• ×

هذا بلاغ للناس

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
آذار/مارس 2012 09:19

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالىهَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية

هذا بلاغ للناس

بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم

zorayyab@gmail.com

لا زيارة للرئيس لوكرهم ، فذيلهم أبداً لا يستقيم!! ..

توطــئة:

ذيل الكلب أبداً لا يستقيم ويظل أعوجاً معقوفاً ويضرب هذا المثل الذي أتانا من توائمنا في شمال الوادي على كل من تعود الخطأ والخطيئة ويراوغ ويحاول أن يظهر أنه قد تاب إلى رشده نفاقاً وهو يضمر لك الشر وهذا منافق لا عهد له أبداً ولن يغير من طباعه على الاطلاق، هذا المثل ينطبق على رموز الحركة الشعبية الحاكمة لأشقائنا في دولة جنوب السودان، وهم الذين تعودوا نقض العهود والمواثيق فور وعقب كل توقيعهم عليها. ولكن الأمر المحير أنه يبدو للعيان أن وفدنا المفاوض لم يتعلم فأصبحوا يلدغون من ذات الجحر وكأن اللدغ أصبح مزاجاً لهم، وكعادة أعضائه كلما يعودون من جولة وقد قدموا فيها التنازل تلو التنازل لمن لا عهد لهم، يبدؤون إعلامياً في تبرير ما توصلوا إليه رغم علمهم بأن التبرير يفتقر إلى قواعد المنطق والعقل، تماماً مثلما حدث عقب نيفاشا في 2005. ربما أنهم طيبون حد السذاجة أو ربما أن مساحة ذاكرتهم ضئيلة و ينسون الأحداث السابقة في غمضة عين فيقدمون كل تنازل تحت شعار هزيل مقيت هو (إبداء حسن النوايا)!!، وربما أنهم لم يستوعبوا بعد أن هؤلاء الحركة الشعبية(فن الغدر) وهو ما يسمى في قاعات محاضرات المراكز والمعاهد الأمريكية تحت عنوان " فن المفاوضات" . بالله عليك أيها القارئ العزيز هل اتفقت أمريكا يوماً مع دولتنا السنية على أمر فالتزمت به ونفذته؟! فنخب الحركة الشعبية ما هي إلا نتاج طبيعي وتلامذة "خيبانين" لحبرهم الأعظم أمريكا وربيبتها إسرائيل التي تنتهج، لا أدري ما هي الذلة التي يمسكها هؤلاء " شذاذ الآفاق" على السودان حتى ينبطح مفاوضونا هذا الانبطاح المذل لكرامتنا الوطنية.

المــتن:

في جولة سابقة من المفاوضات لوفدنا في أديس أبابا وتحت رعاية (الآلية الرفيعة) كان يفترض أن يوقع سلفا كير على اتفاق تقدم بمبادئه الرئيس مليس زيناوي، رئيس أحد أكبر دول الإيقاد الذي طلب إبداء " بادرة (حسن نية) بأطلاق سراح البواخر الموقوفة في بورتسودان والمحملة بالنفض، وما أن أبحرت البواخر حتى نكص على عقبيه سلفا كير ورفض التوقيع!!، كان سلفا في ضائقة ويحتاج لمال البترول لا ليفك الضائقة المعيشية لشعب دولة الجنوب وإنما ليعد لحملة اعتداء جديد على السودان فان اعتداء " بحيرة الأبيض.!!

ثم جاءت الجولة الأخيرة من المفاوضات وبشرنا الوفد المفاوض بالروح الجديدة التي أتي بها وفد دولة الجنوب برئاسة " باقان أموم"، فعن أي روحٍ جديدة يحدثا وفدنا لغادر يجري الغدر في عروقه مجرى الدم؟! ، لم يجف مداد التوقيع على اتفاق الحريات الأربعة، وحتى لم يهضم بعد وفد الحركة برئاسة باقان أموم طعام موائد الكرم الحاتمي عند زيارته للخرطوم بحجة التجهيز لزيارة البشير لجوبا ويبدو أن كل هذه الخطوات ما هي إلا تكتيكاً وتمويهاً لعملية غدرٍ جديدة، وما أن وطئت أقدام الوفد الغادر مطار جوبا بعد أن دنّستْ أرض السودان حتى اعتدت الحركة الشعبية في هجومٍ عسكري غادر على هجليج!!

