عقل وأعصاب العالم الذي نتعامل معه أشياء ترسمها الكتابات العظيمة.
*القرن الأسبق.. (دستوفسكي) وفي كتابه (الإخوة كرمازوف) يخصص فصلاً جذاباً.
*وهناك.. في الرواية.. المسيح عليه السلام يعود إلى الأرض متخفياً وينظر إلى الكنائس الضخام المذهلة وإلى الكرادلة والقساوسة وإلى ثرائهم الضخم المذهل.
*والمسيح يكشف عن نفسه ويعلن أنه المسيح ويتبرأ من كل ما يجري باسمه الآن.
*والمسيح يفاجأ بالتكذيب والردع العنيف من أهل الكنيسة.
*وكبيرهم يجذب المسيح جانباً.
*ليقول هامساً:
أنا أصدق تماماً أنك المسيح (وكان الرجل صادقاً بالفعل في قوله هذا).
*والرجل يقول للمسيح:
لكن.. ما الذي تعنيه بحديثك عن انحراف وضلال وغيره؟
أنا وغيري من أهل الكنيسة كلنا نعلم أن ما نفعله لا صلة له بالمسيح.. لكن.. ما الذي تعنيه بقولك.. إصلاح؟ الناس مبسوطين كده.. فدعهم في حالهم.
*(ومدام بوفاري) في رواية ترسم أوروبا.
*ومدام بوفاري امرأة كونتيسة.. تنطلق في بحر الجنس دون شواطئ.
*لكن المشهد الأعظم في الرواية هو مشهد مدام بوفاري هذه وهي ترقد مريضة.. وحيدة والصديد يسيل من حلقها إلى لسانها.. ومن سقف فمها تسيل رائحة الصديد خارج فتحات أنفها.
*و..
*والرواية تبقى لأن الناس يرون فيها أنفسهم وحكايتهم كلها.
*و(فاوست).. الرواية التي يغرم الناس بها في الستينيات تحكي عن رسام يبيع روحه للشيطان.
*والبيعة تقوم على أن يذهب الفنان بعبادته للشيطان لقاء أن يعيش ألف سنة وأن يستمتع بكل شيء.
*والرواية تقول لكل أهل أوروبا وأمريكا إن أمنية وأحلام كل واحد منهم هي هذا.
*وأعمال أوروبية وفنية لا تنتهي كلها تقول هذا.
*الغرب يرسم نفسه بدقة في الستينيات.
(2)
*وما يدير العالم اليوم هو:
أعصاب متوترة تنتفض.
*الغناء والرقص.. انتفاض عصبي وعبادة للجنيس.
*وصناعة الأزياء والعطور.. أضخم صناعة في الأرض هي أعصاب تنتفض.
*والرياضة.. والاندفاع حتى التمزق أعصاب تنشنج وقتال حتى الموت.
*والمتفرجون الذين يصرخون للمتعارف الفائز كل صارخ منهم يلبس في حقيقته المتعارف هذا..
*صراع المال.. صراع الجيوش.. صراع السياسات.. وكل ما يدير العالم اليوم هو.
*أعصاب متوترة مجنونة.
*والانطلاق العصابي المجنون يجعل حديث الدول الضعيفة عن الحق والحقيقة و.. و حديث من لا يفهم ما يجري في العالم اليوم.
(3)
*في حديثه عن جهنم يقول مصطفى محمود.
*جهنم ليست هي ما يذهب إليه البعض بأنها في الآخرة فقط.. جهنم موجودة الآن.. وأنت في قلبها.
*قال:
*بعض جهنم اليوم هو الجري.. الجري.
*الجري خوفاً من خسارة المال.. الجري خوفاً من خسارة المنصب.. الجري خوفاً من الناس .. الجري خوفاً من الأذى.. من الموت.. من القلق.
*الإعلانات تصرخ بك اجري اجري.
*طبيب علم النفس يخيفك من نفسك ومن غرائزك ومن الناس ومن ومن.
*والكرباج هو الجنس والخوف.. وتجلس إلى التلفزيون.. الفيلم عربي ينقط بالجنس.
*والأغنية لهاث جنس.
*والأزياء صراخ جنسي..
*جنس جنس..
*والخوف يجعلك تشعر عادة بالحقد على الآخرين.
*جنس وخوف وحقد.
*والحقد يأكلك ويذهب بك إلى سراديب مظلمة.
*والكرباج يهبط على ظهرك بقوة في اللحظة التي تذكر فيها كلمة (الله).
*بعد الأزياء الخارجية التي تقلد بها الغرب ترتدي أنت أزياءه الروحية.. التي تهرب من الله.
*وشوك السدر هذا حين يخترطه الإسلاميون بأيديهم العارية وتتحول المعركة إلى شيء آخر.. يحدث الآن شيء آخر نقصه إن شاء الله