذ لاحقاً واستفادت من وزراء مايو..
- يُحمد للإنقاذ أنها لم تذهب إلى ما فعلته حكومة الأحزاب التي حاولت كنس آثار مايو. الإنقاذ تعاملت بحصافة واستوعبت الكثير من كوادر مايو. فوزارة الخارجية أغلب السفراء فيها كانوا من وزراء مايو، وهذا عمل كويس، لأن كوادر مايو من أفضل الشخصيات المؤهلة.
* خطوة إلى الوراء مرة أخرى؛ طفولة إسماعيل الحاج موسى؟
مثلها مثل طفولة أي شخص سوداني، ولكن أنا نشأت في الأبيض المرحلة الأولية تأثرت بالجو الصوفي في حي القبة ومدرسة القبة والجو العسكري، نظراً لعمل الوالد في قيادة الهجانة.
* الأبيض والخرطوم ماذا رسمتا في دواخلك؟
- الأبيض طبعا شهدت صباي وطفولتي وتأثرت جداً بالوسط الصوفي، وأنا حفيد الشيخ الولي، وحلقات الذكر والجو الصوفي أثرت فيني جداً، وأنا حريص على المواعيد والزمن بفضل الأثر العسكري نتيجة لعمل والدي في الجيش، وكذلك أخي عمر، وأيضاً الصوفية بها انضباط كبير أثرت في حياتي، والأبيض مدينة أنجبت الكثير من الشعراء والأدباء، وهي من أول المدن التي كانت بها فرقة موسيقية، منها جمعة جابر، ومنها أيضاً الفنان عبدالقادر سالم وعدد من الفنانين والشعراء الأمي والمكي والقرشي، وكان بها مهرجان ثقافي سنوي، وهي غنية بتراثها وأهلها الطيبين، وطقسها جميل جداً، خاصة في الخريف. أما الخرطوم فوصلتها بعد أن أصبحت طالباً في الجامعة وتأثرت فيها الأثر السياسي، وكونت علاقات سياسية مع الأحزاب عندما كنت رئيساً للجبهة الاشتراكية، وتعرضت لمحاولات استقطاب كثيرة من الأحزاب خاصة الاتحادي الديمقراطي، وكان الناس يستغلون علاقتي بالزعيم الأزهري لاستقطابي، في الخرطوم اشتهرت بالعمل السياسي أكثر من الأكاديمي.
* هل من إضاءة صغيرة عن شقيقك عمر الحاج موسى ما دمنا قد جئنا على السيرة؟
- عمر كان ضابطاً في سلاح الإشارة قبل أن يكون مثقفاً ووزيراً، والناس تجهل تلك الفترة في حياته، وهو كان فارساً من فرسان الكلمة وسيداً من سادة الرأي والثقافة، وكان له أسلوب حياة متفرد وبسيط وأسلوب كتابة جذاب، كان أديباً وسط الساسة، وسياسياً وسط الأدباء.
* إسماعيل أيضاً جمع بين السياسة والأدب.. ولديك مجوعة من المؤلفات، وصداقة خاصة ربما مع نزار قباني ؟
- كنت معجباً بشعر نزار قبل أن ألتقي به، معجباً بشعره السياسي والعاطفي خاصة قصائده في جمال عبدالناصر، وقدمنا له دعوة للمشاركة في مهرجان الثقافة وحضر في المهرجان الثالث، وعن مؤلفاتي لدي مجموعة من المكتب منشورة.
* حسناً، سياسة وأدب وقانون وصحافة وتأليف وأستاذ جامعي و.. نتحدث عن البخت والصنائع..
- بحكم إني أمارس العمل العام أجد نفسي مهتماً بعدة أشياء في السياسة منذ دخولي الثانوي بحنتوب.. القانون هو دراستي ونلت الدكتوراه في فرنسا.. درست علم الاجتماع وتخصصت في علم الاجتماع الإعلامي، وأدرِّس الآن قسم الإعلام كلية الآداب بجامعة الخرطوم. الصحافة منذ أن كنت طالباً أكتب مقالات، وكنت رئيساً لمجلس الصحافة والمطبوعات لست أعوام.
* لا ننسى أيضاً أنك كنت نائب مجلس الولايات، ألا ترى أن المنصب (تمومة جرتق)؟
- لا، أبداً.. نائب الرئيس يساعد الرئيس في بعض المهام، وبالعكس دي مهمة كبيرة جداً.
