فضفضة .... وشهد شاهد من أهلها ..!!

بقلم عبدالسلام القراي يبدو أن الإحساس بالتقصير لدى بعض الإخوة في المؤتمر الوطني خاصة فيما يتعلق بالتغلب على القضايا المصيرية في البلاد جعلهم ينتهجون اسلوباً جديداً لمخاطبة المواطنين الغلابة في السودان حيث يتمثل هذا الاسلوب على حد تعبير السيد والي ولاية القضارف في : إرساء النقد الذاتي لأي قيادي في المؤتمر الوطني مهما علت مكانته .. ويضيف السيد والي القضارف لن نسكت على فاسد بعد اليوم ... حديث السيد الوالي وبعض المسؤولين غيره يؤكد أن الوضع خطير والدليل ما وصل إليه السودان خلال عقدين من الزمان هي فترة حكم ثورة الإنقاذ الوطني ! ومبدأ المحاسبة رغم تأخره إلا أنه يعتبر خطوة في الطريق الصحيح .. من ناحية أخرى يعترف السيد والي ولاية القضارف بأن بعض السياسات العامة لحكومة المؤتمر الوطني كانت السبب الرئيسي في التردي والدمار والفشل الذي لازم قطاعي الزراعة والثروة بعدد من ولايات السودان ! لذا يحق لنا أن نقول وشهد شاهدُ من أهلها ! وهذا يعني أن كل التصريحات التي كانت تقول أن الأوضاع ( مُبشِرة ) ما هي إلا للإستهلاك السياسي ..! عليه إذا لم يفصل الإخوة في المؤتمر الوطني بين السياسة والعمل التنفيذي فإننا سنغرق في بحور من الأزمات والنكسات ! ويمضي السيد والي القضارف في اعترافاته ليقول : بأن تقليل حدة الفقر لا يتم إلا عبر مضاعفة الإنتاج وتقليل تكلفة الزراعة .... الماء .. التقاوي .. وغيرها من العوامل المساعدة على تشجيع المزارعين للعودة للحقول ... نأمل والبلاد تعيش أزمة حقيقية أن يحذو بقية المسؤولين في الدولة حذو السيد والي ولاية القضارف من خلال ممارسة النقد الذاتي ومحاسبة النفس قبل محاسبتها يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ومن المؤكد لا نملك إلا أن نقول للإخوة في المؤتمر الوطني حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ..
فضفضة أخيرة : سياسة الترويع والتجويع والترقيع لم تعد تجدي نفعاً في ظل الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد ! أحد الحُكماء يقول : لا تمنعني ولا أمنعك من أن نختلف ولكن ينبغي أن يكون خلافنا لمصلحة الوطن فالوطن للجميع ودمتم ...