• ×

( تأشيرات عاملات منازل)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط



:: في مثل هذا اليوم قبل شهر، أي بتاريخ 27 يناير، عندما كانت الصحف تتكهن ب (مفاجأة الرئيس)، كتبت زاوية بعنوان ( المفاجأة القادمة)، وقلت فيها بالنص : .. طوال الحقب الفائتة، بلادنا لم تكن تقدم لدول الخليج غير الطبيب والمهندس والإداري والمحاسب وأستاذ الجامعة و معلم المدرسة، ثم العمالة الماهرة في تربية المواشي وغيرها من المهن (الشريفة والمرهقة)..وأهل الخليج يذكرون بلادنا بالخير ويحفظون الجميل للأفكار والعقول والسواعد التي شيدت دولهم بمنتهى الصدق و الإخلاص..ولايزال بميزان دول الخليج، إلى يومنا هذا، الجاليات السودانية (في كفة)، والجاليات الأخرى ( في كفة أخرى)، حين يكون الحديث عن الصدق والإخلاص.. ولذلك، لم تتأثر أوضاع العمالة السودانية بالخليج بالمؤثرات السياسية ، ولم يشهد أي عامل سوداني تشريداً أو ترحيلاً إلا في إطار ( قانون العمل)، وليس ( قانون السياسة) ..!!

:: وبفضل الله ثم بنقاء الجاليات السودانية ، كانت - ولاتزل وستظل - علاقة شعبنا بشعوب الخليج علاقة (محبة وتقدير).. شعوبهم لم - ولن - تنسى أفضال عقولنا وسواعدنا إلتي نهضت بدولهم، وكذلك شعبنا لم - ولن - ينسى خيراتهم التي كانت ولاتزل تساهم في إقتصاد بلدنا وإستقرار مجتمعاتنا..وكنا، ولازلنا نشتهي بأن تظل سيرة أهل جوهرة في دول الخليج العربي، ولكن - للأسف - قد تأتي الأقدار بما لا نشتهي، وهنا ( مربط فرس الزاوية)..ونأمل أن تتسع دائرة (النقاش الحر).. نعم، فالهمس بالقضية لم يعد مجدياً، وكذلك ليست من الحكمة إنتظار المفاجأة حتى تصبح (طامة كبرى)..ولذلك، نزيح الستار عن القضية التي تؤرق مضاجع جالياتنا بالخليج، وهي رغبة بعض دول الخليج في فتح فرص العمل للسودانيات في مهنة ( عاملات المنازل)..!!

:: وعفواً، فالأمر ليس في مرحلة (الرغبة والتفكير)، بل هناك أخبار تؤكد إنتقال الأمر ببعض دول الخليج من مرحلة (الرغبة والتفكير) إلى (مرحلة التنفيذ)..وهناك مواقع خليجية تبشر بذلك وتطالب حكوماتها بتوسيع (فرص إستقدام وإستخدام السودانيات بالمنازل)..ولغة الخطاب بتلك المواقع تعكس مثلاً سودانياً فحواه (العايز يشوف فاطنة في البيت، يشوف محمد في السوق)، أي بتجاربهم التي أحسنت ظنهم في العامل السوداني في شركاتهم ومصانعهم ومراعييهم، يحسنون الظن أيضاً في العاملة السودانية حين تعمل في منازلهم..ولذلك، قد يتحول هذا الطلب الشعبي الهامس هناك - في المستقبل القريب جداً - إلى ( هدير شعبي)..والقضية كما هي (صادمة جداً)، فهي أيضاً (شائكة جداً) ..!!

:: و كان الإعلان الشهير الإنتباهة يشبه إلى حد ما ( مطلوب خدم منازل)..ولكن شروط الطول والعرض واللون والقوام الواردة في نصوص الإعلان هي التي أثارث الرأي العام، وليس (مضمون الإعلان)..والله يعلم كم فتاة سودانية تعمل اليوم في منازل بعض أهل الخليج؟، ولكن المؤكد - حسب الشواهد والوقائع التي بطرفنا - انها ( قد تعمل).. بؤس حالنا الإقتصادي - وهو الإبن الشرعي لبؤس حالنا السياسي - لن يُقاوم ويرفض عقودات (عاملات المنازل)..وفي قضية كهذه خير أن نخاطب السلطات وأسرنا ومجتمعنا لينتبهوا لمخاطر (الخدمة المنزلية) في بلاد الآخرين.. فالأسرة هي المسؤولة عن ( عمل بناتها)..!!

:: كان ذاك تحذيراً للسلطات والأسر بتاريخ (27 يناير)..ولكن اليوم (27 فبرير)، صار ما حذرنا منه قبل شهر ( واقعاً مؤسفاً).. بطرفنا، (أرقام تأشيرات) و(أرقام سجلات) و(أسماء كفلاء) و (أسماء مكاتب إستخدام)، وكلها تؤكد بداية العمل في توظيف السودانيات بمهنة ( عاملات منازل)، بالرياض والإحساء..هكذا الحقيقة، ونأمل ألا تنفي السلطات المسؤولة - هنا أو هناك - هذه الحقيقة نفياً قد يُرغمنا على نشر ما بين الأقواس - رغم خصوصيتها - للتأكيد..فالسلطات هنا كانت قد أكدت أكثر من مرة رفضها ومنعها لعمل المرأة السودانية كعاملة منزل بالخليج..ولكن الحقيقة التي بطعم الحنظل، حسب تلك المعلومات المؤكدة والموثقة، تقول (غير ذلك)..نعم، لقد شرعت مكاتب وشركات الإستخدام - بالسعودية والسودان - في تنفيذ ما قد يبكي الذين يفرحون بأمانة الراعي الطيب الزين ( دماً ودموعاً)..!!

بواسطة : الطاهر ساتي
 0  0  1606
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:28 مساءً الإثنين 6 مايو 2024.