لماذا لم تبلغ حكومتنا الآلية الرفيعة ومنظمة الايقاد رفضها لباقان أموم وأبناء قرنق ليكونوا الجهة المقابلة في المفاوض، والجميع يعلم ما يضمره باقان وألور وزمرته من أبناء قرنق من حقد وضغينة لكل ما هو سوداني، وهو كان على رأس وفد مفاوضات دولة الجنوب وهو وزمرته أول من ينقض وينكص على عقبيه عند كل جولة تفاوض وينقلب على ما اتفق عليه والأنكى أنه جاء للتحضير لزيارة الرئيس لجوبا فأول أثر أنه دنّس أرض السودان بعد أن تطهرت منه ومن في شاكلته، وثاني اثر هو التمويه الغادر للاعتداء على هجليج والكارثة الثالثة هي محاولة التطمين التمويهية من قبله لاستدراج الرئيس إلى جوبا؛ فمن محتاج أكثر للآخر؟!، بالتأكيد هم أحوج لنا منا لهم!!، فلماذا نهرول وننبطح وندفع برئيسنا ليذهب لوكر عصابة لا عهد ولا ذمة لها؟! من أراد التفاوض فهناك منبر الإيقاد وهناك الآلية الرفيعة ، فلا نطأ عاصمتهم البتة ولا يدنسون أرض اصمتنا بأرجلهم النجسة.!!

ألم يتعظ ويتدبر وفدنا المفاوض قول الله تعالي في محكم التنزيل إن كان يعتبر القرآن هادياً ومرشداً ودليلاً:[ اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ].. الآية المنافقون(1).. ثورة الانقاذ قامت ترفع راية التوجه الاسلامي الحضاري، فما لنا لا نسترشد من قصص القرآن ليكون منهجنا في كل مناحي الحياة ومنها التفاوض!!

الحاشــية

الأدهى والأمر أن الحركة الشعبية الغادرة دوماً والحاقدة على كل ما هو سوداني والتي لم تتحرر من شرع الغاب وتخطط لخطة غدرٍ جديدة تستهدف الرئيس البشير عندما يزور جوبا، بالله هل وصلت بنا السذاجة أن نقدم رئيس دولتنا ورمزها السيادي للغادرين الذين لا عهد لهم تحت مسمى حسن النوايا، وقد خرج أكذبهم على الإطلاق بنجامين برنابا وزير إعلامهم الناطق الرسمي بكيدهم ليحدثنا عن ضمانات بسلامة البشير عند زيارته لجوبا فسبحان الله فأي سذاجة هذه ؟! السؤال متى التزمت وأوفت الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب معكم أنتم - يا أيها الوفد المفاوض- بعدٍ من العهود أو التزام من الالتزامات حتى يذهب رمز سيادتنا برجليه إلى وكر العصابة؟!.. فإن كانوا حقاً جادين فيما صرّح به بنجامين برنابا فالضمانة الوحيدة بالنسبة لشعب السودان هي أن يودعوا لدينا رياك مشار وباقان أموم وألور وبنجامين وديعة في الخرطوم حتى يعود الرئيس من جوبا بعد تسوية المفاوضات!!

ثم لماذا يعرض وفدنا وعلى طبقٍ من ذهب الزيارة الرئاسية لجوبا وفي الأصل هناك دولة محددة حُدد التفاوض على أرضها وهي مقر الإيقاد والاتحاد الأفريقي فإن كان ولا بد فليكن اللقاء في أديس أبابا وبحضور الآلية الرفيعة والاتحاد الأفريقي والإيقاد دون أصدقائها، وأكرر دون أصدقائها الذين هم في حقيقة الأمر أعداء ألِدّاء لنا حتى إن حاولنا أن لا نظهر لهم ذلك وندثره بلطف الديبلوماسية؟! ..ثم أن الرئيس البشير ليس ملك لنفسه بل هو قائد هذه الأمة ورمز عزتها وكرامتها فإن أراد أن يعرض سلامته للخطر مثلما حدث حينما زار الصين فهنا على الشعب أن ينتفض ويقف وقفة رجل واحد وبقلب ولسانٍ واحد ويقول له : لا تذهب أخي الرئيس فأنت ليس ملك نفسك.. أنت رمز سيادة وعزة هذا الشعب فكيف تذهب بقدميك إلى شراذم الغادرين؟!!

