• ×

ازمة المواصلات معاناة مستمرة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية تفاقمت أزمة المواصلات إلى حدٍّ كبير في الآونة الأخيرة، نتج عنها إجبار المواطن على دفع تعرِفة أكبر للهايسات والأمجادات في ظلِّ غياب الحافلات و(بصات الوالي) التي تظهر وتختفي من حين إلى آخر، الأمر الذي فاقم من الأزم، ما أجبر المواطنين على السير على الأقدام حتى يتمكنوا من الوصول إلى محطة أخرى، آملين في أن يجدوا فيها ما يقلهم إلى أحيائهم أو أمكنة عملهم دون عناء. (اليوم التالي) استقصت عن الأمر، عسى أن تجد إجابات تشفي غليل المواطن (الغلبان).

تذكرة كاملة

محمود حسين الذي ظل ينتظر وسيلة مواصلات لأكثر من ساعة حتى يتمكن من الوصول إلى منزله الكائن بدار السلام بالحاج يوسف، قال: من كثرة الازدحام في موقف جاكسون اضطررتُ للذهاب راجلاً إلى السكة حديد، لعلي أجد هناك ما يقلني، لكن دون دون جدوى. وأضاف: أدفع في الفترة الصباحية مبلغ جنيهين قيمة تذكرة الحافلة إلى السوق العربي، هذا إن وجدت، وفي حال غيابها من الشارع أضطر إلى دفع (3) جنيهات للهايس في الأوقات العاديِّة، فما بالك في أوقات الذورة التي تنعدم فيها المواصلات تماماً، وفي بعض الأحيان تصل تعرفة الهايس إلى (5) جنيهات، وأكثر من ذلك بالنسبة للأمجاد.

وأشار (محمود حسين) إلى ما أسماها مشاكل أخرى تجابهه في مواقف المواصلات كالزحمة والنشل. وأردف: وهنالك أمور ينبغي غض الطرف عنها. واستطرد: دفع قيمة التذكرة كاملة لنصف المسافة مشكلة حقيقية نواجهها كل يوم لكن لا مناص منها، في ظل ندرة المواصلات وإصرار الكمساري على الحصول على قيمة التذكرة كاملة. وأشار إلى أنه ورغم كثرة بصات الولاية وانتشارها في أنحائها المختلفة، إلاّ أنها لم تحل المشكلة بل (زادت الطين بِله)، موصياً بإيجاد ما أسماها ضوابط صارمة، تحديداً بالنسبة لخطوط سير المواصلات من وإلى المحطة دون سرقة الخطوط.

تقطيع المسافة

من جهتها، قالت (مريم عادل) التي كانت قادمة من الخرطوم (2) متوجهة إلى بحري: أقف هنا منذ نصف ساعة لكنني لم أجد ما يقلني، وسأضطر إلى تقطيع المسافة حتى أتمكن من الوصول إلى وجهتي، وتابعت: بالإضافة إلى انعدام المواصلات وعناء النزول والركوب مرة أخرى، يصر الكمساري على أخذ التذكرة كاملة رغم أنني لم أركب من المحطة الرئيسية، ولن أنزل في آخر محطة، الحقيقة لا أجد سبباً لهذا الأمر ولا أجد منطقاً يزيد من التعرفة أوقات الذروة سوى استغلال المواطن المغلوب على أمره.

معاناة من نوع آخر

معاناة مواطني العسيلات من نوع آخر، هذا بحسب محمد إبراهيم (مواطن) الذي قال إن تحويل الخط من منطقتهم إلى منطقة أم ضوبان ثم إلى الخرطوم فاقم من مشكلتنا التي كانت تنحصر في التعرفة وأصبحنا تحت رحمة أصحاب المركبات العامة. وتابع: بعد تحويل الخط أصبحنا نستعين بالبكاسي أو التكسي الذي حددت تعرفتها (3) جنيهات من العسيلات إلى أم ضواً بان حتى نستقل مركبة أخرى متوجهة إلى الخرطوم تأخذ نفس التعرفة، أي تكلفة الذهاب فقط إلى الخرطوم (6) جنيهات في الأوقات العادية، أما في أوقات الذروة يصل سعر الوصول إلى أم ضواً بان فقط (5)، وهذا لعمري مبلغ كبير لا يستطيع أي أحد دفعه يومياً، لذلك على الجهات المناط بها وضع ضوابط تحكم هذه الفوضى.

