• ×

مفاهيم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
انا سوداني في ( يوم الزيارة) !ا

نادية عثمان مختار

اعلانات قوقل



مفاهيم

انا سوداني في ( يوم الزيارة) !!

نادية عثمان مختار
nadiaosman14@yahoo.com

المفارقات العجيبة هي (سيدة الموقف) دأئماً وأبداً في سودان المليون ميل مربع ( إلا ربع) ؛ فهذا البلد يمكن أن نعتبره منجماً للذهب ، وفي ذات الوقت نحسبه ( مقبرة) للكنوز الإنسانية النفيسة التي لا نتذكرها عادةً إلا بعد فقدانها بينما نتناساها وهي بين ظهرانينا ، ولا نعطها إهتماماً ولا نقدرها حق قدرها بكل أسف !!
ولأن يقيني أن الإنسان السوداني هو أصل واهم الثروات في هذه الفانية أجد نفسي أسعد الناس بالبرنامج الذي أقدمه على شاشة (امدرمان الفضائية) تحت عنوان رقيق لأغنية مشهورة للراحل العملاق إبراهيم الكاشف وهو ( يوم الزيارة) وهذا الإسم أطلقه الأستاذ حسين خوجلي رئيس مجلس قناة امدرمان ، وقد لخص الفكرة في عبارة أنيقة قال فيها ( هي زيارة لكفاءة سودانية في كافة المجالات .. أقعدها الزمن ! .. وإعادة إكتشاف بعد إنطفاء الاضواء ومغادرة الحضور) !!
وأهدافه هي إلاحتفاء والتكريم لرموز في مختلف المجالات سياسياً ، رياضياً ، فنياً ، ثقافياً ، عسكرياً ، إعلامياً وإنسانياً !
نكون أسعد الناس شخصي الضعيف وطاقم التصوير بقيادة المخرج المبدع الشاب زهير عبد الكريم والبرنامج من انتاج الصحفى النشط عامر الباشاب ونحن نتوجه لبيت أحد هؤلاء الرموز التي نترك لها المساحة لتحكي عن نفسها وتنفض غبار نسيان المجتمع التي علقت بأثوابها سنيناً عدداً ، بعدما قدموا عصير التجارب وربيع سنوات العمر من أجل بلد وشعب بعضه قد طواهم في غياهب النسيان ، بعدما هجرتهم الاضواء سواء بسبب المرض أو تقدم العمر او الإعتزال طوعاً أو قسراً ..!!
في برنامج ( يوم الزيارة) نذهب للضيف في منزله وبحضور أسرته ليسرد علينا عاطر ذكريات مجده الذي ظنه قد أفل بفعل تجاهل الآخرين ، حتى لو كانت أعماله تملأ الدنيا عبر أشخاص غيره كما هو حادث في حال بعض الشعراء والفنانين، فتجد الواحد منهم يبكي تحسراً على حاله وهو يسمع ويرى من ينشدون أشعاره ويصدحون بروائع أغنياته دون أن يتذكر إسمه أحد ..!!
بادرت قناة أمدرمان بزيارة عدد من هؤلاء المنسيين فأدخلت السرور الى قلوبهم وملأتهم فرحاً بعدما كان بعضهم قد تسربل بأثواب الحزن على العمر الذي أفناه من أجل نثر بذور الجمال في دنياوات الإبداع وكافة المجالات الأخرى ، إلا أنهم لم يحصدوا سوى (حصرم) النسيان من معظم وسائل الاعلام الحكومية والخاصة ، كما تم تجاهلهم من الدولة التي يفترض أن تكون راعية لكل يد إمتدت بالخير حباً وكرامةً في وجه هذا الوطن النبيل !!
ضيوف برنامجنا نذهب للإحتفاء بهم فيقابلوننا بابتسامة الرضاء ويخجلوننا بعظيم الكرم السوداني الاصيل ، فنحتار ونحن نردد : ( من أتى لتكريم من) ؟!!
شخصيات عديدة وصلنا بيوتهم ومازلنا نطرق الابواب قاصدين رد الجميل لمن أكرموننا بجزيل العطاء فى السودان من أقصاه إلى أقصاه .!!
تجولت كاميرات ( يوم الزيارة) ببيوت المحتفى بهم داخل الخرطوم بضواحيها وخارجها فوصلت مدينة رفاعة والتقينا بالرجل الذي صاغ الحروف من ذهب ونور فكانت كلمات نشيد حفظه الشعب السوداني عن ظهر قلب حين شدا بـ ( أنا سوداني أنا ) هو الشاعر المبدع محمد عثمان عبد الرحيم الذي كاد أن يصبح نسياً منسياً بإنحسار الاضواء عنه ومد سنوات العمر الذي وصل السابع والتسعون ( ماشاء الله ) !!
وفي الخرطوم سعدت قناة أمدرمان عبر طاقم ( يوم الزيارة) بزيارة عدد من العمالقة في مختلف المجالات فكانت الزيارة للأستاذ الاعلامي حمدي بدر الدين ، والشاعر الصحافي النعمان علا الله صاحب الأغنية الشهيرة
( مابقدر اقول .. ماداير أصرح) والملحن الكبير عبد الماجد خليفة ، وسعادة الفريق عبد اللطيف دهب ، والرياضي المطبوع ماهر مكي ، وزرنا (ثنائي النغم ) والكاركاتير إدمون منير ، والشاعر المبدع محمد على أبو قطاطي وآخرين قد لاتسع مساحة هذه الزاوية لذكرهم ولكنهم لم ولن يسقطوا من ذاكرة كاميرا أمدرمان سهواً أو عمداً وسنحاول أن نصل لكل من قدم لوطننا جميلاً لرد القليل من الجميل ومحاولة متواضعة للإحتفاء بمن يستحقون عن جدارة ..!!
و
لن ننسى ( أهراماً ) مضت .!!
( الاخبار )

 0  0  7579
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:06 مساءً الأحد 5 مايو 2024.