• ×

تعرف علي اسماء الكتاب والكتب المصادرة من معرض الخرطوم للكتاب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية _ متابعات بعد أكثر من شهر ناقش البرلمان السوداني قضية مصادرة الكتب التي تمت في معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الذي أقيم في الفترة (من السابع عشر وحتى التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2015) وحاصر بعض النواب وزير الثقافة الطيب حسن بدوي بأسئلة حول هذه الواقعة، إضافة لحل اتحاد الكتاب السودانيين من قبل السلطات الأمنية.
لكن الوزير نفى أن تكون الأمر علاقة بقمع حرية التعبير من قبل جهاز الأمن والمخابرات، مبينا أن ما حدث أمر طبيعي وعبارة عن إجراءات قانونية عادية (بموجب قانون حماية المؤلف والحقوق المجاورة والمصنفات الفنية والأدبية) وقال إن ذلك تم في إطار تنظيم ممارسة العمل الثقافي في البلاد. وأفتى الوزير بأن الكتب المصادرة تخالف (قيم الثقافة السودانية) مشيرا إلى أنّ عدد الكتب المصادرة ستة فقط من ضمن آلاف الكتب. ولم تكتف السلطات بمصادرة كتب من داخل معرض الخرطوم، لكنها صادرت بعضا من أشهر الروايات «أنا والرئيس.. أسرار المرايا وجنون الياسمين» للكاتب فائز الشيخ السليك من المكتبات في الخرطوم، وتتناول الرواية الأخيرة (واقع الاستبداد السياسي والديني عبر أحداث متصاعدة استخدمت السلطة خلالها الخطاب الديني والتعذيب والسجون لمواجهة المعارضين).
في معرض الخرطوم تمت مصادرة سبعة كتب، حيث منعت سلطات (المصنفات الأدبية)، نشر ستة من المطبوعات التي أصدرتها (دار أوراق للنشر والتوزيع)، من صالة عرض الكتب، الصالة (1) الجناح (79).
وأوضحت (دار أوراق للنشر والتوزيع) إن الرقابة منعت تداول كتب من إصداراتها، هي رواية «سيرة قذرة» لمحمد خير عبدالله ورواية «ساعي الريال المقدود» لمبارك أردول وكتاب «هل أخطأ السلف» للكاتب محمد بدوي مصطفى، وقبلهما تم منع توزيع روايتي «أسفل قاع المدينة» لإيهاب عدلان و»بستان الخوف» لأسماء عثمان الشيخ.
وتم لاحقا مصادرة كتاب «السودان بلد وشعب وفكرة أوراق جمهوري»، من معرض الخرطوم للكتاب بحجة أن المصنف يروج للفكر الجمهوري، ولم تكتف السلطات بالمصادرة هنا، بل قامت بإلغاء الكتاب نفسه بناء على شكوى من هيئة علماء السودان بأن المصنف يروج للفكر الجمهوري.
وقالت منظمة صحافيون لحقوق الإنسان «جهر» إن عدد المسؤولين الحكوميين (موظفي الرقابة) الذين يترددون على مقر (دار أوراق) بـ(خمسة) أشخاص ولم يكتف المسؤولون الحكوميون بذلك، بل ظل يتردد (خمستهم) على (الدار) في أوقات مختلفة، ليصادروا منها ما يشاءون من المطبوعات. وبشأن تبريره لقرار المصادرة، قال مسؤول حكومي صادر أحد المطبوعات، بأن «المطبوعات المعروضة مخالفة لقانون المصنفات، وفيها جُمل، وعبارات خادشة للحياء».
القيادي في الحركة الشعبية ومؤلف رواية «ساعي الريال المقدود» اعتبر أن المصادرة تمت بتحريض من كتاب صحافيين وذلك لأسباب سياسية، ويقول إن روايته تم عرضها في المعرض ذاته العام الماضي عبر دور نشر عربية. ويتساءل عن سبب حجبها هذا العام ويقول، ربما لم يكونوا يعرفونها ولا يعرفون كاتبها في ذلك الوقت؟ ويطالب بإطلاق سراح روايته لأنها لا تمثل تهديدا للأمن والسلم ولم تتسبب في غلاء الأسعار ولا قصف المدنيين الأبرياء في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق».
