• ×

الدقداق (4)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
٭.. النميري.. قبره مع الحائط الجنوبي لمقبرة أحمد شرفي.. يغطى بشبكة من الأسياخ الخضراء.. ومكتوب عليه
: ولد في 26/4/1930 وتوفي 30 مايو 2009م.
٭ وإلى الشمال منه .. وسط المقبرة.. قبر مكتوب عليه
: خليل فرح.. توفي 30 يونيو 1932.
٭.. ولما كان الطفل جعفر (النميري) عمره عام كان خليل فرح يُحمل إلى المقابر
٭ لكن (دقداق) السودان ما بين عام 1903 و 2009م .. واليوم يظل هو.. هو
٭.. وتقسيم السودان إلى عهود يكشف عن صورة بسيطة.. ثابتة.. حتى اليوم
٭ معركة.. بحث الناس عن الدين والعجين .. وكيف!!
٭ .. وحتى في رقادهم .. الأموات/ الذين يرسمون الأجيال/ يصبحون سطوراً من الحكاية هذه
٭ فبينما النميري يرقد في أقصى جنوب مقابر شرفي يرقد الفاضل سعيد في أقصى شمالها وأشهر مسرحياته.. عن أكل العيش.. وصديق حمدون وسطها.. والعميري وعثمان حميدة والطيب محمد الطيب .. شمالها ومحمد أحمد عوض
٭ والشهر الأسبق كانت إذاعة ممتازة (قتلوها الآن) اسمها صوت الأمة تقدم حلقة للمرحوم أبو العزائم .. ضيوفها الشفيع وأحمد المصطفى وعثمان حسين و..
٭ وكلهم الآن يرقدون هناك وأبو العزائم هناك قريباً من قبر صديق أحمد حمدون
٭ .. وهؤلاء كانوا هم البحر الذي تطفو عليه مركب السياسة التي تبحث عن الدين والعجين التي يقودها النميري هنا وآخرون هناك..
٭.. والمركب فيها من يخرقها ليُغرق أهلها.. لكن لغير ما أراده صاحب موسى..
٭.. وما بين يومئذٍ.. أيام النميري .. وما بين أيام تصدير أول شحنة من البترول في عهد الإنقاذ.. وما بين تحويل افتتاح سكر النيل الأبيض أمس إلى كارثة.. ما بين هذا يمتد شيء واحد.. حكايته تتشابه حتى في الحروف
٭ والأستاذة شادية عربي في كتابها عن صباح تصدير أول شحنة من البترول السوداني تحكي أن
٭ صباح افتتاح أنبوب النفط وتصدير أول شحنة كانت بورتسودان تغلي بالأعلام الملونة.. والبشير وحكومته هناك.. وسفارات العالم هناك و..
٭ وقبل ساعة واحدة من الافتتاح يقول مدير المشروع إن الافتتاح مستحيل.. بسبب (فني) هو كذا وكذا
٭ وتحت التحقيق الساخط الرجل يعترف بأن (بعض الجهات) طلبت منه إفساد الحفل..
٭ وشيء مطابق يحدث أمس الأول في حفل افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض
٭ وقبلها .. وبعدها .. و
(6)
٭.. لكن شيئاً يتبدل الآن
٭ والعميري كان يغني للبنات أن (افتحن البيبان والطاقة وامسحن الدمعة الحراقة).
٭ لكن الأمر كان أمنيات.. لا أكثر
٭ .. ولما كان النميري طفلاً كانت معركة الأبروفيين والهاشماب.. نوعاً من (الرياضة) الاجتماعية.. لكن المعركة هذه / تماماً كما تنبأ كتاب (الأمة المضطربة) تتحول إلى انشقاق عنصري
٭.. وإلى قبلية.. وجهوية
٭ ثم إلى شمال وجنوب
٭ ثم إلى ما يتخبط الآن من معركة جنوبية غربية وشمالية
٭ وحتى محادثات أديس أبابا اليوم
٭ وما يصل إلى نهايات الآن هو أن معركة الجنوب/ بنهاية معارك جنوب كردفان ومعركة الغرب معها/ تكاد تحسم الصراع
٭ الصراع ما بين 1932 .. واليوم
٭ فالدين والعجين يلتقيان..
٭ وجنازة نقد تكاد تقابَل بالزغاريد .. ليس لأنه مات.. بل لأن الناس.. ما بين الشفيع والترابي كلهم يعلن أن الشيوعية لا تعني .. الإلحاد..
٭ والإنقاذ تحسم صراع الجنوب وتحسم صراع الدين والعجين.. وتحسم الجدال عن (مصادر الثروة .. من أين) و.. و
٭ والقيادات القديمة مع الأيام ذاتها يحسمها الزمان.. والترابي ونقد والصادق والبشير كلهم يتخلى/ أو يتجه إلى هناك/ عن قيادة الحزب
٭.. والشعور القوي عند الأحزاب بأن (القطار يفوت) كما يقول عبد الله صالح.. يجعلها تتجه إلى ما فعلته في سكر النيل الأبيض
٭ والجنوب يتجه إلى الكنكشة في الشمال .. بالأنياب والأظافر.. والإحساس ذاته..
٭ .. ونمضي مع الدقداق..

 0  0  2474
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:44 صباحًا الثلاثاء 7 مايو 2024.