• ×

حذار من السفر إلى جوبا سيدي الرئيس

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
وبلغ نفوذ أولاد نيفاشا درجة أن يمنعوا صحيفة السودان الأولى «الإنتباهة» من تغطية فعاليات مجلس الوزراء حتى لا (تتشرف) بتغطية مباحثات باقان وبقية أعداء السودان مع الحكومة!! والله إنه لشرف عظيم لـ «الإنتباهة» أن يُحرم فرسانها من نقل أخبار باقان.. طائر الشؤم وعدو السودان بل عدو الله ورسوله الذي عليه يتكأكأ المنبطحون ومعه يتضاحكون رغم كل ما فعله بالسودان ورغم ما قاله في حق بلادهم ورئيسهم الذي وصفه كما وصفه سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان بحرامي النفط وبالمجرم بعد أن طالب سلفا كير الرئيس البشير بتسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية.
اجتمعوا مع باقان لكي يناقشوا سفر الرئيس البشير إلى جوبا تلبية لدعوة دولة الجنوب التي تحتل أرضنا والتي ظلت تكيد لنا من يوم مولدها بل قبل ذلك.. فواحَرّ قلباه.
ما الذي يجعل هؤلاء المتضاحكين مع باقان يفغرون أفواههم ويتناسَون ما ينطوي عليه من حقد تنوء عن حمله الجبال؟! ما الذي جعلهم يتناسَون (باي باي للعبودية) التي ودَّع بها باقان الخرطوم ويتجاهلون قوله (ارتحنا من وسخ الخرطوم)؟! ما الذي يجعل هؤلاء يطمئنون إلى باقان بعد كل ما قال وفعل وأهمّ من ذلك رغم علمهم بما يتبنّى من مشروع (لتحرير السودان) لا يزال يُصرُّ حتى بعد الانفصال على أن يجعله جزءاً من اسم حركتهم وجيشهم الذي يحتل بلادنا؟!
إن على المؤتمر الوطني أن يأخذ حديث لوكا بيونق وزير رئاسة الجمهورية بحكومة جنوب السودان مأخذ الجد فقد كشف المبعوث الروسي للسودان أن بيونق قال إنهم سيقبضون على البشير بمجرد وصوله مطار جوبا سيما وأن هناك مطالبات كثيرة داخل جوبا لاعتقاله وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية فإذا أضفنا إلى ذلك هجوم سلفا كير على البشير وحديثه عن تسليمه للجنائية وأهم من ذلك كله ما يعنيه اختفاء البشير من مسرح السياسة السودانية من تسريع لوتيرة إنفاذ مشروع السودان الجديد الذي يتولّى كبره باقان الذي وجَّه الدعوة للبشير في أديس أبابا وقبلها أولاد نيفاشا في التو واللحظة، فإن ذلك كلَّه يبين خطورة الأمر والله لولا حسنُ الظنِّ لقلتُ إن في الأمر سراً لا يعلمه إلا من ينسجون خيوط بل وحبال مؤامرة هي الأخطر في تاريخ السودان الحديث!! مؤامرة للتخلص من الرئيس لأهداف يعلمها الله ويعلمها من يحيكون تلك المؤامرة.
ليت الناس يعلمون أن باقان يستمدُّ قوّته من أمريكا وليس من عمقٍ وبُعدٍ قبليّ فهو ليس من الدينكا ولا حتى من النوير.. القبيلتين اللتين تتنافسان في زعامة الجنوب.. باقان الذي يرأس وفداً فيه بعضُ النافذين يستمدُّ قوّته من أمريكا التي سلّمته الراية بعد قرنق... راية مشروع السودان الجديد الذي ظلَّ شغله الشاغل خلال الفترة الانتقالية ثم بعد الانفصال.