ويقول ناشطون إن ظاهرة مُصادرة الكُتب من معرض الخرطوم الدولي، وغيره، ظلت ظاهرة مستمرة لسنوات طويلة، ووصفوا هذه الظاهرة بأنها تمثل حجرا ومُصادرة لحرية التعبير والنشر. من جانبه أعرب التحالف العربي من أجل السودان والشبكة العربية لإعلام الأزمات عن بالغ أسفهما للإجراءات التعسفية التي قامت بها هيئة المصنفات الأدبية والفنية، بمصادرة سبعة مطبوعات، صادرة عن دار أوراق «المصرية « للنشر والتوزيع يوم الأربعاء 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، ومنعت تداولها في فعاليات معرض الخرطوم الدولي للكتاب، بينما أحالت أربعة أخريات للفحص والتدقيق.
وندد التحالف والشبكة بهذه الإجراءات التعسفية التي ظلت تتكرر مع بداية كل دورة لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، بحجج واهية وغير منطقية بأن المطبوعات تتضمن موضوعات مخلة بالآداب وخادشة للحياء، كان يجب أن يترك الخيار للقارئ. ويقول التحالف والشبكة إن عملية التعتيم وحجب المطبوعات ومحاربة الفكر والوعي والثقافة ما عادت تجدي في ظل ثورة المعلوماتية وتطور وسائل التقنية الحديثة التي سهلت عملية نقل المعلومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر النشر الإلكتروني في هذا الفضاء الإسفيري، وجعل كل شيء متاحا ووضعت بين يدي أي مواطن جهازا تقنيا صغيرا يحركه كيف يشاء وبحرية تامة ومن دون رقيب، للإطلاع والقراءة. ويعترض التحالف العربي من أجل السودان والشبكة العربية لإعلام الأزمات على «الهجمة الشرسة والمتواصلة على الأنشطة الثقافية، ومنع الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير والنشر، يطالبان كل المهتمين بأمر الثقافة بالدفاع والتصدي لهذه الأساليب القمعية بالوسائل السلمية».
ويرى الصحافي مصعب شريف إن أهم ما يميز معرض الخرطوم الدولي للكتاب هو أن فعالياته في كل عام تبدأ بمصادرة الكتب، ويقول إن المعرض أصبح يتمتع بسمعة سيئة لما تقوم به السلطات من مصادرات للكتب، ويشير إلى أن هنالك مصادرات أخرى تتم خارج أكياس الأمن، وأن إلغاء الآخر وشيطنته في سودان الإسلاميين أمر راسخ..
الامين العام لاتحاد الكتاب السودانيين عثمان شنقر، عبّر عن بالغ قلقه للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الثقافة في السودان، ويرى أن الأمر ممنهج بدءا بإلغاء الفعاليات الثقافية وتجميد الاتحادات والكيانات ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال ومن ضمنها اتحاد الكتاب السودانيين، ويقول شنقر إن القانون الذي تتم بموجبه المصادرة معيب والمبررات التي يتم بها هذا العمل ساذجة وفضفاضة مثل عبارة «تخدش الحياء العام». ويدلل شنقر على عشوائية القائمين على هذا الأمر بمصادرتهم لبعض النصوص الموجودة في المكتبات التجارية منذ أكثر من عام، ويطالب الناشرين والناشطين في هذا المجال بضرورة مناهضة مثل هذا السلوك الذي يظهر بلادنا بمظهر سيئ ويلقي بأعباء وخسائر فادحة لكل العاملين في مجال إنتاج الكتاب الثقافي. ويرى أن محاكمة الإصدارات الأدبية بمنهج ديني وأخلاقي أمر لا يمكن استيعابه في الألفية الثالثة.
صلاح الدين مصطفى _ القدس العربي


بواسطة : admin
 0  0  1510
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:33 صباحًا السبت 4 مايو 2024.