• ×

تراسيم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
آلية أبوقناية !!



انزعجت الإنقاذ عندما صرح الشيخ حسن الترابي أن نسبة الفساد بلغت تسعة بالمائة في صفوف الحكومة.. الدكتور علي الحاج محمد استعاض بفقه اللغة وقال: إن الشيخ قال بضع بالمائة.. إنكار الأمر وصل إلى استديوهات التلفزيون.. (وقتها) أمر مدير التلفزيون المهندس الطيب مصطفى وفي حضور وزير الإعلام غازي صلاح الدين وجمع من الصحفيين إحضار تسجيل يحوي ما قاله الترابي.. التسجيل يؤكد أن الشيخ ذكر رقم التسعة بالمائة تصريحاً.. القائمون على الأمر رأوا وقتها استخدام فقه السترة ولم تخرج تصريحات الترابي إلى الأثير. صدر بالأمس قراراً جمهورياً ينشئ آلية لمكافحة الفساد.. القرار يسمى وكيل وزارة المالية الأسبق الطيب أبوقناية رئيساً للجهاز السيادي الجديد.. من اختصاص الآلية متابعة ما ينشر في الإعلام من قضايا فساد ومن ثم إحكام التنسيق بين الجهات ذات الصلة في وزارة العدل والمجلس الوطني.. هل كانت مشكلة استشراء الفساد في بلد (المليون ميل إلاّ ربعاً) سببه عدم وجود المنسق.. وماذا عن الفساد الذي لا تستطيع الصحافة سبر غوره. آلية أبوقناية بدأت بفكرة كبيرة أعلنها الرئيس في منبر مسجد النور.. البشير أكد اعتزام حكومته تكوين مفوضية لمكافحة الفساد.. تأخرت المفوضية حتى سأل عنها زميلنا ضياء الدين بلال في حوار له مع الرئيس.. الرئيس أكد في حواره مع الزميلة (السوداني) أنهم يفكرون في تكوين مكتب ملحق برئاسة الجمهورية لمتابعة ما يثار في الصحف من قضايا فساد. ظننا أن مفوضية مكافحة الفساد جهازاً مستقلاً تديره شخصيات مشهود لها بالكفاءة والخبرة.. أخيراً انتهت المفوضية إلى مجرد آلية يقودها تنفيذي يحظى برضاء الحكومة.. أبوقناية عندما اختلف مع وزير المالية السابق اجتباه القصر موظفاً كبيراً. بصراحة تخطئ الحكومة إن ظنت أن الحرب على الفساد يمكن أن تكسبها بسيف من الخشب.. للإنقاذ أكثر من جهاز منوط به محاربة الفساد.. لجنة الحسبة بالبرلمان.. ديوان المظالم الذي لا يبعد سوى مرمى حجر من رئاسة الجمهورية.. نيابة مكفحة الثراء الحرام بديوان النائب العام.. ثم تقرير سنوي يصدر من ديوان المراجع العام يقول: إن نسبة الاعتداء على المال العام بلغت بضع مليارات. الحكومة الحالية تفتقد العزيمة والرؤية في مجال مكافحة الفساد.. أول رجل حاكمته الإنقاذ بتهمة الفساد كان عثمان عمر الشريف وزير الإسكان في عهد التعددية الثالثة.. الشريف الآن وزير للتجارة.. طيلة عشرين عاماً لم نري شخصية نافذة تمضي إلى سوح العدالة بتهم الفساد.. ترتطم بنايات سامقة بالأرض وينتهي الأمر بلجنة تحقيق لا تعلن عن نتائج تحرياتها أبداً.. تسفر الصحافة عن فساد مشهود في هيئة الحج والعمرة وينتهي الأمر إلى لا شيء. عندما يصنفنا العالم ضمن الدول الأكثر فساداً نهتف التحكيم فاشل.. نتهم دول الاستكبار باستهداف مشروعنا الحضاري.. فرنسا تحاكم الرئيس الأسبق جاك شيراك بالفساد.. رئيس وزراء إسرائيل أولمرت يتم اقتياده إلى مخافر الشرطة بسبب هدايا مبالغ فيها. ألا تعتقدون أن الحكومة ستحتفي (الآن) بحديث التسعة بالمائة.

 0  0  1636
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:37 صباحًا الأحد 19 مايو 2024.