السؤال الآخر لماذا كل هذه الهرولة والتنازلات والانبطاح؟! شعبنا شعبٌ عريق معتد بدينه وكرامته وهو لا يتواني في أن يقدم أرواحه فداءً لكرامته الوطنية فهذا الشعب له تاريخ ضارب في عمق جذور التاريخ من عهد بعنخي والمك نمر والامام المهدي ؛ شعب عاش مجاعة سنة 1906 وعاش التصحر والقحط والمحل ولم يحنِ هامته لأحدٍ وإن حنى حكامه هاماتهم ذلاً لتأتيهم الاغاثات فيوزعونها على الأقارب والمحاسيب ومع ذلك صبر وصابر على الضراء مثلما يشكر في الضراء فمن يعتقد أن أي عائد يأتينا من تصدير بترول الجنوب عبر موانئنا واستعمال مرافقنا البترولية من أنبوب ناقل ومحطات ضخ ومعامل تكرير مرافق الموانيء من أرصفة وتخزين وبنية طرق تحتية يمثل عنصر إغراء يسيل له لعاب أهل السودان برجاله وحرائره فهو واهم وهذا أمر ليس بذي بالٍ، إن كان المقابل الكرامة الوطنية فهو، ومن يعتقد بأنه سيقدم رمز البلاد قرباناً لطمع في سلطة فهو أيضاً واهم .ز واهم !! اللهم إلا إن كان بيننا من تذوق مال النفط فتغيرت حاله وأحواله فيصعب عليه أن يعيش حياة أهله من كفافٍ أو شظف عيش، وذلك بعد أن أغدقت الحركة الشعبية عليه من أموالٍ كانت قد رصدتها قبل الانفصال لشراء الذمم والأقلام والحناجر فذاك جمعٌ ضئيل منبطح ولا يُعوّل عليه، أما أن ينبطح وفد مفاوضينا فهذه هي المصيبة الأفدح، فمن يهن عليه دينه ووطنه وأرضه وعرضه لا يتورع من فعل أي شيء كل شيء، ولكن صوت الشارع هو الأعلى هو الذي سيوقف المنبطحين ويكف أيديهم عن تقديم التنازل تلو التنازل تحت شعار " إبداء حُسن النوايا" فشعبنا يعرف كيف يدبر أمره ، شعب لم يعرف في حياته الدعة ورغد العيش ولعلها من ابتلاءات رب العباد له حتى لا ينسى خالقه ودينه ووطنه فيصبح معلقاً ببارئه المانع الرزاق المعطي ولا يبع كل ذلك بعرض دنيوي زائل.

الهامـش:

لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أصدقاء الإيقاد هم من الدول الاستكبار بقيادة أمريكا ويتخفى بينهم مستشارون صهاينة مهمتهم الأساسية والرئيسة هي تقديم استشارات لوفد الحركة الشعبية وهؤلاء يعملون لتقويض النظام في السودان واستهدافهم السودان بدأ برأس الدولة ورمز سيادتها، وحاولوا جهدهم أن تنتهي مشكلة الجنوب عسكرياً فلما لم يفلحوا في ذلك فلجأوا للحصول على ما صعُب عليهم عسكرياً للعبة المفاوضات والإغراءات والضغوط، فماذا كسبنا من كل هذا؟! فهل أسقطوا الديون الربوية التراكمية على السودان؟! وهل قدموا المنح التنموية التي وعدوا بها؟! ، وهل تمّ رفع حصارهم الجائر على بلادنا؟!

السؤال الذي يحيرني ولم أجد له أي إجابة حتى الآن هو: لماذا نحتفظ بعلاقات ديبلوماسية حتى ولو على مستوى القائم بالأعمال مع أمريكا؟! هل نريد أن نفسح لها المجال للتجسس علينا كما فعلت منظماتها في مصر لتقوض الثورة التي أطاحت بصنيعها مبارك؟!.. هل نريد أن نهيئ لها مناخاً لتنشر مراكزها البحثية ومعاهدها التجسسية لتستشري كالسرطان في جسد عاصمتنا وأنحاء بلادنا؟! ألم نتعلم من ما أفرزته منظماتهم في دارفور؟! تلك المنظمات الطوعية إسماً والتجسسية تخطيطاً وفعلاً والتي يطلقون عليها للتمويه شعار "منظمات العمل المدني"؟!



