• ×

حتي لا نبقي فوق خيط الدخان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
وموجة الإبداع الرائعة في مصر الستينيات (غناء.. مسرح.. قصة.. وكرة قدم) كان من يصنعها هو المخابرات..؟!
* الفخ الجميل كان يعمل..
* وعبد الناصر.. وحتى يُبعد الناس تماماً عن السياسة كان يسكب الملايين للإبداع هذا..
* طاقة الناس التي تريد أن تتنفس تنسكب في الفنون.. وتُبدع.
* لكن الناس يفيقون على لطمة 1967م..
*.. وإحسان يكتب (لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص).. والحكيم يكتب (عودة الوعي) و...
*.. وإحسان يكتب (الهزيمة اسمها فاطمة) لكن هيكل.. وبعد أن سهر ليلةً كاملةً يبحث عن اسمٍ للهزيمة يُسميها (النكسة).
*.. والإبداع يُحوِّل سهر الشوق في العيون الجميلة إلى سهر العيون الغاضبة.
*.. والإبداع يستخدم مدفعية الإبداع.. وأشهر قصيدةٍ ضد الشعر (هوامش على دفتر النكسة).. تدخل كل بيت.
*.. وفي المسرح سعد الله ونوس حين يُقدِّم مسرحيته ضد الخوف يستعير لها حكايةً سودانية.
*.. والخليفة التعايشي ينحتون له أيام الإنجليز حكايةً تقول إن (فيلةً) أنثى مِلك الخليفة تعيث في مزارع الناس.. والناس يتفقون على الشكوى للخليفة.
*.. وحتى لا تلسع عيون الخليفة أحداً بعينه فإن الناس يتفقون على أن يصيحوا صيحةً واحدة..
: الفيلة يا ملك الزمان..
* وينحنون ويصيحون..
* والخليفة يزأر..
: الفيلة.. ما لها؟
*.. والرعب يجعلهم يعجزون عن الإجابة.
*.. والغيظ يجعل شاباً منهم ينفلت ليقول للخليفة إن الناس يشعرون بالحزن لأن الفيلة (مستوحدة) لا زوج لها ويطلبون فيلاً لها.
* وذرية من الفيلة تنطلق..
* سعد الله يجعل الحكاية مسرحيةً من الخوف..
*.. وحكاية الكاتب التركي (نسين) عن الأمن تصبح أسطورةً.
* وفي الحكاية.. السجين السياسي حين يُطلقون سراحه يُقرر اعتزال الناس والعيش في الخلاء..
* بعد يومين يطل ليجد آخر جاء ليعيش بعيداً عن الناس..
* ثم آخر.. ثم آخرون.. والمكان يزدحم وتصبح له أسواق..
*.. والرجل حين يُقرر الابتعاد يُفاجأ (بناس الحِلَّة) كلهم يتوسلون إليه ألا يرحل.
*.. وحين يصر على الذهاب يكشفون له أنهم جميعاً.. من رجال الأمن وأنهم جاءوا إلى هنا رقباء عليه.
*.. والسخرية من الأمن مثل كل شيء يتدفق رقصاً على صُنع الهزيمة.
(2)
* بعد الهزيمة الناس يتدفقون على الحركة الإسلامية لصناعة عالمٍ جديد..
*.. والعيون التي تهدم المنطقة ترى.. وتستعد.
*.. والعقول الإسلامية الجديدة يُصَمَّم لها فخٌ جديد.
* المهمة الأولى للفخ هذا هي أن يجعل الجماعة الإسلامية تُحدِّث شعوباً لا تفهم..
(3)
*.. والأسبوع الماضي السعودية (التي لا تلفظ كلمة (حرب) أبداً يعلن مركز دراساتها الرسمي أنه..
: إن فجَّرت إيران قنبلةً نووية فجَّرت السعودية قنبلةً نووية بعدها بأسبوع..
* يعني القنبلة جاهزة..
*.. ولا الحديث عن الحرب يُطلَق عفواً.. ولا مركز الدراسات يُحدِّث عفواً.. ولا الحديث النووي يُرسَل عفواً.
*.. ويبقى أن (أحداثاً لا تخطر ببال أحد هي ما يُدير المنطقة).. وما يُدير حرب سوريا.. و...
*.. والمشهد هذا يصبح نموذجاً لألف مشهدٍ آخر.. كلها يقول إن الشعوب تتقلَّب بين السماء والأرض دون جذور.. ولا تعرف ما يُدير الأحداث.
* ومنذ كامب ديفيد.. والجهات التي تُصدِر المؤلفات وتُدير الإعلام الهائل الذي يُغنِّي لكامب ديفيد هي ذاتها الجهات التي تُدير الإعلام وترسم أسوأ الوجوه لكامب ديفيد..
* الغرض هو أن تُصبح أنت شيئاً لا يفهم ولا يُصدق.. ويبقى في الهواء.. دون جذور..
* وأوفقير مدير مخابرات المغرب أيام الحسن الثاني والذي يصبح شخصيةً أسطورية يرسمها ماركيز في رواية (مائة عامٍ من العُزلة) ما بينه وحتى عمر سليمان مدير مخابرات مبارك تمتد شخصياتٌ استخبارية مثيرة.. هي ما يقوم (بتنفيذ) المخطط..
* مخطط جعل المواطن العربي يتقلَّب في الهواء..
* و.. و...
*.. والإسلاميون في الأجواء هذه يجدون أن عليهم أن يزرعوا شعوباً على الهواء.. وليس على الأرض.
* كل هذا يظل هوامش.. نمد خيوطها لِمَا يحدث في السودان ومصر..
* ولا حول ولا قوة إلا بالله

 0  0  1588
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:44 مساءً الخميس 2 مايو 2024.