حديث الجرذان !!



سقط العقيد معمر القذافي يوم اعتلى برج العزيزية ورأى شعبه مجرد جرذان صغيرة.. قال الفرعون: أنا أكبر من رئيس "لو كنت رئيساً لرميت الاستقالة في وجوهكم".. صرح القائد الأممي أنه سيطارد شعبه (دار دار زنقة زنقة)..عندما كتب مذل الطغاة وقاهر الجبابرة النهاية حنا العقيد الليبي هامته أمام الثوار.. بدأ سيستعيد الرؤية الحقيقية ويخاطب خصومه بلغة إنسانية.. القائد الأممي يسترحم الثوار ويقول: "حرام عليكم يا أبنائي". حزنت والزميلة الانتباهة تضع أمس الأول (منشيتا) يقول على لسان مدير الأمن "تمايزت الصفوف معسكر للشرفاء وآخر للعملاء".. لعلكم أعزائي القراء تحسستم مقاعدكم من المعسكرين.. أسوأ تصنيف تعتمده أي حكومة راشدة يبني على قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا.. تريثت في التعليق لأن الفريق محمد عطا المولى احتفظ بمعيار الذهب في تصريحاته السياسية القليلة جداً. تأكدت من الرؤية الحكومية الجديدة وأنا أقرأ (منشيتات) أكثر من صحيفة رصدت خطاب رئيس الجمهورية لشعبه من مدينة كوستي بالنيل الأبيض.. الرئيس البشير أكد أن الشريعة الإسلامية ستكون مصدر التشريع في الدستور القادم.. المشير طالب من معارضيه الاتعاظ بمصير القذافي.. ثم رمى الرئيس بعبارة: (عقار تور وما بيفهم).. ثم أوضح سيادة الرئيس أنهم يطاردونه من شجرة لشجرة ومن جحر لجحر. بصراحة الحكومة تنزلق إلى محيط العنف اللفظي.. ذات العبارات خرجت من قبل على لسان الرئيس عندما وصف بعض الشعوب الأوربية بأنها تحت حذائه.. مثل هذه التصريحات ستبدو جارحة للوجدان المعارض.. تنقل الخلاف السياسي إلى غبن شخصي.. ثم إن هذا الانحراف اللغوي يصادم معاني الشريعة الإسلامية التي دعت إلى احترام الخصم حتى يصبح ولياً حميماً. ماذا إذا رد مالك عقار بذات اللغة المستفزة.. الإساءة لن تقف عند أبواب المواطن عمر البشير ولكنها ستشمل عموم الشعب السوداني الذي يدير البلاد نيابة عنه الرئيس البشير.. سندخل في مسلسل من الشتائم الرئاسية.. قد يجهل الكثير أن العبارات المستفزة قد أزمت الأوضاع في جبهة النيل الأزرق.. غضبت الخرطوم عندما صرح والي النيل الأزرق (وقتها) مالك عقار"البشير رئيس وأنا رئيس.. وكلو زول بجيشو وقصرو". الآن أخشى على هذه الحكومة أكثر من أي وقت مضى.. حكومتنا ارتفعت إلى أعلى وعادت ترى شعبها صغيراً.. الحكومة تحاول أن تقنعنا أن الربيع العربي مر من هنا في فجر الثلاثين من يونيو من العام 1989.. الشعب يضحك من هذا الخطاب لأن كل ثورات الربيع العربي لم تستهدف حكماً مدنياً تعددياً.. الربيع العربي أسقط عسكرا جاءوا بليل على ظهر بندقية.. طغاة حكموا البلاد والعباد بقوة السلاح والقهر والكبت. نحن بحاجة ماسة إلى ضبط الخطاب الرسمي.. نحتاج إلى خطاب سياسي ناضج يتعامل برصانة مع الشعب السوداني.. نحن شعب لماح يقرأ بوضوح ما بين السطور. لن يخسر الرئيس البشير إن قال: الأخ مالك عقار أخطأ الحساب في خروجه على الدولة.