لماذا لم نتعلم من إيران التي حوصرت اقتصادياً وعسكرياً منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979؟! ، فكان الحصار نعمة عليها وليس نقمة، إذ اعتمدت على نفسها عسكرياً وصناعياً وتقنياً ونووياً سلمياً حتى أصبح الغرب يعمل لها ألف حساب، فأعيته الأحاييل رغم حشده ضدها كل ما يستطيع وما هو ممكن من أساليب الغدر وأدوات ومعدات التآمر القذرة إعلامياً وسياسياً وعسكرياً واقتصاديا، فباءت كل محاولاته بالفشل حتى أدرك أنها أفرزت نتائج لصالح الجمهورية الاسلامية وبعكس ما توقعت قوى الاستكبار!!

¨ لماذا لم نتجه نحو روسيا الاتحادية التي تآمر عليها الغرب أيضاً عقب انهيار الاتحاد السوفيتي لتفتيتها وبدأ لعبة الفوضى الخلاقة حتى أتي منقذها الروسي القومي فلاديمير بوتين، وهي دولة عظمى بدأت تستعيد عافيتها ووضعها في المحافل الدولية وبدأت معالم جديدة لعالم متعدد الأقطاب، نحن نحتاج إلى روسيا مثلما هي تحتاج لنا فماذا لو منحناها تسهيلات عسكرية بحرية في البحر الأحمر؟!. إن علاقتنا بالصين مهمة وهي أحد أسباب تآمر الغرب علينا لأنه يعتقد أننا من فتح لها بوابات إفريقيا التي كان الغرب ينهب ثرواتها فزرع فيها بؤر الحروب الأهلية والاثنية العرقية والفتن الدينية والطائفية فنهب خيراتها من نفط وماس ويورانيوم وحديد ومنجنيز، هذه الدول الاستعمارية الملوثة أياديها بدماء أبناء إفريقيا وهي من شحن أهلها كعبيد فسخرهم للعمل في مزارعه، هم أول من أسس تجارة النخاسة وهم أول من حدثنا عن حقوق الانسان فهل يستقيم عقلاً أن تأتي بذنب وتدعي الفضيلة؟! .. متى ، متى نفهم وندرك الحقيقة التي هي شمس فير رابعة النهار؟! أم نحن استمرأنا استغفال أنفسنا؟!

¨ أنزل ربنا سبحانه وتعالى في محكم التنزيل الكثير من الآيات في المنافقين لنسترشد بها لنعتبر من دروسها ونتعظ مما قد سلف من القصص القرآنية التي أتت من فوق سبع سموات طباقا، فدلنا القرآن على كيفية التعامل معهم، فمتى نتقي الله ونعمل بقوله الحق وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم؟!:

[ يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير]..الآية، التوبة(73)

[ يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما] ..الآية، الأحزاب (1)

[ ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا]..الآية، الأحزاب (48)

[ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا]..الآية، الأحزاب(60)

¨ من تفسير إبن العربي: [إن قيل : كيف يجوز نقض العهد مع خوف الخيانة، والخوف ظن لا يقين معه، فكيف يسقط يقين العهد بظن الخيانة فعنه جوابان : أحدهما: أن الخوف هاهنا بمعنى اليقين ، كما يأتي الرجاء بمعنى العلم ; كقوله : { لا ترجون لله وقارا} . الثاني : أنه إذا ظهرت آثار الخيانة ، وثبتت دلائلها وجب نبذ العهد ، لئلا يوقع التمادي عليه في الهلكة ، وجاز إسقاط اليقين هاهنا بالظن للضرورة ، وإذا كان العهد قد وقع فهذا الشرط عادة ، وإن لم يصرح به لفظا ; إذ لا يمكن أكثر من هذا] إنتهى.

¨ وأختم بقوله تعالى: [ كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين].. الآية

[ وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون] .. الآية. أعتقد أن ما ترشدنا عليه هذه الآية في غاية الوضوح!!







بواسطة : ابوبكر يوسف
 0  0  2540
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:55 صباحًا الجمعة 3 مايو 2024.