• ×

تراسيم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تراســـيم..

الرجل ذو الوجهين !!

عبد الباقي الظافر

أمس الأول تحدث الدكتور أمين حسن عمر للزميلة السوداني بجرأة يحسد عليها.. وزير الدولة بالقصر الجمهوري أفتى أن المذكرة التصحيحية التي سرت في مفاصل الحركة الإسلامية سببها احتكار القيادات للمناصب.. أطلق أمين حسن عمر رصاصة الرحمة على شعار الإسلاميين الحربي (فليعد للدين مجده أو ترق كل الدماء).. الوزير برئاسة الجمهورية وصف الهتاف الحماسي للإسلاميين في السودان بأنه مجرد فكرة عدمية.. نيران (الإخوان) لم تترك أمين يغادر مقعده في قاعة الشارقة.. القيادي الإسلامي الدكتور شرف الدين علي مختار هاجم أمين حسن عمر ونعته أنه يحمل وجهين واحد للسلطة وآخر للتنظير الفكري. ليس أمين وحده الذي يحمل وجهين.. الدكتور قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي للمؤتمر الوطني ثمن المذكرة التصحيحية التي خطتها أقلام الإسلاميين الجالسين على الرصيف.. ومن شدة احتفائه بالمذكرة دخل قطبي المهدي في المنطقة الحمراء حينما لم يستبعد أن يكون الفساد وصل إلى الجهاز العدلي.. ولكن ذات قطبي يعود بلباسه السلطوي ليقول إن الربيع العربي لن يمر بالسودان.. الدكتور قطبي يبني استنتاجه على أن الفساد لم يصل القمة وأن الكبت وانعدام الحريات لم يصل مداه الذي فجر ثورة أكتوبر ومن بعد انتفاضة أبريل. انظر عزيزي القارئ هذا غازي صلاح الدين يتحدث في ندوة (صعود الإسلاميين ..الدلالات والمالآت) ويقول : الديمقراطية الضمان الأمثل لبقاء الإسلاميين في السلطة.. ثم يعبر الحدود ناصحاً إخوته في الحركات الإسلامية بالوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ بمحاذاة الحرية والديمقراطية.. وفي ذات اليوم يعترف وزير الإعلام أن صحيفتين تم إيقافهما من غير أوامر قضائية.. غازي صلاح الدين يرسل نصائحه لما وراء الحدود ولأن في فمه ماء السلطة يعجز عن التصريح عن واقع حالنا البائس. صلاح قوش نموذج لرجل غادر صفوف السلطة التنفيذية.. قوش أسدى نصيحة غالية لرفاقه في السلطة أن دولة جنوب السودان هي مفتاحنا للخروج من العزلة الدولية.. حذر قوش من حرب محتملة بين شطري السودان في الشمال والجنوب.. ولكن ذات الفريق صلاح قوش هو صاحب تصريح تقطيع أوصال المتعاونين مع المحكمة الجنائية.. لم يتغير شيء إلا موقع قوش من السلطة التنفيذية. هذه النماذج تؤكد أن دعوتنا للفصل ما بين السلطات مهمة جداً.. السلطة البرلمانية يكون دورها واضحاً في التشريع.. فيما يتفرغ الجهاز العدلي من شرطة وقضاء ونيابة عامة إلى العمل على تثبيت أركان دولة القانون في السودان.. السلطة التنفيذية يجب أن تكون جهازاً صغيراً ومتناغماً وفاعلاً.. فيما المطلوب من الصحافة كسلطة رابعة المسئولية مقابل حرية بلا حدود. ما يحدث الآن أن السلطة التنفيذية تتمدد.. مجلس الوزراء قارب تخوم الثمانين وزيراً.. السلطة التنفيذية تحيد أصحاب الأفكار الإصلاحية بمزيد من المناصب التنفيذية أو الحزبية.. رئيس البرلمان كان يرأس قطاعاً بالحزب الحاكم.. رئيس هيئة نواب الحزب الحاكم يشغل منصب مستشار رئاسي.. وجود مجموعة واحدة صغيرة ذات مصالح متناغمة تسيطر على مفاصل القرار يبطئ من وتيرة الإصلاح الشامل.

التيار

 0  0  1948
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:31 مساءً الإثنين 6 مايو 2024.