• ×

حديث المدينة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
أرجوكم .. فكروا معي !!

عثمان ميرغني

لدى فكرة أعتقد أنها تصلح أساساً للخروج من نفق الأزمة السياسية.. أعرني عقلك لأشرحها لك.. نجري تعديلاً طفيفاً للغاية في الدستور الحالي.. بموجب هذا التعديل نعيد تصميم الدورة البرلمانية.. نستحدث أسلوب (التجديد النصفي) للبرلمان.. عملية (التجديد النصفي) تعني أن ينتخب الشعب نصف البرلمان كل عامين.. بدلاً من الأسلوب الساري منذ الاستقلال وهو انتخاب كامل البرلمان بعد نهاية كل دورة برلمانية.. أسلوب التجديد النصفي له فوائد كثيرة.. أهمها أنه يحافظ على خلطة (برلمانية) من نواب لهم خبرة عامين في الدورة السابقة مع نواب يدخلون البرلمان لأول مرة.. مما يسمح بالاحتكاك واكتساب الخبرة بالتعايش بين دفعتين من النواب الجدد والقدامى. لكن الأهم.. أن التجديد النصفي (الآن!!* يفتح الباب لتعديل الأوزان السياسية النيابية داخل البرلمان.. فحزب المؤتمر الوطني صاحب أغلبية كاسحة.. بل ربما إجماع.. ولا وجود حقيقي للأحزاب الأخرى (سوى قلة من الشعبي أفلتت بأعجوبة).. فإذا وافق حزب المؤتمر الوطني على إسقاط نصف عضوية البرلمان (اختياراً بالاستقالة منعاً لإحراج النواب).. وإذا تمددت موافقة المؤتمر الوطني إلى الامتناع عن دخول انتخابات التجديد النصفي القادمة.. فإن الأحزاب ستتنافس على نصف مقاعد البرلمان بمنتهى الحرية.. بغياب المؤتمر الوطني عن المنافسة الحقيقية.. هذا الوضع يسمح باستيعاب الأحزاب داخل البرلمان بسلاسة دون إلغاء نتيجة الانتخابات السابقة. بل هي عملية تطوير للتجربة الانتخابية.. ثم يتولى البرلمان الجديد بتركيبته الجديدة صياغة دستور دائم للبلاد.. بهذا المقترح نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.. نقوي من البرلمان بفكرة التجديد النصفي.. ونفرغ الانتخابات البرلمانية من الحساسيات العالية الناتجة من انتخاب برلمان كامل في كل دورة.. الذي بسببه تتناحر الأحزاب للحصول على أغلبية.. ثم إن التجديد النصفي يجعل الحكومة (أي حكومة) في حاجة لتجديد أو تنشيط تفويضها الجماهيري كل عامين بدلاً من كل أربعة أعوام كما هو الحال الآن.. ومثل هذا التفويض الشعبي أشبه (بشحن الرصيد) يقوي من عزم الحكومة (أي حكومة) ويرفع درجة المشاركة الشعبية في الحكم.. يفرض على الحكومة أن تحس دائماً أنها بحاجة لإرضاء الشعب.. بدلاً من التناحر السياسي القائم الآن.. الأجدر أن نفكر بكل هدوء في المستقبل و(ننسى الماضي وأحزانه).. بدلاً من التفكير في الإطاحة بالحكومة الأجدر تطوير مؤسسات الحكم وإعادة هيكلة الدولة.. فلنبدأ الآن.. نعقد مؤتمر مائدة مستديرة للمكونات السياسية والأخرى الفاعلة.. نعدل الدستور بما يسمح بالتجديد النصفي للبرلمان.. نجري انتخابات نصفية يتعهد المؤتمر الوطني بعدم المنافسة فيها أو على الأقل أن تقتصر منافسته على عدد محدود للغاية من الدوائر.. تتنافس الأحزاب على بقية المقاعد .. ويتكون برلمان جديد بتمثيل حزبي كبير.. يعهد إليه إعداد الدستور الدائم.. أتمنى أن تتحمس القوى السياسية لهذا المقترح.. الزمن يمضي بسرعة والهاوية آتية لا محالة إن استمر التناحر السياسي على هذه الوتيرة.. ويومها سنندم جميعاً.. ونبكي كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال.. بدلاً من أربع سنوات ببرلمان

التيار

بواسطة : عثمان مرغني
 1  0  2395
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    01-17-2012 03:27 مساءً ]د. الشريف :
    مقالك لا جديد فيه .. و لا يستحق التعليق .. فقط لفتت انتباهى جملة نبكى كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال .. من هم الذين سيبكون على هذا الوطن ؟؟؟ و عن اى وطن تتحدث .. عن السودان الذى كان ام ذاك الذى ات ... اقلامكم لا يحق لها ان تكتب فى شىء يخص الشعب السودانى .. انتم من ساهم فى تمكين هذا البلاء بأقلامكم .. اقلام كثيرة تم تدجينها من قبل اهل الآنقاذ لتمارس نقدا مقصده ايهام الآخرين بأن بالبلاد حرية رأى .. عثمان ميرغنى , والهندى عزالدين و محمد لطيف وضياء البلال و هلم جرة .. اقلام مدفوعة الثمن تدور فى فلك النظام بل هى جزء منه .. اين بنبرك ؟؟؟ من الغباء ان تظن ان الشعب السودانى لا يع ما يدور حوله !!!!
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:52 صباحًا الخميس 2 مايو 2024.