• ×

العلاقات السودانية الأمريكية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بدعوة كريمة من الأمام الصادق المهدي الذى عودنا وحزبه دائما كحزب وحيد فى السودان مهتم بإشراك الآخرين فى القضايا الوطنية فيما أطلق عليه (الحوكمة البديلة) دعانا مساء الثلاثاء لمناقشة العلاقات السودانية الأمريكية على ضوء مشروع قانون أمريكي ضد الإنقاذ. وفى آخر اللقاء تم الاتفاق على تكوين لجنة قومية لمناقشة أمر العلاقات السودانية الأمريكية برئاسة البروف الطيب حاج عطية ود. ابراهيم الأمين مقررا لها وعضوية شخصي مع آخرين مع اقتراح بإضافة آخرين لهم خبرات واختصاصات فى الأمر.
العلاقات السودانية الأمريكية كما ذكرت فى مداخلتي يتعين أن ننظر إليها أولا من خلال منظور تاريخي عقب الاستقلال التى بدأت متواضعة بمشروع الإغاثة الأمريكية كاد يوافق عليها حزب الأمة ورفضها وقاومها حزبا الشعب والشيوعي فقبلها نظام 17 نوفمبر. ثم تأرجحت العلاقات بين الدولتين بين الطبيعية بل محاولة صداقة كما حدث إبان زيارة الرئيس عبود ورفاقه الى أمريكا بدعوة من الرئيس كينيدي الذى أشاد بالسودان وكان يريده أنموذجا لدولة نامية متطورة لها علاقة ممتازة مع أمريكا فى إطار صراع الحرب الباردة مع السوفييت الذين احتووا مصر والدول الثورية المجاورة فعرض تشييد طريق بورتسودان بمعونة عشرين مليون دولار رفضه نظام نوفمبر باعتباره (أولوية ثانية فى الخطة العشرية) ونفذه النميري بمليار دولار لاحقاً مثلما رفضت حكومة الائتلاف الحزبي بضغط من الشيوعيين والإخوان
المسلمين عرضا أمريكيا عام 1966 بتطوير نظام الاتصالات بمشروع محطة الأقمار الاصطناعية) بحجة أنها للتجسس الأمريكي! مثلما أشيع أن شارع المعونة ببحري وطريق بورتسودان يوفران مدارج لطائرات أمريكا لضرب فيتنام!!؟).
ثم حدثت الخلافات اللاحقة من بينها الخلاف حول طرد نظام نوفمبر للقساوسة المسيحيين من الجنوب وتفاقم ذلك بعد ثورة أكتوبر فبدايات نظام مايو الذى وضع نفسه تحت وصاية الاتحاد السوفياتي وهجوم بابكر عوض الله الشهير على أمريكا ولكن النميري أعاد العلاقات مع أمريكا الى طبيعتها بعد إجهاض الانقلاب الشيوعي 1971 ثم الى صداقة انتهت فى 1985 عندما قررت أمريكا أن النميري أصبح عبئا عليها بسياساته عقب 1983.
نشأ سؤالان فى اللقاء: هل هناك أصلا مبرر للعداء مع أمريكا وكيفية علاجه وأمريكا ساحة حرة للعمل كسائر الدول واللوبيات مثلما شرحت كيف تحولت الحركة الصهيونية فى مؤتمرها المفصلي عام 1945 فى مدينة بلتيمور الأمريكية من أوروبا الى أمريكا باعتبارها القوة العظمى القادمة تتزعم أوروبا تاركة روسيا للعرب وكما قرر السادات أن حربه مع إسرائيل تحسم فى أمريكا فحاول منافستها. هناك استرد بها سيناء والسؤال الآخر هل من الممكن إقامة علاقة مع أمريكا نتجاوز بها ضغوطها وعقوباتها الضارة بالبلاد فى ظل نظام الإنقاذ الذى لن يقبل تغيير سياساته إلا بإسقاطه كما قال البعض بانتفاضة سياسية أو بالثورة المسلحة أو كما آخرون بالتعاون معه كنظام باعتباره واقع، فى حين يرى آخرون بالضغط السياسي السلمي المستمر لتغيير النظام كتجربة جنوب افريقيا وبعض دول أميركا اللاتينية؟ أسئلة تحتاج لرؤى عميقة
من الجميع..
أخلص الى أن المشروع الأمريكي سواء كان (هرشة ونوع من الضغط) كما ذكر الخبير فى الشئون الأمريكية د. أحمد الأمين البشير أو هى خطوة لإسقاط النظام بعد جره الى مواقع مكشوفة عسكرية وسياسية وديبلوماسية وإعلامية بالاستعانة بالجنوب.. إن الأمر خطير يحتاج الى رؤى وتوحد قومي وإلا..
(لات ساعة مندم).
برافو ضياء الدين
أعجبني تصرف الأستاذ ضياء الدين بلال فى إعادة نشره للحوار مع المرحوم نقد وإشارته الى أنه أجراه لصحيفة الرأي العام سابقا فتلك مهنية عالية واحترام للأعراف الصحفية الراقية لا تعرف العيب المهني فى حين أعبت على صحيفة التيار إعادة نشرها لقصة اغتيال (مكي الناس) التى نشرت فى ( السوداني) سابقا دون الإشارة لذلك.. ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت ذميم)..

بواسطة : محجوب عروة
 0  0  10473
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:05 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.