• ×

إلى الأمام.. مارش

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
1/إن كانت هناك مفاجأة فهي زيارة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين لمصر فقد كانت وما زالت هناك الكثير من الغيوم التي تكسو سماء العلاقات بين البلدين وكان اي من البلدين مشغولا ببلاويه الداخلية ولكن يبدو أن ذات الوضع الداخلي المأزوم في البلدين هو الذي عجل بالزيارة اياها.
2 / وعلى حسب علمنا فأن المبادرة كانت من السودان حيث طلب وزير الدفاع من مكتب وزير الدفاع المصري أن يحدد له وقتا لزيارة القاهرة فاتصل السيسي بنفسه فأخبره الوزير السوداني بأنه يود زيارته في اليومين القادمين فرد السيسي لماذا لا تكون غدا ؟ وقد كان , مما يشيء بأن مؤسسة الرئاسة في البلدين هي التي صممت الزيارة ولا عزاء لبقية المؤسسات الحاكمة.
3 / لم يكن اللقاء بين عبد الرحيم و(نظيره) المصري السيسي . نعم عبد الرحيم وزير دفاع السودان و الاقرب لرئيس الجمهورية داخل المنظومة الحاكمة بينما ( المشير) السيسي هو وزير الدفاع والقائد العام ورجل مصر القوي وحاكمها القادم بدون منازع او منافس فالعسكرة في البلدين هي سيدة الموقف عليه تصبح نظيره مجازية.
4 / التوجهات السياسية لأي من النظامين ليست هي ما يشغل النظام الاخر فعداء النظام المصري مع الاخوان داخل مصر ليس له علاقة بتوجهات الخرطوم الداخلية فكل الذي يهمه هو مصالحه في جنوب الوادي وكذا الخرطوم كل الذي يهمها مصالحها في شمال الوادي وشمال شرق الوادي.
5 / اكبر معاناة للسودان الآن تتمثل في علاقته العربية خاصة دول الخليج التي بيدها الكثير من مفاتيح الاقتصاد السوداني ومصر تصلح أن تكون جسرا له نحو الخليج وهذا محور جديد بينما مصر تشكو من عزلة افريقية ويكفي انها كانت خارج القمة الافريقية الاخيرة وحاجة مصر لافريقيا لمقابلة التمكن الاثيوبي في افريقيا ويمكن أن يكون السودان جسرا لها نحو افريقيا.
6 / مصر لم تكن سعيدة بموقف السودان من سد النهضة الاثيوبي والسودان لم يكن سعيدا بالتدابير والتصعيدات التي تقوم بها مصر في حلايب بالاضافة لقدوم بعض عناصر المعارضة السودانية المسلحة لمصر ورفع راديو دبنقا في القمر المصري نايل سات كل هذا يشي على قدرة البلدين على ممارسة سياسة تبادل الاذى.
7 / النظام السوداني بدأ يتجه نحو معارضته السلمية والمسلحة فيما اصطلح عليه بالتغيير القادم بينما هناك رأي قوي بأن المعارضة الاخوانية المصرية سوف تتخذ وضعا جديدا بعد انتخاب السيسي، بعبارة اخرى المعارضة الاخوانية المسلحة الآن مرشحة للتفاهم او الاقرب أن السيسي سوف يتفاهم معها عندما يصبح رئيسا منتخبا.
8 / بات من الثابت أن العلاقة بين البلدين يمكن أن تكون مستقرة اذا كان النظامان الحاكمان فيهما تحت القبضة العسكرية وانها سوف تكون متأرجحة وغير مستقرة اذا كان احدهما عسكريا و الآخر ليبراليا كامل الدسم اما ما سيكون عليه الحال اذا كان النظامان الحاكمان في البلدين ليبراليين كاملي الدسم فلا يمكن الحكم او التكهن به لان هذا لم يحدث قط في تاريخ البلدين، المكضبنا وما مصدقنا فليراجع تاريخ البلدين في القرنين الاخيرين. عليه يصبح مفتاح الزيارة المشار اليها وبالتالي العلاقة القادمة مخبوءا في جيب البزة العسكرية (راجع العنوان ).


 0  0  2428
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:17 صباحًا السبت 4 مايو 2024.