تنظيم وتأمين

عدم تأمين وتنظيم المداخل والمخارج هو ما تسبب في هذه الفوضى، هكذا يرى عبدالله عثمان (سائق بخط جبرة) الأمر برمته، وقال: نحن كسائقين ملتزمون بالمواقف المخصة لخط سيرنا نتضرر كثيراً من الحافلات التي تقف خارج الموقف، ولا أحد يشرف عليها، بالرغم من وجود شرطة المرور.

طرق رديئة

أرجع عز الدين عثمان (سائق) المشكلة إلى الارتفاع غير المنظور في أسعار البنزين والزيوت والإسبيرات بالإضافة إلى الماكينات والإطارات، فضلاً عن ضعف التسعيرة المقررة الذي دفع بعض السائقين للخروج من خطوط سيرهم من داخل الموقف واتخاذ المواقف الخارجية موقعهم الرئيس لزيادة التعريفة. وقال: لقد شكونا كثيراً للنقابة لكن (لا حياة لمن تنادي) لم تعرنا النقابة أي اهتمام ولم تحل المشكلة، فيضطر كل شخص حلها بطريقته الخاصة، ناهيك عن الوضع المزري الذي تعلمه النقابة التي لا تحل ولا تربط في شؤوننا. وأوضح أنهم شكوا لها من رداءة الطرق التي تؤثر سلباً في المركبات وعلى المواطنين أيضاً، ونحن كسائقين نلجأ إلى رفع التذكرة لتعويض الخسائر، لا مناص من ذلك. واستدرك قائلاً هذا لا يعني عدم وجود مركبات بالموقف هناك سائقون ملتزمون بالتسعيرة والوقوف بالموقف.

استكرات للمركبات

أكد رئيس الهيئة الفرعية لغرفة مواصلات ولاية الخرطوم دياب قسم السيد معالجة كافة مشاكل السير بالولاية نهاية الشهر الجاري، كاشفاً عن وضع خطط وبرامج تعمل على تنظيم المواصلات العامة. وقال سيبدأ التنفيذ بوضع استكرات على مركبات النقل العامة من الأمام والخلف توضح وجهة المركبة حتى يتمكن أي شخص من تمييز العربة المخصصة لمنطقته، وحلاً لسرقة الخطوط التي يشتكي منها أغلب السائقين، ومنعاً للتفلت وضعنا غرامة لمن يسرق خط السير. وبرر دياب أخذ التعرفة كاملة من نصف المسافة إلى تغطية احتياجات المركبة التي غلا سعرها.

لمحاربة جر الخط

أقر نائب رئيس غرفة النقل والمواصلات بولاية الخرطوم هشام النعمان بوجود أزمة المواصلات خاصة في وقت الذروة واستغلال أصحاب المركبات العامة لهذا الوضع بزيادة التعرفة. وقال بدأ العمل بوضع استيكرات لتنظيم حركة المواصلات داخل المواقف، لمحاربة المواقف الخارجية التي تساهم بصورة كبيرة في رفع التعرفة خاصة وقت الذروة، مشيراً إلى مسؤولة المرور في هذا الشأن. وناشد شرطة المرور وإدارة النقل العام والبترول العمل على حل المشكلة بفرض هيمنة القانون. وطالب المواطنين بالدفاع عن حقوقهم المهضومة، مطالباً بدعم قطاع النقل عبر رفع الضرائب والجمارك، ووضع التعرفة حسب الكيلومترات لمحاربة جر الخطوط.

اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1293
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:27 مساءً الإثنين 29 أبريل 2024.