• ×

برمائية و جومائية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


:: حطام طائرة ضخمة بمطار بورتسودان.. وهي ليست تلك التي كانت تابعة لشركة سودانير وتحطمت بركابها في يوليو 2003، بل هذه طائرة أخرى ويبدوا أنها تحطمت قبل أن تحلق في الفضاء، أي تحطمت بالإهمال وعوامل المناخ - والسرقات - وهي قابعة في مكانها بلا غطاء أو حراسة..( مُشلعة)، ولم تعد تصلح للتحليق.. عفواً، تصلح للبيع بالطن ك (خُردة)، أو كما فعلت - ولاتزال - شركة سودانلاين بكل بواخر أعظم أسطول إفريقي وعربي قبل ثلاثة عقود..!!

:: لمن تتبع هذه التي كانت طائرة في بلدتها ثم صارت في بلادنا حطاماً قبل استخدامها؟.. إنها إحدى مآسي المال العام حين تغيب عيون الرقابة وقوانين المحاسبة، ولاتكمل القراءة إن كنت مصاباً بداء القلب.. ذات عام، جادت عبقرية السادة بشركة سودانلاين بفكرة تأسيس شركة موازية لشركات النقل الجوي والبري، بحيث تنقل ركاب بواخرها - بالطائرات والبصات والقطارات - من كل أرجاء السودان إلى ميناء بورتسودان..أي قرروا تحويل شركة سودانلاين إلى شركتين ( برمائية) و( جومائية).. ثم نفذوا الفكرة العبقرية بايجار هذه الطائرة من إحدى الشركات، ولصق شعار سودانلاين عليها.. ولم يستخدموها، ولكنهم ( ركنوها)، وتركوا أمرها للأمطار والرياح واللصوص، فصارت ( حُطاماُ)، وشعبنا يدفع قيمة الإيجار ..هكذا ثمارأفكار السادة بشركة سودانيلاين، أي تتبخرت أفكارهم عند التنفيذ، ولكن - للأسف - بعد أن تكبد البلد (خسائر فادحة)..!!

:: ولعدم كشف البؤس الإداري يخشى مجلس إدارة شركة سودانلاين نتائج تقرير اللجنة المركزية التي شكلها مجلس الوزراء للنظر في ( آداء الشركة) ثم التوصية بما يجب أن تكون..نعم يوم الاثنين الفائت، عقد مجلس إدارة شركة سودانلاين ( إجتماعاً طارئاً)، ثم قرر مقابلة وزيري النقل والمالية بواسطة لجنتين تم تشكيلهما في الإجتماع..والهدف من هذا الطواف الطارئ هو إقناع الوزيرين بضرورة حل اللجنة المركزية التي شكلها مجلس الوزراء وتفويض مجلس إدارة الشركة بمهام اللجنة المركزية، أو هكذا الجهد المبذول من قبل مجلس إدارة الشركة- منذ الاثنين الفائت - لتعطيل مهام اللجنة المركزية .. تأملوا، كأن ماحدث للشركة وبواخرها في عهدهم - من دمار شامل - لايكفي ، يطالب مجلس الإدارة الحكومة ب(مهام أخرى)، ربما ليبيع البحارة بعد أن باع البواخر ..!!

::وعليه، قبل أن يلتقي مجلس إدارة الشركة بالوزيرين لإلغاء قرار مجلس الوزراء - أو كما يحلمون - نسأل أولى الألباب السؤال المريب : لماذا يخاف مجلس الإدارة - وكذلك الإدارة - من مراجعة آداء الشركة وأموالها وشراكاتها وطرق بيع بواخرها وقيمة ايجار طائرتها المشلعة وغيرها من المشاريع الفاشلة بواسطة لجنة مركزية؟..فالمجالس الواثقة من خططها ورقابتها، وكذلك الادارات المطمئنة من آدائها، لاتخشى (لجان المراجعة)، بل تسعى إليها لإثبات وإظهار (الجودة والنزاهة)..ولكن، لأن ثمار الخطة والرقابة والآداء بالشركة لم تثمر غير (بيع البواخر الصالحة) و( إيجار الطائرات المشلعة) و( الشراكات فاشلة) و ( الديون مهولة)، كان طبيعياً أن يتوجس مجلس الإدارة والإدارة من ( المراجعة الشاملة)..!!


بواسطة : الطاهر ساتي
 0  0  1536
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:39 صباحًا الإثنين 6 مايو 2024.