توقيع ثلاثي ينهي خلافات سد النهضة

السودانية وقع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، بالخرطوم أمس، على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في اتفاق تاريخي أنهى خلافات "سد النهضة" الشائكة، وتم توقيع الاتفاق وسط حضور أفريقي وعربي كبير، في وقت أعلنت فيه الولايات المتحدة ترحيبها بتوقيع المذكرة واعتبرتها خطوة مهمة لتحقيق التنمية وتعزيز التعاون، ومن شأنها أن تعود بنتائج مثمرة على الأطراف الثلاثة.

وقال البشير في خطابه أمام قمة الأمس، إن السودان لن يقدم على الإضرار بمصالح الآخرين وإنه سيعمل على التعاون المشترك بين بلدان حوض النيل من أجل زيادة حصص التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب القارة الأفريقية، وتعهد بتذليل كافة العقبات المتوقع أن تواجه مصر وأثيوبيا في مراحل التفاوض، مشيراً إلى أن البحث عن المصالح لا يعني الإضرار بالمصالح الإقليمية لبلدان حوض النيل، متعهدًا بالمضي في تنفيذ الاتفاق من أجل مصلحة شعوب السودان ومصر وإثيوبيا.

من جانبه طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي مريام ديسالين بالنظر بعين الاعتبار للمصالح المشتركة التي تجمع البلدين، وقال: "إن الملايين من المصريين يعيشون على مورد المياه"، مشيراً إلى أنهم اختاروا التعاون والبناء والتنمية في علاقاتهم مع السودان وإثيوبيا". وأضاف: "نريد أن ننشر رسالة التعاون والتفاهم وأن نكون على قدر المسؤولية التاريخية"، معتبراً التوقيع على وثيقة سد النهضة بالخرطوم خطوةً تاريخيةً، ومؤكداً على العمل سوياً لتعويض شعوب النيل ما فاتها من أجل تحقيق الاستقرار وتحمل المسؤولية تجاه الشعوب، لافتاً إلى وجود الكثير من الشكوك بين الشعوب الثلاثة خلال السنوات الماضية، وقال: "نؤكد رغبتنا في التحرك نحو بعضنا، وأن نبدأ حقبة جديدة من التعاون وتعزيز الثقة".

وتعهد رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، في خطابه في حفل التوقيع بالتزام بلاده بالمصالح المشتركة مع كلٍّ من مصر والسودان، وعدم إلحاق الضرر بأيٍّ منهما، وأضاف ديسالين: "حققنا خطوة جديدة من خلال الاتفاق على إعلان المبادئ حول النهضة، وهو الأساس الذي سنبني مستقبلنا واتفاقيتنا عليه"، مضيفاً أن "سد النهضة الإثيوبي مشروع يمكن أن يبلور أساساً لتعاون إقليمي، وإثيوبيا بالتعاون القوي بين الدول الثلاث".

ومن جانبه أعرب المنسق الخاص للموارد المائية بوزارة الخارجية الأمريكية، آرون سالزبيج، لوكالة السودان للأنباء عن تمنيات بلاده في استمرار التعاون بين الأطراف الثلاثة لتحقيق الأهداف المرجوة. ودعاهم للعمل على حل القضايا واستمرار التعاون حول مصادر المياه المشتركة، بما يعود بالنفع على الأطراف ذات المصلحة. مشيرًا إلى أن السدود تساعد على تحقيق التنمية، ولها مردود إيجابي في تحقيق التنمية والازدهار وخدمة مصالح الشعوب، ممتدحاً دور السودان في القارة وتعاونه مع الدول الصديقة والشقيقة.