• ×

منزل الزعيم الأزهري بالأبيض إرث تاريخي ايل للإنهيار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تمثل الأبيض منارة للعلم والمعرفة والابداع إذ قدمت الكثير من الشخصيات في مختلف مجالات الحياة السياسية والرياضية والاقتصادية والسلك الدبلوماسي، كما أثرت المدينة الجميلة الساحة الفنية بعمالقة الطرب، وفي مجال السياسة قدمت أعلاماً كثر، لعل أبرزهم على الإطلاق الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وهو رجل لا يحتاج لتعريف.
الأزهري ما يزال يسكن قلب كل سوداني ومنزل والده يقف شامخاً في حي القبة ومعلماً للزائرين في عروس الرمال، وإن جار عليه الزمن وتصدعت جدرانه المشيِّدة على الطراز التركي، غير أنه ما يزال مُحافظاً على إرثه التليد وتاريخه المجيد.
إكسير الحياة
المنزل الذي تهالكت جدرانه وباتت أبوابه شبه مُخلعة يقطنه شيخ سبعيني يبدو أن استقراره في بيت والد الزعيم الراحل منحه بعضاً من إكسير الحياة لكونه محافظاً على شبابه وروحه، روعة تعابيره ودقتها. مستأجر منزل والد الزعيم الأزهري الذي يدعي أحمد عبد الرسول الشيخ ولد في العام 1935م بمدينة الأبيض حى القبة وتلقى تعليمه الأولى بمدرسة شنتوت الأولية ثم المتوسطة بكلية كمبوني التي كان يطلق عليها حينها الإرسالية الكاثوليكية، وأتجه بعد ذلك للعمل فى مجال الميكانيكا.
تحت ظل شجرة الهجليج
(اليوم التالي) سجلت زيارة لمنزل والد الزعيم الخالد في نفوس السودانيين والتقت بأحمد عبد الرسول الذي يقطن المنزل في الوقت الحالي، حيث قال أنه استأجر المنزل قبل خمس سنوات مضت، وتابع: تم البيع منذ عام 1931م وفي الأصل كان المنزل ملكاً لوالده أحمد إسماعيل المكي (الأزهري) الذي كان يعمل في القضاء الشرعي ويجاوره شقيقه علي الأزهري الذي كان ضابطاً إدارياً، ويقال له مأمور، وما زال المنزل مملوكاً لأسرة الأزهري. ويمضي الشيخ أحمد في حديثه: عمة الزعيم الراحل سكينة الأزهري كانت تسكن بجواره أيضاً، وبعد أن تم نقله إلى العاصمة الخرطوم منح توكيلاً لحسن أبو علي حتي يبيع المنزل وآلت بعد ذلك ملكيته لخليل عكاشة وكان المبلغ حينها (300) جنيهاً، وفي عام 1947م سجل الزعيم الراحل زيارة للأبيض ودائماً ما كا يجلس تحت شجرة الهجليج، وكانت آخر زيارة له بعد أن كلف بمنصب الرئيس ومنها قام بزيارة إلى دارفور. ويضيف: حى القبة يضم كل أهل الزعيم الأزهري وتربطه علاقات جيدة مع الجيران ويتعامل معهم بأحسن صورة ومحبوب للكل في ذلك الوقت.
على الطراز التركي
ويمضي أحمد في حديثه: من النشاطات التي كان الزعيم الأزهري يبدي اهتمامه بها المنتديات الثقافية ونادي الخريجين. ويواصل أحمد حديثه ويحكي عن ذكريات الزعيم، ويقول إن الراحل كان محبوباً من الجميع وهو ما جعل كثيرين ينشدون صداقته، ومن أصدقائه مكي إسماعيل شنتوت صاحب مدارس شنتوت، ومكي أبو الخيرات والمصباح. وحول تشييد المنزل يذكر أحمد عبد الرسول أن منزل الأزهري قامت ببنائه مجموعة من الأتراك على الطراز التركي الشهير، وفي تلك الفترة لم يكن للسودانيين فكرة أو خبرة في مجال التشييد والبناء، وشيد الأتراك المسجد الكبير والكنيسة القبطية. وكشف أحمد عبد الرسول عن مبلغ الإيجار الشهري للمنزل ويقول إنه استأجر المنزل حالياً بمبلغ (750) جنيهاً وهو يتكون من غرفتين وبرندة، ولم يشهد المنزل أي تحديثات ولم يتم تعديل أي شيء فيه، وما يزال محافظاً على شكله القديم. واعتبر أن المنزل يمثل تراثاً وإرثاً ينبغي المحافظة عليه لأنه يرمز لتاريخ رجل يمثل أنموذجاً وقدوة لكل الأجيال.
سر ولقب
وقبل وداع أحمد عبد الرسول يكشف سراً عن الزعيم الراحل وهو أن اسم الأزهري لم يكن اسماً لوالده وإنما كان لقباً لوالد الراحل الذي درس في الأزهر الشريف ومنه جاء اللقب

سارة المنا ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1693
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:26 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.