أُذكر بأنَّ باقان قال لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن (مشروع السودان الجديد باقٍ وليس مرهوناً بالوحدة) ــ قال ذلك بعد أن حُسم الاستفتاء لصالح الانفصال ــ ثم قال إنهم سيعملون على إقامته من خلال الانفصال عبر الخطة (ب) التي أشعلوا الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق كجزء من مخطَّط إنفاذها ولا أظن الناس نسوا تهديد عقار حين كان يحكم النيل الأزرق (إننا سننقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري).. إنه مشروع احتلال السودان الذي تأتي الحريات الأربع كإحدى مكوِّناته وآلياته الأساسية أما القبض على الرئيس فإنه يمثل أهم جزئياته حيث يحدث الفراغ الدستوري وبقية التداعيات التي تحتاج إلى بيان يكشف تفاصيلها.
هل تذكرون حديث وزيرة الخارجية الأمريكية الذي توعّدت فيه البشير وقالت إنه ــ هو وليس الحكومة السودانية ــ يشكِّل خطراً على دولة جنوب السودان؟! إنه الصيد الثمين الذي يمكن أن يُحدث نقلة كبرى لحظوظ أوباما في السباق على رئاسة أمريكا لا يقلُّ كثيراً عن اغتيال بن لادن خاصة وأن التعبئة ضد السودان لا تزال في أوجها بسبب مجموعات الضغط الكبرى بما فيها جماعة (أنقذوا دارفور) هذا بالإضافة إلى اللوبي الصهيوني الذي يسعى لإحداث تغيير هائل في السودان يستهدف مصر كما يستهدف السودان والبلاك كوكس أو (الشيوخ السود).
ان التغيير الحاصل في مصر يُزعج دولة الكيان الصهيوني مع وصول الإسلاميين إلى الحكم وزوال النظام المتحالف مع أمريكا ودولة الكيان الصهيوني ولعلَّ السودان من الجبهات التي يمكن أن تؤتى منها مصر.
قصار النظر أو من لا يكترثون كثيراً لتداعيات غياب البشير عن المشهد السياسي في السودان هم الذين يستهينون بالأمر هذا بالطبع إذا غضضْنا النظر تماماً عن نظرية المؤامرة.
إن الأمر لا يتعلق بالرئيس بالرغم من أنه يمثل الشرعية التي منحته تأييد غالب الشعب السوداني وإنما يتعلق بالسودان الذي ستُفتح أبواب جهنم إذا حدث غياب فجائي للرئيس ولذلك فإني أخاطب المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أن يتحلى بالمسؤولية الوطنية ويشتغل بالمضمون حتى ولو تبين له بالدليل القاطع أن احتمالات الخطر مرجوحة وأنها لا تتجاوز 20 % فإن حديث (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) يستحق أن يؤول ويُستخدم في هذه القضية بما يفدي الرئيس أو يستبدله بالأستاذ علي عثمان الذي وقَّع أخطر اتفاقية في تاريخ السودان.
أقول للرئيس.. كان الفاروق عمر يقول (لستُ بالخب ولا الخبُّ يخدعني) أي لست بالمخادِع ولا المخادِع يخدعني وعندما سُئل المغيرة بن شعبة عن عمر قال (كان له عقلٌ يمنعُهُ من أن يَخدَع وعقلٌ يمنعه من أن يُخدَع) فهلاّ تأسّيتَ بسميك ابن الخطاب!! أما الفروسية والشجاعة فقد أثبتّها من قبل مراراً وتكراراً منذ معركة ميوم وحتى تحدّيك المتكرِّر لأوكامبو.
إن الشورى مُلزمة في شرعنا سيدي الرئيس وقد انصاع لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مراراً وتكراراً فقد أُمر: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) بالرغم من أنه موحى إليه من ربِّه وعليك أن تنصاع للشورى تجنُّباً لخصلة فرعون المذمومة قرآناً حين قال: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
إن السودان أمانة في عنقك بعد أن وُلِّيت أمره فلا تُضيِّعه استجابة لمن يبغضونك ممّن قالوا فيك ما تعلم ومن يحرصون عليك وعلى البلاد ولا يُضمرون لك شراً أولى بأن تستجيب إلى نداءاتهم فهلا فعلتَ!!

بواسطة : الطيب مصطفى
 0  0  2163
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:21 صباحًا الثلاثاء 30 أبريل 2024.