* عودة إلى باريس.. هل علق في الذاكرة شيء من العطور الفرنسية؟
- تبقي الكثير منها، وأنا بقول دائما مشكلة باريس في العالم العربي يتذكروها بأنها مدينة مائجة بالفسق والفجور والرقص والغناء. باريس حقيقة مظلومة بالصورة، وهي بلد حضارة أنجبت العديد من الفلاسفة في علم الاجتماع والأدب.. فرنسا بلد عامر بالثقافة والسياسة، واستفدت منها كثيراً.
* حسناً، بعيداً عن "باريس" و"الأبيض" و"مايو"؛ أين إسماعيل الحاج موسى اليوم؟
- منذ أن جاءت الإنقاذ ظللت أعمل في العمل العام، وعملت في مختلف المواقع، ولكن الآن رفضت الترشُّح للبرلمان، وأريد التفرغ لعملي الخاص والقانوني، وأتولى حالياً رئاسة مجلس صحيفة الرأي العام، وأكتفي فقط بالمشاركة في الندوات السياسية، وأنا عضو في القطاع السياسي للمؤتمر الوطني، وعضو في اللجنة التنفيذية للحوار، وساهمت في تأسيس حزب المؤتمر الوطني، وأحب أن أوضح أمراً لبعض من ينتقدوني؛ أنا أفتكر أن الإسلام دين اشتراكي وديمقراطي. الإسلام أقدم وأبقى من الاشتراكية والديمقراطية.
*إسماعيل ومناصرة المرأة؟
المرأة السودانية امرأة عظيمة جدا، وعطاؤها في كل المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية، وكنت حريصاً على مناصرتها وحتى في دراسة الماجستير الخاصة بي كانت حول المرأة العاملة في مناطق الحضر، وقدمت ورقة لابتدار النقاش مع النائب الأول – وقتها - علي عثمان طه لدفع النساء لنيل حقوقهن كاملة عند تكوين اتحاد المرأة، وقدمت طعناً في المحكمة الدستورية أمام الراحل مجذوب الخليفة، وكسبته نيابة عن اتحاد المرأة، وأنا الآن عضو في مجلس شورى المرأة.
* ماذا يعني لك الفن؟
- اهتمامي بالفن كجزء من الثقافة التي تعني نمط الحياة وتعني الإنتاج الفني والتشكيلي. والفن الغنائي له مساحة في وجداني، وأحب الكلمة المنمغة وتطربني، وكانت لي صداقة مع الفنان محمد وردي، وأنا أعدت وردي للإذاعة عندما تم منعه من الغناء فيها عقب انقلاب هاشم العطا.
* لمن تستمع؟
ليس من الحصافة أن أحدد فناناً بعينه.. أنا أسمع أغاني مختلفة، ووردي بالنسبة لي مميز.
* العاطفة في حياتك؟
- هي مختلفة طبعا، منها الاجتماعية والحسية، وأنا رجل رقيق وأمتلك عاطفة قوية، وأومن بصداقة الرجال والنساء، وأعتقد أن العواطف والعلاقات بشتى صورها تعد محفزاً للعطاء، وأنا حريص على العلاقات الإنسانية مع كل الناس.
* الأناقة بالنسبة إليك؟
- أنا منذ وقت مبكر في حياتي كنت حريصاً على مظهري، كنت أقدم برنامجاً في التلفزيون، وكان الناس يهتمون كثيراً بالشكل الذي أظهر به، وتصلني تعليقات كثيرة عن الأزياء، والبعض كان يرجع ذلك إلى كوني قادماً من فرنسا، ولكن بالعكس أنا منذ صغري كنت مهتماً بالأناقة وعموماً أنا أهتم جداً بـ (الكرفتات) و(الخواتم) وغيرها.
* موقف حزين؟
- وفاة الأعزاء والدتي ووالدي وأخي عمر حزنت لها جداً.
* قرار ندمت على عدم اتخاذه؟
- لا أذكر، كنت حريصاً على عدم التردد في اتخاذ القرارات، وقدمت استقالتي لنميري نتيجة خلافات ولم تُقبل، لذا أنا أتخذ القرار مباشرة حتى لا أندم عليه
سارة المنا _ اليو التالي


بواسطة : admin
 0  0  3176
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:07 مساءً الإثنين 6 مايو 2024.