• ×

عثمان ميرغني : هل عدنا مرة اخرى الى (ادب السلخانة)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية مجلس الأحزاب بعث برسالة عاجلة إلى الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل يستدعيه للمثول أمام لجنة تحقيق خاصة كونها المجلس.. التحقيق استمر حوالى ربع الساعة- فقط- بعدها أرسل المجلس إنذاراً مكتوباً إلى حزب المؤتمر الوطني.. ينذره في حالة تكرار هذه المخالفة سيضطر مجلس الأحزاب لاتخاذ الإجراءات القانونية المفضية إلى حل وتصفية حزب المؤتمر الوطني.. (لأنه حزب يحرض ويمارس العنف)..
طبعاً.. هذه المقدمة هي ضرب من الخيال العلمي (الذي لا يفوت على فطنة القارئ)، كما تنص العبارة الدارجة في الصحف.
عندما يجهر رئيس القطاع السياسي للحزب بأنه (قادر) على (كسر كل يد تمتد إلى الحزب)- هنا- يصبح الحزب مليشيا تأخذ القانون في يدها.. ويدخل هذا تحت طائلة (الإرهاب) الذي صاغت له الدولة قانوناً خاصاً تأكيداً لخطورته على المجتمع.
بكل يقين.. لو كانت الدولة السودانية تقوم على مؤسسات محايدة تراعي الضمير والذمة الوطنية في عملها، فإن أول ما يجب أن يفعله مسجل الأحزاب في الصباح الباكر عندما يقرأ تصريحات رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني أن يستدعيه مباشرة.. لأن ما قاله فيه انتهاك سافر لقانون الأحزاب أولاً، ولوثيقة تأسيس حزبه- نفسه- ثانياً..
قانون الأحزاب في المادة (14) وعنوانها (شـروط تأسيس الأحزاب السياسية) في الفقرة (ط) تنص (لا يمارس أو يحرض على العنف، ولا يثير النعرات والكراهية بين الأعراق والديانات والأجناس)، لكن بكل يقين.. التصريحات المنسوبة إلى مصطفى عثمان إسماعيل هي ممارسة وتحريض على العنف.. تبرهن أن الحزب الحاكم غير معني بالقانون الذي يجب أن يسود الجميع، وأن الحزب يقتص لنفسه بيده فهو (يكسر يد!!) من تمتد يده إلى الحزب..
لكن المأساة الأكبر.. أن التصريحات صادرة من (وزير الاستثمار!!).. دعوة مجانية للمستثمرين لـ (الفرجة) على أجواء البلد الذي يضعون فيه أموالهم بكل طمأنينة وهم آمنون عليها وعلى أنفسهم.. تحت (سيادة القانون!!).. وزير الاستثمار يمارس أقصى درجات (جذب المستثمرين) من يدهم!!.
كنت أتمنى أن ما قاله د. مصطفى (زلة لسان)، لكنه أغلق علينا باب (حسن الظن) بقوله إن هذه الكلمات التي تزين الخطاب السياسي لحزب المؤتمر الوطني (مدروسة بعناية!!).. وأنها مختارة خصيصاً.. (مع سبق الإصرار والترصد)... وأن الحزب يعني ما يقول.
الطالب القيادي باتحاد طلاب الخرطوم في السبعينيات ابن عمر محمد أحمد وفي ندوة جماهيرية في جامعة الخرطوم قال: (سنخنق جعفر نميري بمصران جعفر بخيت.. ونخنق جعفر بخيت بمصران جعفر نميري)، فكتب د. جعفر بخيت في جريدة الصحافة في اليوم التالي، وأسماها (ندوة السلخانة)..
فهل عدنا مرة أخرى إلى (أدب السلخانة).. جزارة تكسير الأيدي والأعناق..

التيار



بواسطة : admin
 0  0  1037
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:14 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.